كنا عام 1952 نعيش فى ظل شبه نظام ملكى يحكم فى ظل شبه احتلال بريطانى فقامت عليهما شبه عملية انقلاب تطورت عقب ذلك إلى شبه ثورة.
الشبه ثورة أدت إلى شبه هزيمة كاملة عام 1967 وتمت محاولة تغييرها بحرب أكتوبر العظيمة التى أدت إلى شبه تحرير لسيناء، وأدت زيارة الرئيس الراحل أنور السادات إلى القدس إلى شبه معاهدة سلام مع إسرائيل.
وجاء اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات إلى إحداث شبه انقلاب عسكرى محدود، أدى إلى شبه تغيير فى النظام السياسى بتولى جيل أكتوبر العسكرى مسئولية الحكم من جيل يوليو العسكرى.
وعشنا مع الرئيس السابق محمد حسنى مبارك محاولات شبه إصلاح اقتصادى وسياسى أدت إلى نصف ثورة ونصف انقلاب أدى بنا إلى إجراء شبه استفتاء دستورى، أدى إلى شبه انتخابات حرة، أدت إلى شبه فوز ديمقراطى.
ذلك كله أوصلنا اليوم إلى مرحلة شبه معقدة للغاية تجعل أى حاكم وأى نظام كائناً من كان يعيش حالة من الفوضى لإدارة شبه الدولة فى عمل مشروع فيه شبه اقتسام للسلطة بين السلطة المنتخبة والمؤسسة العسكرية.
وبينما نحن نستعد لعمل شبه دستور ديمقراطى من خلال لجنة تأسيسية شبه شرعية فإننا نجد أن شبه النخبة فى حالة هلع واستنفار واستقطاب بين شبه التأييد الأعمى للسلطة وبين شبه العداء الغبى لها.
هذه المحصلة شبه المجنونة سوف تجعل أى مشروع سياسى حتى لو جاء من كائنات فضائية تهبط من السماء شبه معطل وشبه فاشل لأنه لا توجد شبه رؤية موضوعية تسعى إلى إقامة شبه نظام يؤدى إلى شبه دولة.
هذه الفوضى المؤكدة سوف تدفع بشبه النخبة إلى قيادة شبه الرأى العام إلى حالة من شبه التبلد وشبه اليأس السياسى المعطل لأى تطور شبه ديمقراطى.
فى الوقت ذاته فإن حالة شبه الرضاء السياسى من القوى الدولية وتحديداً الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى هى شبه مؤكدة وليست مفتوحة الأمد بل هى حالة شبه اختبار لقدرة هذا النظام أو أى نظام على تحقيق شبه استقرار أمنى وسياسى فى البلاد.
وتسعى الحكومة التى هى محاولة جادة كى تكون حكومة «شبه تكنوقراط» إلى إيجاد نوع من شبه الحلول للملفات المتراكمة والشديدة التعقيد التى ينوء بحملها أى فصيل سياسى أو أى مجموعة خبراء مخضرمين.
وما يبدو الآن على أنه حالة «شبه تهدئة» بين السلطة المنتخبة والمؤسسة العسكرية هو فى حقيقته «شبه هدنة» هشة ينتظر أن تنفجر فى أى لحظة من الممكن أن تؤدى إلى شبه مواجهة شبه تلك التى كانت فى الأنظمة الباكستانية أو التركية.
فى ظل هذه الأشكال المختلفة من «الأشباه» التى نعايشها تصبح حالة «الشبه دولة» فى خطر من الممكن لا قدر الله أن يجعل من مصر حالة «شبه وطن» يعانى فيه «شبه شعب».