مسجل خطر قتل سواق «توك توك» ليشترى «شبكة» لعروسته
ساعات قليلة فصلت بين فرحة «المتهم» بيوم خطوبته.. وبين سقوطه فى قبضة الشرطة.. المتهم وقف صامتاً ينظر إلى ضباط المباحث تارة، وإلى عروسته الموجودة فى الكوشة تارة أخرى.. حتى جلس على كرسى «خشب» وابتسم لضباط المباحث قائلاً لهم «انتم عرفتوا توصلوا ليا إزاى؟ مش كنتم تتأخروا ساعتين عشان كنت خطبت».
محمود أحمد، 24 سنة، مسجل خطر متهم بقتل سائق توك توك فى منطقة أكتوبر وسرقته لشراء شبكة لعروسته بمساعدة اثنين آخرين من أصدقائه.. أقدم على قتل الضحية لسرقته وشراء بثمن التوك توك كمية من المشغولات الذهبية حتى يتمكن من عمل خطوبة فى محافظة بنى سويف.. ولكن المباحث لم تمكنه من عمل الخطوبة وألقت القبض عليه يوم خطوبته فى بلدته «مركز بيبى ببنى سويف».
مشهد الدم تذكره المتهم لحظات إلقاء القبض عليه.. هى دماء الضحية محمد سيد، 19 سنة، وأخذ المتهم يتحدث للضباط قائلاً: «بصراحة أنا أول مرة أقتل، طول عمرى بتاجر فى المخدرات بس، نصيبه كده، قتلته فى ثانية.. دون أى مقاومة.. زى ما يكون فرخة بأدبحها.. الضحية كان جسده ضعيفاً ونحيفاً.. أنا استدرجته مع اثنين آخرين وهما إبراهيم. م 19 سنة، وعلى. ص، 23 سنة (هارب) هما اللى شلوا حركته.. وأنا أخرجت سكين وطعنته طعنة فى الرقبة ومات على طول.. بصراحة أنا ندمان إنى عملت كده.. أول مرة أقتل.. الضحية قال لى أنا باصرف على إخواتى.. سيبنى أعيش.. بس نصيبه كده، كنت عايز أشترى دهب عشان الخطوبة، لأن ميعاد الخطوبة كان قرب وكنت لازم أتصرف عشان مش معايا فلوس».
السابعة والنصف مساء يوم 26 فبراير الماضى.. بداية الواقعة حسب رواية المتهم أثناء مناقشته أمام اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث، «كنت راجع أنا وباقى المتهمين من منطقة البساتين فى طريقنا إلى منطقة أكتوبر لكى نتمكن من الذهاب إلى محافظة بنى سويف أصل إحنا أصلاً من بنى سويف وبالتحديد من مركز بيبى، وكنت باسافر القاهرة كتير عشان إحنا بنتاجر فى السيراميك، وكان خلاص باقى يومين على خطوبتى وأنا مش معايا فلوس عشان أشترى الدهب.. فقررت نسرق توك توك ونبيعه وأنا أشترى دهب وباقى الفلوس نشترى بيها مخدرات.. أصل إحنا التلاتة كنا بنتاجر فى المخدرات من حوالى 4 سنوات وتم إلقاء القبض علينا قبل ثورة 25 يناير بحوالى أسبوعين.. بس الحمد لله القاضى أصدر قراراً بإخلاء سبيلنا فى القضية».
يبتسم المتهم ويقول للواء محمود فاروق «إنت عارف أخدنا إخلاء سبيل إزاى، طبعاً بعد ثورة 25 يناير المحكمة اتحرقت.. والقضية بتاعتنا اتحرقت.. وتم تحديد جلسة لنا أمام القاضى وأصدر القرار بإخلاء سبيلنا أنا وباقى المتهمين، عشان مفيش ورق للقضية.. أيوه يا باشا لو تقوم ثورة تانى ويحرقوا القضية ديه هى كمان».
يستكمل المتهم قائلاً «وبعد قرار إخلاء السبيل، رجعت تانى أنا وباقى المتهمين نمارس نشاط الاتجار فى المخدرات وكنا بنوزع فى المنطقة عندنا فى بنى سويف وفى منطقة البساتين، أصلاً إحنا بنروح هناك عشان بنتعامل مع تجار سيراميك هناك، لحد ما قامت ثورة 30 يونيو والبلد حاله اتقلب، ومفيش فلوس، وبطلنا نبيع المخدرات عشان اللى بيحصل فى البلد.. ومبقاش معانا فلوس، لحد من شهر كده سرقنا سوبر ماركت أثناء عودتنا من القاهرة برده فى منطقة أكتوبر.. ولما الفلوس خلصت.. قررنا نسرق توك توك عشان نبيعه ونشرى بيه مخدرات وشبكة ليا».
يترك المتهم حياته عن المخدرات ويعود مرة أخرى ويشرح تفاصيل الجريمة التى استغرقت 15 دقيقة قائلاً «إحنا نزلنا من سيارة أكتوبر ولقينا الضحية راكن عند الموقف، ركبنا إحنا التلاتة معاه وبعدين رحنا بيه فى منطقة هادية شوية بالقرب من مبنى مرور أكتوبر وماكانش حد واقف هناك وفى ثانية المتهمين اللى معايا شلوا حركته وكمموا فمه وأنا طلعت مطواة وخلصت على طول.. زى الفرخة وبعد كده حملنا الجثة وألقينا بها فى صندوق قمامة وأخدنا التوك توك وركبنا سيارة إلى بنى سويف وبالتحديد فى مركز بيبى فى بنى سويف، إحنا عايشين هناك وبيعنا التوك توك بمبلغ 8 آلاف جنيه وأنا اشتريت دهب لعروستى.. ووزعت باقى المبلغ على المتهمين.. ويوم الخطوبة لقيت الدنيا اتقلبت وحضر ضباط مباحث على رأسهم اللواء جرير مصطفى مدير المباحث الجنائية والعميد حسام فوزى رئيس مباحث القطاع والمقدم أحمد نجم رئيس مباحث أكتوبر والرائد محمد ربيع معاون مباحث أكتوبر. وتم اقتيادى أنا والمتهم الثانى إلى قسم شرطة أول أكتوبر فى حراسة أمنية مشددة أشرف عليها اللواء مجدى عبدالعال نائب مدير الإدارة العامة للمباحث وهناك اعترفت بتفاصيل الواقعة». تم تحرير محضر بالواقعة وأخطر المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة وباشر التحقيقات عمرو مخلوف رئيس نيابة أول أكتوبر وإسلام ضيف مدير النيابة وقررت النيابة حبس المتهمين 15 يوماً على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وقررت تشريح جثة الضحية واستدعاء أسرة المجنى عليه لسماع أقوالهم.