اليوم هو السابع والعشرون من شهر سبتمبر، وتروى لنا صفحات التاريخ عن الكثير من الأمور التى ارتبطت بهذا اليوم، فالصفحة السابعة والعشرون من الشهر التاسع من سجلات التاريخ البشرى بها الكثير مما يستحق التوقف عنده.. فى مثل هذا اليوم منذ نحو مائتى عام، تمكن عالم المصريات الفرنسى «جان فرانسوا شامبليون» من فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة، بعد أن درس حجر رشيد. وهو قطعة حجرية ضخمة مكتوب عليه نص واحد بثلاث لغات هى: الهيروغليفية بالأعلى، والهيراطيقية بالمنتصف، واليونانية القديمة بالأسفل. وهذا النص باختصار عبارة عن «محضر اجتماع» للكهنة مع الملك فى عيد تتويجه، وقد وقفت أمام الحجر الأصلى بالمتحف البريطانى فى لندن، بينما النسخة تُعرض فى المتحف المصرى.. تاريخنا يزين متاحف العالم.
بعد ثلاثة أعوام من فك رموز حجر رشيد، وفى اليوم نفسه، السابع والعشرون من سبتمبر، تم افتتاح أول سكة حديدية فى العالم بمعرفة المخترع الإنجليزى «جورج ستيفنسون»، الذى قام ببناء خط سكة حديد فى إنجلترا بين مدينتى «ستوكتون» و«دارلنجتون»، وقد استُخدم الخط فى البداية لنقل البضائع ثم أصبح أول خط لنقل الركاب.
وبمناسبة النقل، وفى مثل هذا اليوم أيضاً من عام 1987 افتتح الرئيس المصرى الأسبق «محمد حسنى مبارك» مع الرئيس الفرنسى آنذاك «فرنسوا ميتران» أول خطوط مترو أنفاق بالقاهرة، وأعتقد أن اختيار هذا التاريخ بالذات كان مقصوداً.
ولهذا اليوم فى صفحات التاريخ ذكريات سيئة تتعلق بعدد من الكوارث الطبيعية، ففيه، بآخر أعوام الخمسينات من القرن الماضى، وقع أعصار بجزيرة «هونشو» اليابانية والذى أودى بحياة أكثر من خمسة آلاف ضحية، وفى منتصف عقد الثمانينات ضرب إعصار «جلوريا» دستة ولايات أمريكية وقُدرت الخسائر بستة مليارات دولار. كلها أعاصير مدمرة ترتبط بالتغيرات المناخية وأهمها عملية الاحتباس الحرارى، والذى صدر، فى مثل هذا اليوم أيضاً، منذ ستة أعوام، الجزء الأول من التقرير الخامس للجنة الدولية للتغيرات المناخية وفيه توقعت اللجنة زيادة الاحترار العالمى بين ثلث درجة مئوية وحتى حدود الخمس درجات بحلول نهاية القرن الواحد والعشرين.
وعلى سيرة التقارير التى صدرت فى مثل هذا اليوم، فقد صدر عام 1964 تقرير لجنة «وارن»، وهو موجز لواقعة اغتيال الرئيس الأمريكى «جون كينيدى» فى مدينة «دالاس» بولاية «تكساس» الأمريكية فى نوفمبر من العام السابق لصدور التقرير، والذى جاء فيه أن «لى هارفى أوزوالد» تصرف وحده عندما اغتال الرئيس الأمريكى (ونحن نصدق ذلك طبعاً).
وحمل هذا اليوم ذكرى حزينة لعدد من الأطفال، ففيه، منذ أربعة عشر عاماً، تم عرض الحلقة الأخيرة من المسلسل الكارتونى «توم وجيرى»، وهى الحلقة رقم 163 وحملت عنوان «حارس الكاراتيه».
يوافق هذا اليوم كذلك ذكرى ميلاد ووفاة عشرات الشخصيات العالمية، وكلهم أناس دخلوا التاريخ من أبواب واسعة تحت الشمس، فخلدتهم الذاكرة ولم تنسهم الشعوب.. وليس من بين هذه الشخصيات أو تلك الأحداث مجموعة من العاطلين الذين هربوا إلى دولة معادية تحاول استخدامهم للضغط على بلدهم باستخدام أباطيل وأرباع حقائق وآلاف الإشاعات.. لهم ظلمة بئر الخيانة ولنا مجد الاعتصام بحبل الوطن.. يوم الحساب اقترب.