"الجزيرة" الذراع الإعلامية للإرهابيين.. من استضافة القيادات إلى التواصل مع منفذي العمليات
علاقة «الجزيرة» بالإرهاب امتدت إلى دعم ومساندة التنظيمات الإرهابية فى الدول العربية
منذ تأسيسها فى ١٤ أبريل ٢٠٠٥، تلعب قناة الجزيرة القطرية دور «رأس الحربة» للنظام القطرى، بهدف تحقيق مخططاته فى الهجوم على الدول العربية، ودعم الجماعات الإرهابية التى تستهدف هدم المؤسسات وترويع الشعوب ونشر سيناريو الفوضى «غير الخلاقة» فى المنطقة من الخليج إلى المحيط. الهجوم على مصر، ودعم تنظيم الإخوان الإرهابى فى المقابل، كان على رأس أجندة «الجزيرة» منذ اللحظة الأولى، إلا أن هذا التوجه وصل إلى ذروته عقب ٢٠١١، مع زيادة نفوذ الإخوان بعد ثورة ٢٥ يناير، ووصولهم للحكم فى يونيو ٢٠١٢. ووفرت «الجزيرة» للإخوان مساحة إعلامية واسعة لظهور قيادات التنظيم، وترويج أفكارهم ومخططاتهم العدائية والمتطرفة عبر المنبر القطرى، لكن الدعم لم يتوقف على الاستضافة الدائمة لقيادات التنظيم، بل امتد إلى توفير الغطاء الإعلامى لأعمال الشغب والفوضى والعنف التى ارتكبها عناصر التنظيم على الأرض داخل مصر، لا سيما بعد الإطاحة بحكم الإخوان مع ثورة ٣٠ يونيو التى استجابت فيها القوات المسلحة لنداءات الشعب المصرى، وظهر الوجه القبيح لـ«الجزيرة» مع محاولات الإساءة والتشويه التى وجهتها للمؤسسات المصرية فى محاولة لإضعافها أمام الخدمات الإخوانية.
القناة القطرية عملت على نشر الفكر الإرهابى فى المجتمعات العربية والمتاجرة بقضايا الأوطان ونشر الأكاذيب والادعاءات والفوضى فى المنطقة
علاقة «الجزيرة» بالإرهاب لم تتوقف عند دعم الإخوان، التنظيم الأم للجماعات الإرهابية فى المنطقة، لكن تلك العلاقة امتدت إلى دعم ومساندة التنظيمات الإرهابية الأخرى المنتشرة فى عدد من الدول العربية الأخرى، مثل دعم جماعة النصرة الإرهابية فى سوريا، ومساندة الحوثيين فى اليمن فى مواجهة السعودية، والترويج لأنشطة الميليشيات المسلحة فى ليبيا على حساب الجيش الوطنى الليبى.
وعملت القناة القطرية خلال تلك السنوات على نشر الفكر الإرهابى فى المجتمعات العربية والمتاجرة بقضايا الأوطان ونشر الأكاذيب والادعاءات الكاذبة لأجل خدمة الإرهاب، واستضافة القتلة والإرهابيين ودعمهم بالأموال لأجل خدمة النظام القطرى من أجل أن يحافظ هذا النظام على البقاء على رأس السلطة سواء بالقتل أو بالإرهاب أو تدمير المنطقة ككل.
مكالمة مسربة تكشف طلب عنصر إرهابى مساعدة القناة.. وصحفى "الجزيرة": "سأعرض الأمر على المسئولين"
ومن بين العناصر الإرهابية التى استضافتها «الجزيرة»، عادل الحسنى، الملقب بـ«أبى حذيفة»، أحد أخطر قيادات تنظيم القاعدة، وقدمته للمشاهدين بصفته قيادياً فى المقاومة الجنوبية اليمنية، كما أجرت حواراً مع محمد الجولانى، زعيم جبهة النصرة الإرهابية المنبثقة من «القاعدة»، حتى بعد أن رصدت الولايات المتحدة الأمريكية جائزة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات تساعد فى القبض على «الجولانى»، وأعطت مساحة لأحد عناصر «داعش» الذى أعلن على الهواء خلال لقاء مع «الجزيرة» مبايعته لزعيم التنظيم الإرهابى أبوبكر البغدادى، فضلاً عن تخصيص مساحة ثابتة ليوسف القرضاوى، أحد قيادات الإخوان، ودعاة الفتنة والفوضى، والذى أعلن عبر «الجزيرة» إباحة العمليات الانتحارية فى سوريا من قبَل العناصر الإرهابية، كما دعا عبر القناة نفسها إلى تدخل القوات الدولية فى ليبيا أثناء الأحداث التى شهدتها الدولة العربية الشقيقة فى فبراير 2011.
وفى شهادة على علاقة «الجزيرة» بالجماعات الإرهابية، كشف المصور الحربى السابق بالقناة القطرية، محمد فوزى، الأدوار الهدامة التى لعبها «منبر الفوضى والإرهاب»، وأجندتها العدائية الداعمة للجماعات المسلحة ونشر الفتنة والاضطرابات، وقال المصور الذى عمل فى شبكة «الجزيرة» نحو 12 عاماً، لـ«الوطن»: «هناك علاقات مباشرة بين القناة وعناصر قيادية فى التنظيمات الإرهابية، مثل الإخوان وحسم فى مصر، جبهة النصرة وتنظيم أحرار الشام فى سوريا، الحوثيين فى اليمن، داعش فى ليبيا»، مشيراً إلى أن القناة القطرية وزعت كاميرات على بعض التنظيمات الإرهابية، تحديداً فى سوريا، لتصوير العمليات الإرهابية ونقلها عبر القناة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى بعض المكالمات الهاتفية المسربة التى تكشف عن تواطؤ «الجزيرة» مع الجماعات المسلحة والإرهابيين، ومنها مكالمة بين صحفى تابع لـ«الجزيرة» وهو يستمع إلى إرهابى من داخل ليبيا يطلب منه المساعدة فى تزويد جماعته بأسلحة وذخيرة من أجل الاستمرار فى القتال، ويرد عليه مُعد «الجزيرة» قائلاً: «سأعرض الموضوع عند عودتى إلى الدوحة»، ورد عليه الإرهابى قائلاً: «إذا تم ذلك بإمكاننا الدخول إلى مصر».
عبدالمنعم سعيد، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، قال إن القناة القطرية لعبت دور «الذراع الإعلامية» للجماعات الإرهابية لتحقيق مخططات معلنة تستهدف نشر الفوضى فى المنطقة وتقسيمها إلى دويلات، متابعاً: «أجندة «الجزيرة» تدعم الأهداف السياسية للنظام القطرى، وهى أهداف ليست فى صالح المنطقة بل ضدها، وتتسبب فى نشر الفوضى والتأثير على مصالح الدول»، مشدداً على أهمية أن يلعب الإعلام دوراً فى زيادة وعى المواطنين فى مختلف البلدان العربية لرفع درجة المناعة العامة ضد موجات التحريض ونشر الفتن.