روسيا ليست الأولى.. دول أوروبية وآسيوية تسعى للتوسع الاقتصادي بأفريقيا
الرئيس عبد الفتاح السيسي
شهدت القارة الأفريقية اهتماما اقتصاديا من قبل العديد من الدول خلال الأعوام الماضية الأخيرة، حيث سعت العديد من دول العالم إلى الاستثمار في أفريقيا وإقامة مشروعات متنوعة في العديد من بلدان القارة السمراء.
واليوم، تنطلق أولي أيام فعاليات أول قمة روسية، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمر بوتينـ والتي تأتي ضمن محاولات روسيا إظهار أن لديها الكثير لتقدمه للدول الأفريقية، وحرصا على المصالح الأفريقية.
القمة والمنتدى الاقتصادي الروسي - الأفريقي المقرر عقدهما في مدينة سوتشي الروسية يومي 23 و24 أكتوبر، يركز على محاور لتنمية التعاون التجاري والعلاقات الاقتصادية بين روسيا الاتحادية ودول القارة، كما تتضمن جلستين لتعميق العلاقات، وتسعى موسكو من خلالها لبسط نفوذها في قارة غابت عنها حتى الآن.
ولم تكن روسيا هي أولى الدول التي تولي اهتماما كبيرا بأفريقيا، فتعد الصين منافسا كبيرا لروسيا في الاستثمار في القارة السمراء، حيث أصبحت بكين الشريك الأول للقارة نتائج تعاون مستمر بدأ في 2000 من خلال منديات التعاون الصيني الأفريقي.
منتدى الصين أفريقيا
ومنتدى الصين أفريقيا "فوكاك" بدأ رسميا من أجل تعزيز التعاون الودي بين الصين والدول الأفريقية والموجهة المشتركة لتحديات العولمة الاقتصادية، فكان الاجتماع الوزراي الأول للمنتدى في أكتوبر عام 2000 بمبادرة مشتركة من الجانبين. 35 دولة أفريقية هم أعضاء المنتدى تجمعهم علاقات دبوماسية مع الصين ومفوضية الاتحاد الأفريقي.
شهدت دورة عام 2015 المنعقدة في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، تقدما كبيرا على مستوى التعاون بين البلدين، حيث طرح شي جين بينج 10 خطط للتعاون تخطي 10 مجالات هي: التصنيع والتحديث الزراعي والبنية التحتية والخدمات المالية والتنمية الخضراء وتيسير التجارة والاستثمار والحد من الفقر وتحقيق الرفاهية العامة والصحة العامة والشؤون الإنسانية والسلام والأمن وفي سبتمبر عام 2018، عقدت قمة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي في بكين، ما حقق التعاون بين الصين والدول الأفريقية والفوز المشترك للجانبين على مستوى أعلى، كما أفادفي تعزيز تعاون الجنوب - الجنوب وتطور علاقات الشراكة العالمية، وإضافة الطاقة الإيجابية لسلام واستقرار وتنمية العالم.
إعفاء البلدان الأفريقية الأقل نموا من سداد بعض ديونها إلى الصين وتخصيص 60 مليار دولار للاستثمار في أفريقيا، كان ذلك أبرز نتائج أعمال قمة المنتدى الأخير، بحسب ما أعلنه رئيس الصين، كما أعلن عن تنفيذ سلسلة من المشروعات والشراكات في مجالات مثل التجارة والبنية التحتية والرعاية الصحية والأمن، وذلك بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات.
المبادرة الألمانية مع عدة حكومات أفريقية
وتسعى ألمانيا هي الأخرى إلى إقامة العديد من الاستثمارات في قارة أفريقيا، حيث دعت لمبادرة ألمانية مع عدة حكومات أفريقية، أسمتها "الشراكات من أجل الإصلاح". تتم رعاية وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، في حين تقوم البلدان الشريكة بتطبيق خطوات الإصلاح، تقدم ألمانيا الدعم في صورة استثمارات، حيث قدمت في عام 2017 وحده 300 مليون يورو، وتهدف الشراكات للتوسع في الطاقات المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة وتنمية القطاع المالي والمصرفي، حسب موقع وزارة الخارجية الألمانية.
القمة الفرنسية الأفريقية
عقدتها فرنسا مع زعماء الدول الأفريقية، بهدف المشاركة بوضع خطط عالمية لمواجهة الإرهاب والعنف في القارة، وأقامة مشروعات إنمائية لبلدانها. وشهدت القمة الأخيرة عام 2017، والتي عقدت باماكو عاصمة مالي الجمعة بحضور وزراء خارجية نحو 30 دولة أفريقية، وتعهد فرنسا تمويل مشاريع إنمائية بقيمة نحو 23 بليون يورو (من الوكالة الفرنسية للتنمية) خلال السنوات الخمس المقبلة لتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا، وكذا إطلاق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند صندوقا للاستثمار الفرنسي الإفريقي بقيمة 76 مليون يورو على امتداد عشر سنوات، وهو أول صندوق يجمع بين القارة الإفريقية وفرنسا.