• اتسعت حاجات الناس على مدار الزمن، وصارت أبعد سعة بما لم يدر فى خَلَدِ أهل الأزمنة الماضية.. مع التقدم الهائل غير المسبوق للحضارة الحالية سواء فى العمق أو الامتداد أو فى الإسراع تقوم النساء الآن بجانب ضخم من المهام والأعمال التى كان ينفرد الرجال بالقيام بها، كما تشغل النساء نصيباً لا يقل عما يشغله الرجال فى المهام والوظائف والأعمال التى ابتدعتها الحضارة الحديثة، وبهذا وذاك تضخمت مشاغل النساء العامة إلى حجم لم يسبق له مثيل فيما سلف من عصور، وخرجت بها المرأة إلى ميادين الحياة العلمية والتعليمية والفنية والدينية والسياسية والتجارية والمالية والاقتصادية.. ولم تعد محصورة فى البيت والأسرة بعد أن أخذتها تلك الشواغل والمهام الكثيرة، كما ضيقت هذه الشواغل الجادة من فرص اللهو والترف والشهوة والخلاعة والعبث.. لم تعد المرأة فى زماننا كتلك التى كانت فى ذلك الزمان البعيد، ولا عادت النظرة منها وإليها كتلك التى رانت على العقول والنفوس فيما مضى!..
• يبدو أن عامة البشر من قديم الزمان لا تحب التوسط والاعتدال، وأن لديها ميولاً فطرية تشدها إلى المغالاة والتطرف لأقصى اليمين تارة، أو لأقصى اليسار طوراً!.. وربما كان لهذا التأرجح نشأة الحضارات البشرية وازدهارها وذبولها وزوالها. وربما كان قد أعان على هذا ضيق الصدور وتبرمها من الجد والمثابرة، ومن طول التأمل والصبر على مراجعة النفس والتدبر، فضلاً عن النفور من إعطاء العقل والأعصاب حظهما الواجب من الهدوء والابتعاد عن الحدة والاستعجال!
• انعزال حياة الآدمى المادية عن حياته الروحية والنفسية انعزالاً تاماً كما يبدو أنه حاصل الآن داء لا يدوم، ومستحيل البقاء، لأن ماديات حياة الآدمى ضرورية لتغذية معنوياته، كما أن معنوياته لازمة جداً لتغذية وتشجيع مادياته وتقويتها ودفعها باستمرار إلى الحركة والنمو والتطور.
فلا مناص إذاً من العودة إلى توازن جديد ومعقول، يناسب ويصلح لتعاون والتحام الحياتين المادية والروحية معاً لدى آدمى اليوم الراغب والحريص على أن يكون ابن عصره فى التحضر والمزيد من التحضر!
• معظم معارفنا بالموجودات، وبالوجود، وبالواجد، جل وعلا، دائماً أقرب إلى أن تكون افتراضية مشوبة بقصور وفراغات، أو من باب الاعتقادات المبنية على التسليم الذى نقنع به شوقنا إلى قدر من المعرفة والفهم.. ومن أجل ذلك ينبغى لنا أن نقف لنحاول تبين سعة المساحة الشاسعة بين ما سجله ويسجله البشر فى الأزمنة الماضية والحاضرة وبين ما يستقر من مبناه ومعناه وفحواه فى فهم كل من أفراد الخلق الذين يتناقلونه خلال الأمكنة والأزمنة، ففهوم أفراد الناس مختلفة دائمة التغير على تعاقب الأزمنة والأجيال.
• فى أساس كل حى من المخلوقات توجد الحاجة والاحتياج، أى الشعور بالحاجة وضرورة إشباعها والخوف من فشل السعى إلى هذا الإشباع، وقد ترتب على عقل الآدمى وخياله، تزايد قدرته على اكتشاف احتياجاته على تعاقب الأزمنة، وإلى التفنن فى تحقيقها، مما أشعر الآدمى بأنه أكثر وأقوى حيلة وأتقن وسيلة من غيره من الأحياء دون أن يلتفت إلى أن ذلك كان ثمرة لتجارب تفكيره وتوظيفه إياه!
• قد تكون قيمة الإنسان فيما يتوق للبلوغ إليه، أكثر مما يبلغه بالفعل!
• ليس بمستطاع الإنسان كما قال القرآن المجيد أن يقدر الله تعالى حق قدره: «وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» (الأنعام 91).. فكيف للمخلوق أن يقدر خالقه، ناهيك عن أنه يقدره حق قدره، ولو عرف المخلوقون الله حق قدره وبقدره، وهذا محال عليهم، لذابت أرواحهم عند كل وارد يرد عليهم من صفاته عز وجل.
• نحن نستهين عادة بالتريث ونستثقله ونأنس للمبادرة والسرعة والحماس، ونهش لعجلة الحياة ونشاطها المتدفق كأنها تمنح الآدمى ثقة فى الدنيا وفى الحياة. وإذا كان التأمل والتدبر وتكرار الفحص والمراجعة وإعادة الاختبار هو الأسلوب السائد بين المشتغلين بالعلوم الوضعية فى أبحاثهم ومعاملهم ومراصدهم وتقديراتهم وتقريراتهم، إلاّ أن ذلك عسيرٌ جداً على الإنسان العادى، ومن ثم كان انقسام الجماعة إلى أغلبية وأقلية أمراً طبيعياً لا مفر للجماعة من نواتجه وعقابيله التى تُسأل عنها الأغلبية كما تُسأل عنها الأقلية لأنها لا بد أن تشارك فى الانحدار كما شاركت فى الازدهار بحكم انتمائها للجماعة!
• من أقوال طاغور: «تمسك بالإيمان أيها القلب الشجاع، استيقظ من النوم، ومن فتور اليأس، واستقبل بالأغانى نور الفجر الجديد».
• المغرور من يغتر بما يجرى عليه من الأعمال، فالأعمال قد توافق الخلقة وقد تخالفها، والمغرور الغافل من يتمنى على الله الأمانى!!
• دعا الله سبحانه وتعالى خاصته بالآية: «قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ»، دعاهم إلى الانقطاع عن كشف ما لا يستطيع المعاندون تحصيله وفهمه، والاكتفاء بالإشارة إليه سبحانه، وفى طلب المعرفة فليجتهد المجتهدون.
• تطورت أعراف وعادات عموم الناس فى بلادنا العربية، منذ بزوغ الإسلام مرات ليس لها حصر فى كل مناحى حياة الآدمى، ولم يبق معنا الآن من مألوف وعادات وأساليب وحركات وسكنات وحاجات وواجبات ولياقات وموافقات ومسموحات ومحظورات ومكروهات ومشبوهات مما كان موجوداً فى ذلك الزمن البعيد إلاّ نذر يسير، من العجيب أنه انحصر فى دوائر محددة لا يتفق الجمود الحادث فيها مع مساحة وحجم ونوع التطورات التى لم يكن منها بد!
• من اللافت أنه مع التطور الهائل لا يزال المسلمون غارقين فى شكليات الأزياء دون أن يلتفتوا إلى ما كان فى ذلك الزمن البعيد من ظروف وملابسات، ولا إلى ما طرأ على الدنيا وعليهم من تغيرات. فى القرآن المجيد النساء مأمورات بغض الأبصار.. كان هذا هو السلوك الحسن بين العاقلات، إذ كانت النظرات المبداة من الناس مخلوطة بالشهوات نادراً ما تبرأ منها، أما ما تزينت به المرأة عادة من حلى أو كحل أو خضاب مما كان ظاهراً على الدوام كالخاتم ونحوه فلم يكن هناك بأس من إبدائه، وذكر الكتاب المجيد مواقع الزينة الظاهرة وسامح فيها. أما لماذا سامح مطلقاً فى الزينة الظاهرة فلأن سترها فيه حرج لمعظم الناس وقتئذ، وهذا معنى قوله تعالى: «إلا ما ظهر منها» يقصد الزينة الظاهرة عادة، إذ المرأة لم تجد بداً فى ذلك الزمان من مزاولة الأشياء بيديها دون الحاجة إلى كشف وجهها والمشى فى الطرقات، ولأن به جرت العادة فإنه لم يكن يثير شهوة ولا يستلزم من ثم ستراً!
• فارق بين الثبات والعناد. فالثبات إصرار واعٍ ومدرك، يثبت صاحبه على رأيه ما لم يظهر له ما ينقضه أو يدعوه للتحول عنه، أما العناد فهو إصرار بغير سبب، وتصلب ضرير لا يقبل المراجعة أو المناقشة!!
• ليس فى وسع أحد أن يبيع الواقع الفعلى الحضارى الحى الواعد بالهروب إلى الأحلام والأوهام ومرارات الانتكاس!.. هذا إلى أن «الردة» إلى «الفراغ» معناها زيادة رقعة الحياة «الخاوية» ودعوة أكيدة للهو والعبث والجرى وراء الغرائز والنزعات والشهوات!
• خوف الحياة كخوف الموت، من شيم الضعفاء.. والقوى لا يخاف الموت وإن كرهه، ولا يخاف الحياة لأنه يقبل عليها إقبال المؤمن الواثق فى نفسه وفى رعاية ربه.
• ما خفى من ذكر الله، أشرف مما ظهر.
• السؤال طريق المعرفة، وعلامة حياة.
• لا يناضل الإنسان إلاَّ من أجل ما يحب.
• قال بعض الصوفية: لا سبيل للوصول إلى الله إلاّ بالله.. وقالوا: المؤمنون سبقت لهم من الله السعادة.
• من عرف الله تعالى فى كل مقام، تعرف إليه سبحانه فى كل ساعة.