شيوخ الفتاوى الشاذة يجدون ضالتهم في السوشيال ويوتيوب.. ما هي الضوابط؟
صورة أرشيفية
أصبحت الفتاوى الشاذة والبحث عن غير المألوف في الإجابة أو الأسئلة المطروحة، سوقا رائجة، يقودها مدعون من أجل الشهرة، أو أئمة وعلماء يقعون في خطأ في فهم السؤال أو علماء يتورطون في عرض أشياء تراثية لم تعد صالحة لهذا الزمان.
قالوا إن مياه الشطاف تُفطر.. وحرموا الواتس على النساء
من هذه الفتاوى ما خرج به الداعية أنس السلطان، رمضان الماضي، من قوله إن ماء الشطاف في دورات المياه يُفطر مستعمله.
ومنها فتوى مصطفى راشد، والذي يلقب نفسه بأنه مفتي أستراليا، بأن الصوم ليس ضروريا بالنسبة للفقراء، عكس الأغنياء المطالبين به، وقال: "لو المسكين لا يريد الصوم بناء على الآية وعلى الذين يطيقونه، بمعنى أن الصيام يؤثر عليه فلا يصوم، الآية تقول هذا".
كذلك مقطع فيديو لرجل يتحدث باللهجة المصرية، يفتي بمنع استعمال النساء لأجهزة التليفون المحمول الحديثة، التي تحتوي على تطبيقي "واتس آب"، و"ماسنجر"، مطالبا باستبداله بهاتف من إصدار قديم، لا يحتوي على إنترنت.
وقال الشيخ، مجهول الهوية، بانفعال: "أمنع التليفونات الجديدة.. ممكن مراتي تبقى جنبي وتكلم راجل جنبي على الواتس، وأنا قاعد مش حاسس بحاجة"، مضيفا أنها يجب أن تحمل تليفونا لا يحتوي على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصل رواج بضاعة الفتاوى الشاذة لعلماء الأزهر، فوقع من بعضهم فتاوى استنكرها المجتمع، منها جواز معاشرة الزوجة الميتة، وأن الخاطب يجوز له أن يرى من خطيبته شعرها وذراعيها وساقيها.
وكان أغرب وأشهر ما نقل عن علماء من الأزهر ما قاله الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، من جواز إرضاع المرأة للكبير، زميلها في العمل، وهي الفتوى التي فتحت باب الفتاوى الشاذة على مصراعيه، من شدة انتشارها والضجة التي أحدثتها، كذلك فتوى الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بجواز التضحية بالديك.
وفي الخارج أطلق داعية سلفي في الجزائر يدعى محمد علي فركوس، فتوى بتحرّم أكل "الزلابية"، وكذلك الراحل جمال البنا، يبيح التدخين في رمضان قياسا على البخور.
ويعد بعض مشايخ السلفية المنبع الأهم للفتاوى الشاذة، ورغم قرارات إبعادهم عن الإعلام، إلا أنهم يصرون على التواجد، على الفضائيات كبديل عن المنابر، حيث يحتشد مشايخ السلفية في 6 قنوات رئيسية هي "الرحمة - الندى - صفا - وصال - المحبة - الأحواز"، كما خصص مشايخ السلفية مواقع لهم وصفحات على فيسبوك وقنوات يوتيوب ومنها "أسك للفتوى - أنا السلفي - صوت السلف - موقع محمد حسين يعقوب- مدارج السالكين- موقع الحويني".
"الأعلى للإعلام" يحدد 6 معايير وضوابط للبرامج الدينية
ووضع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام 6 معايير وضوابط للبرامج الدينية، المقرر تطبيقها بداية من اليوم، وهي كما يلي:
1. أن يكون مقدم البرامج ملمّا بالقضايا الدينية.
2. أن يكون مقدم البرامج لديه قدر من حفظ آيات القرآن الكريم والنطق الصحيح لها، فضلا عن إلمامه بالسيرة النبوية.
3. أن يكون الضيوف من علماء الدين أو أساتذة الجامعات المعروفين.
4. ألا تكون مواقع التواصل الاجتماعي مصدرا لإبداء الرأي أو الإفتاء، عدا مواقع ومراصد الأزهر الشريف ودار الإفتاء والأوقاف وجامعة الأزهر.
5. عدم إثارة قضايا خلافية أو آراء تثير الفتن أو تحرض على التطرف.
6. مراعاة عدم بث إعلانات قبل أو في أثناء أو بعد البرنامج مباشرة لا تتناسب مع القيم الدينية.
نصير: يجب مواجهة الشائعات الدعوية والتصدي لقنوات اليوتيوب
بدورها دعت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، لضرورة مواجهة الشائعات الدعوية باعتبارها أنجح وسيلة للرد، كما قامت مجلس الوزراء بالرد على الشائعات، كذلك يجب على المجلس الأعلى للإعلام النظر في قنوات يوتيوب ومواقع السلفية والتصدي لها بكل الطرق كذلك قنوات الدعوة غير الرسمية التي تبث سموما في عقول المصريين.