تزايدت خلال الشهور الماضية أنباء حروب الطائرة المسيّرة أو الطائرة بدون طيار أو الزنانة.. وهى طائرة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقاً على مسار تسلكه لتحقق أهدافاً عسكرية أو بحثية.. وأصبحت الزنانة تحتل مانشتات الصحف والقنوات الفضائية فى سوريا والعراق ولبنان واليمن والسعودية وإيران وإسرائيل وغيرها، بعد أن تسببت فى وقوع خسائر بشرية واقتصادية ضخمة فى الحروب والصراعات السياسية المشتعلة فى هذه البلاد.. وأصبحنا أمام سلاح خطير يستخدمه الإرهابيون بسهولة وبلا رادع دولى لحماية أرواح البشر أثناء النزاعات المسلحة، حيث كثيراً ما تخطئ الزنانة وتصيب المدنيين، لأن نسبة تحقيق هدفها لا تزيد على 75% بالمقارنة بالطائرة الحربية.. والزنانة صغيرة الحجم ومجهزة بكاميرات وتستطيع حمل قذائف أو متفجرات.. وتستخدم فى المهام الصعبة والخطرة للطائرة الحربية.. وقد غيرت هذه الطائرة طبيعة الحرب الجوية، حيث لا يتعرض المتحكم فى الطائرة لأى خطر مباشر ولا يعرف أحد مكانه أو شكله..
كما أن 76 دولة فى العالم تنتج أنواعاً متعددة من الزنانات، فأصبح الحصول عليها سهلاً وسعرها يبدأ من 250 دولاراً، مما يجعلها متاحة للجميع.. والأغرب أن التدريب عليها يتطلب 3 شهور فقط وبتكلفة لا تذكر للتدريب الاحترافى، وكانت أولى التجارب العملية على الزنانة فى بريطانيا 1917 كأهداف متحركة للمدفعية.. واستخدمت عملياً فى حرب أمريكا ضد فيتنام فى الستينات.. وفشلت إسرائيل فى استخدامها وأسقطها الجيش المصرى المنتصر بحرب أكتوبر 1973، ثم نالت الزنانة سمعة عالمية فى حرب أمريكا ضد العراق 2003.. واحتكرت أمريكا وبريطانيا وإسرائيل تصنيعها طويلاً ثم أنتجت الصين 25 موديلاً من الزنانة الرخيصة 2011.. وبدأت دول المنطقة فى إنتاج الزنانة للمنافسة العسكرية والاقتصادية، مثل مصر وتونس والجزائر وسوريا والإمارات والسعودية وإيران.. وطورت المقاومة الفلسطينية الزنانة فى 2014 واستخدمتها أحياناً ضد إسرائيل المحتلة.. يبدو أن الزنانة ستكون الأداة الرئيسية فى الصراعات المسلحة والسياسية فى الفترة المقبلة.. فهل تتحرك وسائل الإعلام لتوعية الجمهور بهذا السلاح المزعج ليتجنب المدنيون أخطاره.. وهل تتحرك اللجنة الدائمة لوقف التسلح بالأمم المتحدة للحد من إنتاج وانتشار هذا السلاح الخطير؟؟ ندعو الله أن يحمى أرواح البشر من المعتدين.. والله غالب.