لم يفاجئنا اشتعال الصراع الدامى فى جنوب اليمن حيث توقعنا هنا قبل عامين أن سيرورة الأحداث والتحالفات والتأثيرات الخارجية ستؤدى إلى تقسيم اليمن إلى كيانين شمالى وجنوبى.. وهى حالة متكررة فى التاريخ اليمنى القديم والحديث والحالى حيث يندفع قائد بالشمال ليغزو ويحتل الجنوب ثم يستيقظ الجنوب ويهزم العدوان ويعود الأمر إلى ما هو عليه ولم نرى اعتداء من قائد بالجنوب على الشمال، والأسباب كثيرة!!
ولكن الجديد هذه المرة أن فصيلاً من تحالف الشرعية الذى يقوده الرئيس عبدربه منصور ويحارب به الانفصاليين الشماليين (جماعة الحوثى) هو الذى أشعل الحرب ووجدنا أنفسنا أمام حرب داخل الحرب الأصلية فى مشهد عبثى دموى محزن لليمنيين والعرب والإنسانية..
ولو بادر الرئيس منصور بفهم المتغيرات مبكراً وكان مقيماً بشخصه وحكومته فى اليمن وليس خارجها لبادر بحل يسمح له بالاستمرار فى القيادة والحفاظ على التمايز المعروف ما بين الشمال والجنوب وعلى وحدة اليمن من التأثيرات الضخمة الخارجية.. ولكن يبدو أن المصالح الشخصية والاتكالية على الخارج والتأجيل فى حسم المواقف أدى لمواجهة مسلحة تضعف الشرعية فى وقت الحرب المستعرة وسط معاناة ملايين اليمنيين الذين يسقطون قتلى ومرضى وجوعى وعطشى وكان قياداتهم يقدمون الشعب قرابين للموت!!
لقد مرت أربع سنوات على اشتعال حرب الشرعية المدعومة بالتحالف العربى ضد الانفصاليين الحوثيين وربما تستمر لسنوات مقبلة حيث لا نرى تقييماً مدروساً يحسب المكاسب والخسائر ويقدم البدائل ويوقف دوامة الفناء التى وقع فيها الشعب اليمنى!!
وإذا كانت حرب اليمن امتداداً لصراعات إقليمية أخرى فكيف نعزلها كحالة إنسانية يسقط فيه الضحايا بأعداد ضخمة ونسارع بفض هذا الارتباط المعيب بصراعات أخرى فى المنطقة؟
ووفق التاريخ فإن اليمنيين فى كل مرة ينشب بينهم صراع عنيف كانوا قادرين بأنفسهم على إيجاد حلول تعيد السلام لبلدهم، فهل نراهن على أبناء اليمن ليتخلصوا من الإرث السلبى للصراع والحرب ويجلسوا معاً ليجدوا حلاً؟
أثق فى أن كل حلفاء اليمن سوف يباركون هذا الحل اليمنى الذاتى.. اتقوا الله فى اليمن.. والله غالب.