مراحل الطباعة.. من "التجهيزات الفنية" حتى "التجليد"
عمال المطابع يتابعون تجميع الملازم فى «خط التجليد»
فى مكتبه بمقر هيئة المطابع الأميرية، أخذ المهندس سيد جلال، مدير عام المطابع، يستعرض مراحل الطباعة، موضحاً أنها تشمل 3 مراحل رئيسية، تبدأ بمرحلة ما قبل الطبع أو ما يسمى أيضاً بالتجهيزات الفنية، مروراً بدخولها مرحلة الطبع الفعلى، وانتهاء بمرحلة ما بعد الطباعة والتجليد أو يعرف بـ«الفنشينج». بالنسبة لمرحلة «ما قبل الطبع» أو «التجهيزات الفنية» يوضح المهندس سيد جلال أنها المرحلة التى يتم فيها إعداد التصميمات الخاصة بالمطبوعة، سواء كتاب أو كتالوج أو بروشور، أو غيرها، فأياً كان نوع المطبوع، فإنه يبدأ بعملية التصميم. مدير عام المطابع يؤكد أن «التصميم الطباعى» يختلف عن أى تصميم عادى آخر، وذلك لأنه ليس كل تصميم يكون قابلاً للطباعة، ومن الممكن أن يقوم أحد الفنانين بإعداد تصميم دون أن يضع فى اعتباره قابليته للطباعة، من حيث إمكانية تنفيذه وتوافقه مع الماكينات الموجودة. وبعد عمل التصميم الطباعى يتم عمل إخراج له، لنصل فى النهاية لإنتاج ما يسمى بسطح الطباعة أو الـblade، ومن الممكن أن يتم عمله على فيلم شفاف مثل الأفلام الخاص بالأشعات الطبية، ونقله بعدها لما يُعرف بـ«الزنكات»، أو يتم نقله للزنكات مباشرة التى لا يمكن الاستغناء عنها فى ماكينات الطباعة من النوع المعروف بـ«الأوفست».
وسطح الطباعة، حسبما يواصل المهندس سيد جلال، هو الأصل أو «الماستر» الذى يتم العمل به فى المرحلة الثانية، وهى مرحلة الطباعة، حيث يدخل إلى ماكينة الطباعة، ويتم عن طريقه طبع كميات مختلفة حسب المطلوب.
وتستعين المطابع الأميرية حالياً بجهاز جديد اسمه «سى تى بى» CTP from computer to plade، يتم من خلاله عمل التصميم على الكمبيوتر، ويخرج منه مباشرة على سطح الطباعة أو «الماستر الطباعى»، لتنتهى بذلك مرحلة التجهيزات الفنية.
وبعد مرحلة التجهزات الفنية تأتى مرحلة الإنتاج الطباعى، من خلال ماكينات الطباعة، سواء «أوفست»، أو أى ماكينات طباعة أخرى، وهناك طرق كثيرة للطباعة، فماكينات «الأوفست» الموجودة على سبيل المثال إما مسطح يتعامل مع «الشيت» ويطبعه أو مكن «رول». وسواء كان الإنتاج الطباعى بكميات كبيرة أو صغيرة، فإنه يخرج فى مرحلة وسطى، أى إنه لا يكون منتجاً نهائياً بعد فى شكل ملازم كتاب مثلاً، وهنا تأتى مرحلة ما بعد الطباعة أو التجليد، التى يخرج بها الكتاب فى شكله النهائى، من خلال لصق الغلاف فى الكتاب بالغراء، وتشمل عمليات التشطيب والقص، وذلك من خلال ماكينات وخطوط إنتاج، باتت تقوم بذلك بشكل آلى بعد أن كانت هذه العملية تتم قديماً يدوياً.
رحلة 200 عام
تم إنشاء مبناها القديم فى «رملة بولاق» 1820 وافتتاحها رسمياً 1821
بعد ثورة 1952 صدر القرار الجمهورى بقانون رقم 312 لسنة 1956 بإنشاء «الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية» وإلحاقها بوزارة الصناعة
انتقل مقر الهيئة من موقعها القديم إلى موقعها الحالى فى كورنيش إمبابة عام 1973
الهيئة هى الناشر للجريدة الرسمية والوقائع المصرية، التى تعتبر أقدم صحيفة مصرية، بل وأقدم صحف الشرق الأوسط، وساهم فى تحريرها وقتئذ قادة الحركة الفكرية فى البلاد، ومن أبرزهم رفاعة الطهطاوى
تحتفظ الهيئة بالمكتبة الكاملة للجريدة الرسمية والوقائع المصرية منذ 1890 وتوفر خدمة تصوير الأعداد وطباعة النسخ الإلكترونية من الجريدة الرسمية والوقائع المصرية
تصدر الهيئة مجلة ربع سنوية باسم «رسالة الطباعة» تتابع أنشطة الهيئة وأحدث التطورات فى عالم الطباعة
اعتبرت الهيئة من الهيئات ذات الطابع الاقتصادى بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1039 لسنة 1979
عام 2007 تم إضافة مبنى الأميرية للطباعة الحديثة على مساحة 1200 متر مربع، حيث تم تشييده طبقاً لأحدث تصميمات مبانى صناعة الطباعة لاستيعاب الماكينة الجديدة COMPACTA C215
تقوم الهيئة بطباعة مطبوعات رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء وبرامج زيارات رئاسة الجمهورية، وكافة أعمال الطباعة والتجليد اللازمة للجهاز الإدارى للدولة، علاوة على إنجاز طباعة الكتب المدرسية والجامعية والمصحف الشريف والنشرات الرسمية ومطبوعات الهيئات وشركات قطاع الأعمال العام والخاص والبنوك
فتحت الهيئة فروع بيع لها بمبنى الهيئة وبميدان الأوبرا وبمحافظة الإسكندرية بميدان الحضرة لبيع الكتب القانونية والوقائع المصرية والجريدة الرسمية والتقاويم الميلادية وكافة مطبوعات الهيئة
معمل فحص الورق والأحبار.. للطباعة أصول
تعتمد العمليات الطباعية على قواعد علمية، تبدأ بفحص جميع الخامات المقرر استخدامها، بداية من الورق والأحبار وحتى المحاليل المستخدمة فى مراحل الطباعة المختلفة.
هذا ما يؤكده المهندس أحمد سمير، رئيس قسم «معمل فحص الخامات»، أول الأقسام التى تمر بها الخامات المستخدَمة فى العمليات الطباعية، ليتحدد ما إذا كانت صالحة ويمكن شراؤها أم لا.
يقول: «دورنا فحص كل الخامات والمدخلات الخاصة بالعملية الطباعية، سواء ورق، أو اللوح الطباعى، أو أفلام، أو أحبار.. ومحاليل الطباعة، والترطيب التى تمنع توتر سطح الماكينة والمشاكل الطباعية المختلفة، وأى خامات خاصة بالعملية الطباعية بتيجى عندنا هنا».
يضيف «سمير»: «فيما يتعلق بالورق مثلاً، يتم فحص المقاسات والأوزان والأبعاد الخاصة به، ودرجة بياضه، وما إذا كانت به أى مشاكل، وهل هو ملائم للعملية الطباعية أم لا، أما الأحبار فيتم فحص نسبة جودتها ولزوجتها وسيولتها وعدد الأوراق التى يمكن طباعتها بها، وهل ملائمة للماكينة أيضاً أم لا».
أيضاً «اللوح الطباعى» الذى يكون مسجلاً عليه المادة الحساسة التى تُستخدم فى الطباعة، وهو هنا له مراحل فحص كثيرة جداً، ويبدأ فحصه من حيث أبعاده وسمكه، واختبار المادة الحساسة، وعدد النسخ الذى يمكن أن يطبعه، فضلاً عن فحص محاليل الغسيل الخاصة به.
فى أركان المعمل كانت هناك «جراكن» و«أوعية» مكتوب عليها كلمة «سرى»، وهو ما أرجعه المهندس سمير إلى أن فحص الخامات القادمة للمطبعة يتم دون معرفة اسم الشركات الموردة، وهو المقصود من كلمة «سرى»، وذلك لضمان الحيادية والنزاهة فى اختيار المواد الملائمة والمطابقة للمواصفات لاستخدامها فى العملية الطباعية.