نجل صانع معارك السينما لـ"الوطن": بدأ دوبلير والزعيم ورثني صنعته
الطوخي توفيق في مشهد مع الفنان نور الشريف
وجه مألوف لدى الكثيرين، ولكن اسمه غير معروف، ربما تتذكره من صوت اللكمات التي يوجهها للنجوم في أفلامه، أو من العصابة التي كان دائما يظهر معها، ليصبح أيقونة الأكشن خلال فترة السبعينيات والثمانينات.
وتحل الذكرى الـ35 لوفاة الفنان الطوخي توفيق، غدا، والذي يعد أحد مؤسسي فن تصميم المعارك في السينما المصرية، حيث توفي في 22 أغسطس 1984 عن عمر يناهز 59 عامًا.
يروي مصطفي الطوخي، أحد أشهر مصممي المعارك في السينما، ونجل الفنان الراحل، أهم محطات في مسيرته، حيث بدأ الطوخي توفيق حياته كلاعب في السيرك، وكان والده أول من أدخل فن السيرك في مصر.
كانت بداية عمل "الطوخي"، في مجال السينما بمساعدة شقيقته سميحة توفيق، فبدأ كـ"دوبلير" في مشاهد بسيطة في عدد من الأفلام، وتدرج في مواهبه القتالية حتى أسندت إليه مهام تنفيذ المعارك.
وكانت أولى أعماله الفنية فيلم "أميرة الجزيرة" عام 1948، والفيلم من بطولة تحية كاريوكا، كمال الشناوي، وشكوكو، وكان دوبلير في أحد مشاهد الفيلم.
"أول فيلم ليا مع بابا كان صاحب الجلالة"، والذي عرض في عام 1963، حيث كان عمر "مصطفى" حينها 12 عامًا، وجسد خلاله مشاهد بسيطة، منذ ذلك الحين وهو يعمل مع والده في جميع افلامه، حسب حديث نجله.
ولم يكن يقتصر دور الطوخي توفيق على أن يكون دوبلير للفنانين فقط، بل كانت مهمته أوسع من ذلك، "ناس كثير متعرفش أنه كان هو اللي بيصمم المعارك في السينما في الأفلام دي".
فبعد استلامه السيناريو، كان يحصر عدد المعارك المطلوب تنفيذها، وفي كل واحدة يصمم مكان تخلي للمشهد ومكان دخول النجم وكيفية الاشتباك وحركاته- بحسب مصطفى.
"تأسيس فرقة الطوخي توفيق"، أسست في الستينيات، حيث طلب المخرج حسام الدين مصطفي منه عقب عودته من الولايات المتحدة إنشاء فرقة متخصصة لتصميم المعارك في السينما تقوم على الشكل الأمريكي في المعارك، ويتولى هو تدريبهم، وكان عدد هذه الفرقة ما يقرب من 50 شخصًا.
"أنا اللي قتلت الحنش"، كان هو آخر عمل فني للطوخي توفيق، إلا أنه لم يتمكن من إكماله بسبب وفاته، حيث كان من المفترض أن يسافر هو ونجله إلى اليونان لتصوير بعض المشاهد، إلا أنه تعرض لوعكة صحية دخل على إثرها المستشفى وتوفي بها- بحسب مصطفى.
عقب وفاة الطوخي عام 22 أغسطس 1984، قرر نجله عدم الاستمرار في مجال التمثيل أول الفيلم الذي كان من المقرر أن ينفذه برفقة والدة، "بس الفنان عادل إمام رجع من السفر وقالي لازم تكمل أنت مكان والدك وأنا في ضهرك ومعاك.. وهو السبب أني استمر في مجال بابا وأكون خليفته في المجال، واشتغلت مع الزعيم بعدها في أفلام كثيرة منها أفلام "الواد محروس بتاع الوزير، رسالة إلى الوالي، الإرهابي، المنسي، والإرهاب والكباب".
مواقف عديدة مرة بها مصطفى برفقة والده، ولكن أصعبها عليه ما حدث في فيلم "سبع الليل"، حيث كان يؤدي مشهد بدلا من الفنان رشدي أباظة على القطار وأثناء تصوير المشهد كسرت قدمه، ولكنه أكمله، وظل نائم حتى عبر القطار من فوقه، ونقل بعده إلى المستشفى- بحسب مصطفى.
كان للطوخي توفيق أصدقاء كثيرين في الوسط الفني لعل أبرزهم الفنان رشدي أباظة، حيث كان يعمل مديرًا لمكتبه ومتواجد معه باستمرار، وفريد شوقي وعادل إمام ومحمود المليجي، الذي كان الدوبلير الخاص له في جميع أفلامه، ومحمد عوض وأحمد رمزي، وكان دائما ما يحرص والده على دعوتهم لزيارته.
رحمة مصطفى الطوخي، كانت تنوي أن تكمل مسيرة جدها ووالدها بأن تصبح أول فتاة تعمل مصممة معارك، "بس أنا رفضت عشان خفت عليها المجال صعب ومحتاج مجهود كله مخاطر"- وفقًا لمصطفى.