المدارس تتاجر في "الزي".. والنتيجة جودة أقل وأسعار أعلى
أحد محلات بيع الملابس
عند نهاية كل صيف وقرب بداية العام الدراسى، تتزاحم الأمهات والآباء، بل والجدات، بصحبة التلاميذ مختلفة الأعمار على محال الملابس الجاهزة التى تقدم تصميمات ملابس المدارس بمراحلها الدراسية المختلفة، التى كانت معروفة فى الماضى بزى وألوان موحدة لكل عام، لكن السنوات القليلة الماضية شهد سوق ملابس المدارس اختلافاً كبيراً، حيث تعرض هذا السوق لهزة كبيرة بسبب لجوء المدارس الحكومية لتقديم الملابس وبيعها للتلاميذ والطلاب مع اختيار كل مدرسة على حدة ألوانها المستقلة، ليتأثر سوق ملابس المدارس إلى حد كبير، ما أدى إلى إغلاق نشاط بعضها، بحسب أصحاب محال تجارية.
فى ميدان الجيزة، وعلى الجانب الآخر من مسجد الاستقامة بشارع الجامعة، يجلس محمد عثمان، صاحب سلسلة محلات «آرت شيك» للملابس الجاهزة، التى تعمل فى بيع ملابس المدارس منذ نحو 32 عاماً، يتولى مهمة تسلم الفواتير وإجراء عملية الدفع، يروى الرجل حالة سوق الملابس المدرسية: «يتعرض بمرور الوقت لهزات عنيفة تغير من مفهوم السوق، خاصة فى ظل إجراءات تقوم بها كل مدرسة على حدة لتغيير شغل وألوان الملابس المدرسية، ما أثر بشكل مباشر على السوق»، مضيفاً: «دلوقتى بقت وزارة التعليم بتسمح للمدرسة الحكومية والتجريبية إنها تشكل لجنة تكون مسئولة عن لبس المدارس وتحدد الألوان بتاعة المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية»، مشيراً إلى أن المدارس تؤسس لجاناً لتقوم هى بالاتفاق مع ورش تصنيع الملابس لتقدم لهم اللون ويقومون هم بعملية تصنيعها وبيعها للتلاميذ، وقال إن هذه الملابس تكون مصنوعة من خامات سيئة كالبوليستر، وهى ألياف صناعية تسبب حساسية لجلد الأطفال.
"عثمان": 100% نسبة البوليستر فى الملابس التى تعرضها المدارس.. ومتوسط السعر يتراوح بين 250 و280 جنيهاً
يضيف «عثمان» أنه من المفترض أن تكون ملابس الأطفال من القطن بنسبة 100%، وفى حالة إضافة مادة البوليستر لا بد أن تكون النسبة الأكبر للقطن بـ65% كى لا تسبب الضرر للطلاب، معلقاً: «طبعاً صاحب الورشة والمدرسة بيكونوا عايزين يكسبوا فبيجيبوا أردأ الخامات، وتكون كلها 100% بوليستر، ويحطوا بادج المدرسة وخلاص على كده»، ولفت إلى أن ذلك ظهر بقوة منذ عام 2015 وتسبب فى تغيير نشاط الكثير من التجار، ولكن المحال التى لها خبرة تكيفت مع هذا التغير لتستمر فى السوق من خلال دراسة المنطقة المحيطة، ومعرفة الألوان التى تحددها المدارس وتقوم بالاتفاق مع مصانع على إعداد هذه الألوان»، موضحاً أن أسعار الملابس زادت خلال السنوات القليلة وأصبح متوسط سعر الملابس المدرسية للمرحلة الابتدائية وفقاً للسوق نحو من 250 إلى 280 تقريباً، ناصحاً المواطنين بشراء الملابس القطنية وليست البوليستر.
"عبدالله": نصنع ألواناً كثيرة تلائم مدارس المنطقة المحيطة
يقول جمال عبدالله، صاحب محل بالجيزة، إن أسعار الملابس ارتفعت فى السنوات القليلة لارتفاع الخامات، لكن المواطنين يفضلون الملابس القطنية ويلجأون إلى المحلات الشهيرة صاحبة السمعة ويبتعدون عن الملابس التى تقدمها المدارس، مطالباً المسئولين بوزارة التعليم بوقف عملية التربح من ملابس المدارس والعودة إلى العقود القديمة بتحديد ألوان محددة لكل مرحلة ابتدائية ويتركون الحرية للمواطنين فى اختيار الجودة التى تناسب أطفالهم، موضحاً أن المدارس لم تكتف فقط بتحديد لون لكل مرحلة، بل بعضها أحياناً يلجأ إلى تغيير الألوان فى بعض الصفوف الدراسية للمرحلة الواحدة بأكثر من لون: «يعنى كى جى لون والابتدائى والإعدادى والثانوى كل مرحلة بلون، وكمان ساعات يقولك أولى إعدادى لون وتانية وتالتة لون تانى، يعنى فى نفس المرحلة تلاقى لونين أحياناً، وكمان تلاقى ألوان مختلفة فى نفس المرحلة بين العادى واللغات»، ويضيف «عبدالله» أن هذا تسبب فى قيامه بتصنيع مجموعة من الألوان الشائعة والمستخدمة فى مدارس المناطق القريبة منه: «أحياناً بنتدبس فى لون واحد مثلاً ما حدش اشتراه، وده حصل معايا بس بعد سنتين لقيته نزل فرحت مطلعه والناس خدته، ودى طريقتنا فى علاج المشكلة دى»، مشيراً إلى أن متوسط أسعار الملابس فى المرحلة الابتدائية 200 جنيه وتكون قطعتين، بنطلون وتيشيرت، وللمرحلة الإعدادية 230 جنيهاً، بينما فى المرحلة الثانوية 300 جنيه تقريباً، وأن بعض المواطنين يعودون إليه بعد شراء ملابس المدارس لأن مسئولى المدرسة أجبروهم على شراء الملابس المدرسية من المدرسة فيقومون بإرجاع البضاعة بعد شرائها: «يعنى الناس بترجع لنا اللبس بعد ما تشتريه لأن المدارس بتبيع لهم وإجبارى».
يقول أحد العاملين فى محل بيع اليونيفورم بالقاهرة، إن السوق انخفض الإقبال عليه خلال السنوات الماضية، وارتفعت أسعار الملابس، والكثير من أصحاب المحال اضطروا إلى إضافة مادة البوليستر على الملابس بنسبة مقبولة لكى يحققوا ربحاً، ولكن الكثير من المواطنين اضطروا إلى الشراء من المدرسة، رغم أن الخامات ليست مثل المحلات الكبيرة صاحبة السمعة: «يعنى الناس ممكن بالـ400 أو 500 جنيه اللى هايدفعوها فى المدرسة وبياخدوا ملابس بوليستر كلها ممكن يجيبوا حاجة نضيفة وكلها قطن»، مناشداً المسئولين العودة إلى النظام القديم بترك المواطنين أحراراً فى مصادر ملابس أطفالهم المدرسية وتوحيد الألوان فى كل مرحلة تعليمية.