"غزة".. الموت بـ"ورقة اقتراع"
جيش الاحتلال
مشهد متكرر، وتصريحات ربما إذا عدنا إلى الوراء بضعة أشهر، سنقرأها فى الأخبار التى سبقت انتخابات الكنيست الإسرائيلى، فى أبريل الماضى، تهديدات مصحوبة بوعود لسحب الناخب اليمينى الإسرائيلى لتجديد الثقة سعياً إلى تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، إنه أسلوب اتبعه رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» قبل أى عملية سياسية، أسلوب اختلاق اشتباك أو مواجهة، سواء كانت مع غزة فى الجنوب، وهو الأمر الغالب فى كل مرة، أو فى الجبهة الشمالية مع تنظيم «حزب الله» فى الجنوب اللبنانى، أو داخلياً من خلال إثارة الأمور مع الفلسطينيين الذين يعيشون تحت قمع الاحتلال.
"نتنياهو" هدّد بالحرب عليها لإسكات الخصوم.. والدعاية لنفسه قبل الانتخابات
تكرار أسلوب «نتنياهو» الذى يهدف لنقل إحساس الخطر الخارجى إلى الإسرائيليين أصبح مكشوفاً، لكنه مستمر فى تهديد حركة «حماس» فى غزة بشن حرب لإسقاطها، وذلك لهدفين: الأول يأتى فى إطار الدعاية الانتخابية، أما الثانى فيتمثل فى تهدئة الانتقادات التى يتعرض لها من خصومه، وعلى رأسهم وزير الجيش الإسرائيلى السابق «أفيجدور ليبرمان»، وفى هذه الأثناء، يبدو أن الناخب الإسرائيلى أصبح مدركاً لألاعيب رئيس الحكومة، وهذا ما ستكشفه الانتخابات المقبلة، فهل سينجح فيها «نتنياهو» بأسلوبه القديم والمعتاد، أم سيضطر لشن حرب فعلية على قطاع غزة؟
"نتنياهو" ينطلق إلى انتخابات الكنيست المبكرة بإشعال غزة
«يبدو أن حرباً فى غزة لإسقاط حماس، أمر لا مفر منه».. بهذه الكلمات خرج علينا رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، فى تهديد جديد بتحرك عسكرى على القطاع المحاصر قُبيل إجراء انتخابات الكنيست بأيام، وعلى ما يبدو أن «نتنياهو» اعتاد تكرار هذه التصريحات قبل كل عملية انتخابية فى إسرائيل، لكن هل تجدى تلك التصريحات؟ خصوصاً أن الناخب الإسرائيلى أصبح أكثر وعياً بـ«دعاية نتنياهو الانتخابية»، سعياً لحشد الأصوات قبل معركة هى «الأصعب» لرئيس الحكومة الذى يسعى جاهداً لتشكيل الحكومة؟
الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس يقول إن من يتابع تصريحات «نتنياهو» خلال الأسبوعين الماضيين، بدءاً من اعتبار مستوطنات الخليل ومستوطنات الضفة الغربية أراضى لإسرائيل، وحديثه حول «غور الأردن» وضرورة ضمه، وأيضاً البحر الميت، وحديثه حول ضرورة قيام حرب مفتوحة على غزة للقضاء على حركتى «حماس» و«الجهاد الإسلامى» وكل المقاومة، جزء من هذا الحديث حملة انتخابية، وهو الحديث نفسه الذى تفوه به قبل ذلك وكرره فى أكثر من مرة، مضيفاً: «هذا ما تحدّث عنه وزير جيش الاحتلال الإسرائيلى السابق، زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيجدور ليبرمان، وأعتقد أن تصريحات «نتنياهو» نتيجة لتصريحات «ليبرمان» بأن رئيس الوزراء يمارس دبلوماسية ضد حماس»، مشيراً إلى أن الأخير يمارس دوراً واضحاً جداً لإقناع الناخب الإسرائيلى فى انتخابه من باب التحريض على غزة.
أيمن الرقب: تصريحات رئيس الوزراء لـ"حشد الأصوات" لأنه يرى أن استمرار "حماس" يعزز الانقسام الفلسطينى
وأضاف «الرقب» لـ«الوطن»، أن حديث «نتنياهو» عن الحرب مجرد دعاية انتخابية، وقد صرح قبل ذلك بهذا الأمر فى الانتخابات السابقة هذا العام، لكن «نتنياهو» صرح أيضاً بأن وجود «حماس» يساعده فى استمرار انقسام القضية الفلسطينية، وتابع: «لا أعتقد أن استراتيجيته اختلفت، لكنه يحاول الآن أن يدغدغ مشاعر ناخبيه لانتخابه مرة أخرى، وبالتالى لا أعتقد أن «نتنياهو» يجرؤ على شن حرب على غزة، لأنه يعلم جيداً أن الثمن غالٍ، وهو ليس بحاجة الآن لخسارة جندى من جنود الاحتلال إلا إذا قرر ألا يكمل فكرة الانتخابات، وأن يقوم بحرب على غزة قبل الانتخابات المتبقى لها أيام، أو يشن الحرب بعد الانتخابات بعد فشله فى تشكيل الحكومة، مما يعنى أنه قد يضطر للهروب إلى الحرب على غزة».
وأكد «الرقب» أن «حماس» غير معنية بالتصعيد، لأنها تريد تحسين مستوى الخدمات التى يتم تقديمها لغزة، وتدرك أن حكومة «نتنياهو» ليست بحاجة إلى حرب، وبالتالى تستغل «حماس» هذا جيداً، متوقعاً أن الحركة حالياً أصبحت متمرّسة فى هذا العمل، أى الضغط على حكومة إسرائيل، مما يجعلها لاعباً أساسياً فى هذه الساحة.
آنا بارسكى: الأوضاع قابلة للانفجار
تقول «آنا بارسكى» المحللة السياسة لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إنه رغم الهدوء النسبى فى منطقة غلاف غزة بعد إطلاق عدة صواريخ فى الأيام الأخيرة، فهناك تقديرات أمنية بأن الأوضاع قابلة للانفجار بالجنوب، مرجعة ذلك إلى الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها غداً الثلاثاء، مشيرة إلى أن الأحداث العنيفة على السياج الحدودى والإصابات قد يكون لها تأثير كبير على سير العملية الانتخابية.
وتابعت قائلة: «من الواضح للجميع أن الهدوء هش للغاية، وأن أحداث الأسبوع الماضى أظهرت ذلك جيداً بعد مقتل فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلى».
حروب الاحتلال قتل ودمار ومقاومة
شن الاحتلال الإسرائيلى 3 حروب على غزة أوقع خلالها آلاف الشهداء سواء كانوا من المدنيين، أطفالاً ونساءً وشيوخاً، أو العسكريين التابعين للفصائل الفلسطينية المجاهدة فى القطاع.
حرب "الرصاص المصبوب" 2008
شنت إسرائيل الحرب يوم 27 ديسمبر.
أطلقت «حماس» على الحرب اسم «حرب الفرقان».
استخدمت إسرائيل قنابل الفسفور الأبيض واليورانيوم المخفف.
هدمت إسرائيل 4100 مسكن بشكل كلى و17000 جزئياً.
قتل خلال الحرب 13 إسرائيلياً.
استشهد فيها أكثر من 1436 فلسطينياً.
حرب "عمود السحاب" 2012
شنت إسرائيل الحرب فى 14 نوفمبر.
أطلقت «حماس» عليها اسم «حجارة السجيل».
استهدف الاحتلال 140 نفقاً أرضياً و42 غرفة عمليات.
استهدف الاحتلال 26 موقعاً لتصنيع الصواريخ والقذائف.
هدمت الحرب أكثر من 200 مسكن بشكل كلى و1500 جزئياً.
تضررت عشرات المساجد وعدد من المقابر والجامعات.
قُتل 20 إسرائيلياً وأصيب 625 بالهلع.
حرب "الجرف الصامد" 2014
شن الاحتلال الحرب يوم 7 يوليو.
أطلقت إسرائيل عليها اسم «الجرف الصامد».
سمّتها حماس «العصف المأكول».
شن جيش الاحتلال 60 ألفاً و664 غارة جوية.
ارتكبت إسرائيل مجازر بحق 144 عائلة.
قُتل من كل عائلة ما لا يقل عن 3 أفراد.
قتل خلال الحرب 72 إسرائيلياً وأصيب 2522.
استشهد 2322 فلسطينياً وجُرح 11 ألفاً.