انتشار ظاهرة الرهان الرياضي في العالم العربي
كريستيانو رونالدو
شهدت المنطقة العربية في آخر السنوات صعود ظاهرة خطيرة وهي ظاهرة الرهان الرياضي لكن الاشكال في هذا الامر ليس مقتصر على الرهان بشكله التقليدي والذي يكون عادة منظم من قبل جهة حكومية او جهة رقابية ، فكثير من الدول العربية تجيز قوانينها الداخلية الرهان الرياضي لكنه يبقى محدود وتقليدي حيث يتم من خلال شراء قسائم بسعر رمزي والمراهنة على المباريات أو المراهنة على رقم 1 من 1000 ويعلن رقم واجد فائز بمبلغ معين لكن الحال مع المراهنة الالكترونية مختلف تماما والتي أصبحت تستقطب آلاف الشباب في منطقة الخليج العربي.
حيث برزت في السنوات الأخيرة ظاهرة الرهان الرياضي الالكتروني بين شباب دول الخليج العربي في الدول المذكورة سابقا، حيث تعمل كبرى الشركات العالمية التي تنشط في مجال المراهنات على استهداف شباب هذه الدول لاعتبارات اقتصادية صرفة نظرا لارتفاع الدخل الفردي بشكل كبير جدا في هذه الدول خاصة الدول الصغرى منها في صورة قطر والامارات والكويت حيث يقدر بعشرات الاف من الدولارات للفرد الواحد وهي دول تصنف ضمن فئة الدول ذات الدخل الفردي المرتفع جدا في العالم وترتب دائما ضمن قائمة أحسن 10 دول في العالم.
ما المقصود بالرهان الرياضي
يقصد بالمراهنة هو قيام شخص ما يسمى في عالم المراهنة بالمراهن حيث يقوم هذا الشخص باختيار رقم او مجموعة من الأرقام وكل خيار يخدد بنسبة تضرب في المبلغ الإجمالي للمراهنة لتكون النتيجة هي البلغ الكلي الذي سيحصله المراهن ان كان هو الفائز.
وهذا الامر يحصل في حال كان الرقم او الخيار التي اقامه المراهن صحيحا وبقية المراهنين يخسرون السباق. ويتم الرهان على مختلف الاحداث قبل بدايتها ، وبالتالي فعملية المراهنة تتحمل نسب متساوية من الربح والخسارة أي 50 بالمئة للربح أو الخسارة. وتقوم المراهنة على عوامل نفسية مثل التوقع والحسد او من خلال معطيات واقعية في بعض الأحيان يمكن ان تحدد اتجاه الشيء المتراهن حوله حيث يتوقع من خلالها المراهن نتيجة مباراة ما بناءا على قوة الفريق ونتائجه السابقة ومكانته أمام الفريق المنافس، وحاليا تشهد سباقات الخيول ومباريات كرة القدم مراهانات كبيرة جدا في حول العالم وتقدر الارقام السنوية بمليارات الدولارات والكثير من المراهنات تنشط خارج اطار القانون لذا فهي تحظى برقابة صارمة جدا من قبل الحكومات الاوروبية باعتبار هذه الدول من اكبر أسواق المراهنة في العالم خاصة في مجال كرة القدم والدوريات الخمس الكبرى بالإضافة الى رابطة ابطال أوروبا.
شباب الخليج وانتشار ثقافة المراهنة اون لاين
كانت المراهنة بضع سنوات من الطابوهات المرفوضة دينيا ومجتمعيا في منطقة الخليج ومعظم الدول العربية، رغم ان البعض منها كدول المغرب العربي عرفت انتشار ثقافة الرهان الرياضي منذ سنوات الثمانينيات فيطلق عليه في الجزائر مثلا باللوطو الرياضي لكن هذه المراهنات كانت منظمة وتشرف عليها هيئة حكومية تراقب من الاجهزة المالية للدولة، وقسائم المراهنة تباع بمبالغ بسيطة.
و فحسب رئيس الوزراء المغربي حيث صرح في سبتمبر 2014 بانه هناك حوالي 3.5 مليون مواطن مغربي ينشطون في مجال المراهنة ويلعبون هذه الألعاب الرهانية كل عام، وفي تونس قدت الاحصائيات بانه هناك اكثر من مليون مراهن سنويا ايضا ويرجع الخبراء سبب ارتفاع واقبال الشباب على المراهنة في هذه الدول الى ارتفاع معدلات الفقر وبحث الشباب عن وسائل سريعة للثراء للتخلص من هذه الاوضاع الاجتماعية الصعبة.
اما منطقة الخليج العربي فالأمر مختلف تماما فالشباب هناك مستهدف من قبل كبرى الشركات العالمية المتخصصة في المراهنات لأمر مختلف تماما فحسب شركة متخصصة في تحديد إحصائيات المراهنة حسب العالم سنة 2017 قدرت أن أكثر من مليون شاب في الخليج العربي يرتادون مواقع الرهان الرياضي خاصة في المملكة العربية السعودية، ويصرفون سنويا أكثر من 200 مليون دولار وهي أرقام كبيرة جدا وخطيرة تحتاج الى دراسة من قبل المختصين وتحتاج للإجابة على بعض الاسئلة حول مدى قانونية المراهنة في هذه الدول خاصة ان الشباب يقوم بها اون لاين عبر منصات خاصة ولا ندري ان كانت هذه المواقع تمتلك الرخص القانونية اللازمة لاستهداف شباب خذخ الدول، حيث لا يحتاج الشاب أو الشابة الا لـ10 دقائق بعد دخوله للموقع من أجل فتح حساب وبداية المراهنات بدون أي رقابة .
وتعمل هذه الشركات بطرق تسويق جد متطورة ومغرية اقتبستها من شركات الكازينوهات حيث تقدم مبالغ كبيرة مقابل ادخال مبلغ مالي معين في عملية التسجيل وحسب شركة www.allvideoslots.com يقدمون اغراء مثل احصل على نسبة 300 بالمئة, وهذا ما يسمى حسب الشركة البونص الترويجي او بونصات الاغواء حيث يقومون بمضاعفة اولمبلغ قمت بادخاله للموقع كهدية وهي مثل الشرك الذي يريد ان يوقع بالضحية.
ان هذه الرهان الرياضي الالكتروني حاليا من اخطر اظواهر على الشباب العربي فهو لا يعترف بالحدود التقليدية بين الدول فمع انتشار الانترنت في دول الخليج العربي وتوافر ادوات الدفع الالكتروني مثل بطاقات ماستر كارد وفيزا كارد وحتى الاموال الالكترونية حاليا مثل البتكوين، أصبح من السهولة الوصول الى اي فئة خاصة الشباب وجذبهم الى هذه الألعاب التي قد تسبب ادمان خطير جدا، والرهان الرياضي اصبح يشكل تهديد حتى لبعض النظم الرياضية مثل فضيحة 2005-2006 التي حدثت في إيطاليا بعد تورط فرقا كاملة وعلى رأسها يوفنتوس الشهير حيث تورطت إدارة الفريق في ترتيب نتائج بعض المباريات وكانت من اكبر فضائح المراهنات في العالم في ذلك الوقت، وبعد كشف العملية تمت معاقبة البوفي بالهبوط الى الدرجة الثانية في إيطاليا. .
وبالتالي فالمراهنة الالكترونية خطيرة جدا ولها آثار نفسية واجتماعية خطيرة جدا فقد تؤدي الى ادمان الشاب لهذه الألعاب المكلفة جدا مما قد تدفعه الى صرف أموال كثير قد تؤدي به الى الإفلاس وبالتالي على الجهات الرقابية المختصة في مجال الانترنت في الدول العربية المعنية ان تراقب هذه المواقع وتتأكد من نشاطاتها المشبوهة في المنطقة العربية.