"معركة الوعي" معا لإضاءة "أنوار العقل" وهزيمة التطرف
الفضاء الإلكترونى
لم يعد غزو الدول واجتياحها يحتاج إلى مواجهات فى ساحات القتال واستهداف وتدمير للبنية التحتية والمواقع الاستراتيجية، فحروب الجيلين الرابع والخامس، لا تعرف الطائرات والأسلحة الثقيلة أو الخفيفة، وإنما تتخذ من الأثير ومنصات التواصل الاجتماعى والفضاء الإلكترونى، قواعد للهجوم على العقل، لتسطيح الفكر وتغييب الوعى الجمعى، وتحويل طاقات الشعوب من البناء إلى الهدم، لتتولى هى بنفسها تلك المهمة. وفى الوقت الذى تواجه فيه مصر بجيشها وشرطتها حرباً شرسة، سواء على حدود الدولة أو داخلياً مع عناصر إرهابية، هناك أذرع خفية أخطر تستخدمها أجهزة وتنظيمات دولية بهدف اختراق الوعى والتلاعب بالأفكار لتنفيذ مخططات عجزت عن تنفيذها باستخدام السلاح، وذلك من خلال وسائل بحثية لمعرفة مزاج واهتمامات الشعب عن طريق برامج أو ألعاب أو تطبيقات، مثل فيس بوك وتويتر وانستجرام وغيرها للوصول لأقصى نقطة يمكن التأثير من خلالها.
تستهدف تحرير العقل من أسر التقنيات وألغام الجمود والموروثات
غياب تنمية الوعى الفكرى عن مناهج التعليم بالمدارس والجامعات، وأيضاً مناهج الأزهر الذى واجه خطر الاختراق بين صفوفه خلال السنوات الماضية، وتراجع الدور الحقيقى لقصور الثقافة سواء بالمدينة أو القرية، وجمود الإعلام والصحافة، فتوقف دورهما على رد الفعل ومواجهة الفبركة والتزييف بالوسائل التقليدية، بالإضافة إلى ابتعاد الفن عن رسالته فى السنوات الماضية، وغياب المسرح بداية من مسرح الطفل إلى مسارح الدولة، كل هذا سهّل مهمة اختراق العقول والتحكم بها لتنفيذ مخططات هدم الدولة.
الرئيس عبدالفتاح السيسى تحدث مراراً وتكراراً عن معركة الوعى والدور المتكاتف لمواجهتها، وهنا السؤال كيف نستعيد الوعى فى ظل معركة شرسة تأخرنا كثيراً فى الاستعداد لها؟ سؤال تطرحه «الوطن» فى السطور التالية، سواء إعلامياً أو ثقافياً أو دينياً أو علمياً، فمن أين تكون البداية؟ ومع من نبدأ معركتنا؟ وما دور المؤسسات؟ وكيف تكون الوسيلة؟ وما النتيجة المتوقعة؟