بؤر بيع المخدر.. قلاع تحتاج "مطرقة هدم"
10:02 ص | السبت 02 نوفمبر 2019
إحدى حملات رجال الشرطة لمداهمة أوكار المخدرات
رغم الحملات الأمنية المكثفة، ونجاحها فى القبض على مروجى وبائعى المخدرات، إلا أن تلك الجهود المبذولة ليست كافية للقضاء على الظاهرة، التى تحتاج إلى أدوار أخرى إعلامية واجتماعية ونفسية، بخلاف الدور الأمنى.
فى الغربية، تعد مناطق «كندالية، ترعة الشيتى، الترعة العريضة، سيجر والعجيزى» فى طنطا، من أشهر المناطق المعروفة ببيع المواد المخدرة، إلى جانب مناطق «المنشاوى، أبودراع، نقرة صبحة، الوراقة، وسوق اللبن» فى المحلة، وقرى «نمرة البصل، المعتمدية، بلقينا، والسجاعية» فى مركز المحلة، وهناك جهود كبيرة من قبل الأجهزة الأمنية للقضاء على دواليب المخدرات فى تلك المناطق، ووفقاً لمصدر أمنى، رفض نشر اسمه، فإن غالبية التجار يعملون بشكل فردى، ويتم ضبطهم بسهولة، وهناك تشكيلات عصابية متخصصة فى ترويج المخدرات وبيعها، ويحتاج هذا النوع إلى جهد لضبطها كونها تشكيلات منظمة.
رواج تجارة المخدرات فى "الذراع البحرى وكينج مريوط" بالإسكندرية
راجت تجارة المخدرات فى بعض مناطق الإسكندرية، وأشهرها منطقة الذراع البحرى، وكينج مريوط، وشوارع «دانا أحمد أبوسليمان»، إضافة لمناطق «القصعى - عزبة الصفيح - عزبة لولو - غبريال - سوق الحضرة والجبل الظاهرية حارة اليهود - حارة البطارية الشمرلى - مساكن الطوبجية جبل ناعسة غيط العنب - مساكن طلعت مصطفى».
أما منطقة الذراع البحرى، بدائرة العامرية وبرج العرب، فمعروف عنها تجارة الحشيش والهيروين، إضافة إلى الاتجار فى السلاح وتخزين السيارات المسروقة، وتؤوى هاربين من تنفيذ أحكام قضائية، بينما ينتشر بيع الأقراص المخدرة والبانجو فى دوائر الرمل والمنتزه والجمرك وباب شرق وكرموز والدخيلة، عبر مجموعة من الشباب لا تتخطى أعمارهم 18 عاماً، تخصصوا فى بيع المواد المخدرة.
وتزامنت حملات الأجهزة الأمنية مع انتشار الظاهرة فى شوارع المدينة بنطاق جميع دوائر المحافظة، وتمكنت من ضبط المئات من مروجى المواد المخدرة، ولا تزال الحملات مستمرة، خاصة فى العشوائيات والمناطق الصحراوية والجبلية غرب المدينة، التى يتخذ منها التجار بؤراً لممارسة نشاطهم.
وفى أسيوط، عُرفت قرية «الزاوية»، بأنها «باطنية الصعيد»، فالمخدرات متوافرة فى كل مكان، ويسهل على أى زائر للقرية أن يتجول ويشترى بكل حرية، وفى تمام الخامسة من مساء كل يوم، يصطف المدمنون فى طوابير ليبدأ دولاب المخدرات بالقرية عمله، ويستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، ويتوافد التجار والمتعاطون على القرية للحصول على حصصهم سواء «حشيش، أفيون، برشام»، ورغم الجهود الأمنية المتواصلة، وإلقاء القبض على عدد من تجار المخدرات، إلا أن شهادات الأهالى أكدت أن من يتم إلقاء القبض عليهم هم صغار التجار، وعادة ما يكون باتفاق مع كبار التجار.
وكشف مصدر من أهالى القرية، أن منطقة «بحرى»، تعد إحدى أكبر إمبراطوريات المخدرات فى القرية، ويطلق عليها «القلعة المحصنة»، فلا يستطيع أحد الاقتراب منها، وتؤوى جميع الهاربين من الأحكام والمسجلين، مشيراً إلى أنه يصعب على أى قوة أمنية اقتحام الوكر، يقول: «قبل خروج أى حملة أمنية يصل الخبر لصاحب الوكر أو تاجر المخدرات، فيتخذ احتياطاته».
وفى المنيا، اتخذ مروجو المخدرات من الجسور والمناطق المتاخمة للزراعات فى القرى، أوكاراً لترويج الهيروين والاستروكس، إلى جانب أماكن بالطريق الزراعى «مصر - أسوان»، ومنطقة البهنسا بمركز بنى مزار، مخصصة لبيع مخدر «الترامادول»، وطريق «الشيخ فضل»، المتاخم للصحراوى الشرقى، وتسيطر عليه عناصر لترويج مخدر البانجو.
تنتشر على الطرق الصحراوية فى المنيا
ونظراً لقربه من الطريق الصحراوى الغربى، استغل التجار طريق «الشيخ مسعود»، فى مركز العدوة، لبيع بضاعتهم لسائقى سيارات النقل الثقيل والأجرة، ويتمركز «الننى»، مسجل خطر، فى منطقة الطراد بمدينة مغاغة لبيع البانجو، كما تنشط تجارة الكيف فى قرية «زهرة»، التى تعد ملاذاً آمناً، وتضم الجسر الشرقى، وبالقرب من منطقة المدافن والكوبرى البحرى، فضلاً عن مناطق «كدوان، أبوهلال، السلخانة، بدوى، سكة تله» التى تشتهر بتجارة البانجو والتامول، وتعد الأبرز بين المناطق الشعبية لارتفاع تعدادها السكانى، وانتشار العديد من المناطق العشوائية، وهى مأوى وملاذ آمن لعدد كبير من المسجلين خطر.
الأمن يطارد فلول "المثلث الذهبى" بالقليوبية
وتشهد محافظة القليوبية جهوداً أمنية مكثفة لمطاردة ذيول التشكيلات العصابية الهاربة من عملية التطهير الشامل لكبرى بؤر الصنف بالمحافظة، فى المثلث الذهبى بشبين القناطر وأبوالغيط بالقناطر وبعض مناطق مدينة العبور والظهير الصحراوى بالخانكة، وشهدت عملية تطهير شاملة على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، وتعد منطقة «فتحة يمن» التابعة لمركز الخانكة، هى المدخل البديل لقرى «كوم السمن والجعافرة والمعروفة» بالمثلث الذهبى، وينتشر بها أكثر من 20 دولاباً لبيع البودرة، بعيداً عن أعين رجال الأمن الذين شنوا العديد من الحملات الكبرى على تلك المناطق، ونجحوا فى ضبط أكثر من 9 تشكيلات عصابية تضم 25 متهماً.
من جانبه، يقول مصدر أمنى بمديرية أمن القليوبية، إن الحملات الأمنية لم تتوقف على بؤر الإجرام، ومنها قرية «أبوالغيط»، و«فتحة يمن»، والمثلث الذهبى، مشيراً إلى استمرار الحملات يومياً من قبل أجهزة مكافحة المخدرات، مدعومة بالقوات الخاصة والبحث الجنائى، مؤكداً أن وزارة الداخلية لا تتراخى أبداً فى مواجهة تجار السموم البيضاء.
سائقو التاكسى يبيعون للسياح العطارة باعتبارها مواد مخدرة
وفى الغردقة، تحولت سيارات التاكسى لإحدى أهم وسائل تجارة المخدرات فى المدينة السياحية، وسط اتساع عمليات بيع مواد عطارة للسائحين بدلاً من المواد المخدرة، وهو ما أثبته سائح هولندى يدعى «م. س» فى قسم الشرطة بالمدينة، مشيراً إلى أنه اشترى مخدرات من سائق تاكسى، وعندما ذهب للفندق اكتشف أنها عطارة.
وامتدت تجارة المخدرات لتشمل المناطق السكنية، خاصة منطقة الهضبة وشارع المدارس، الذى شهد واقعة العثور على جثة متحللة لشاب فى العقد الثالث من العمر بجوار سور مركز شباب الميناء، مايو الماضى، وجثة دكتور صيدلى بشارع المدارس أيضاً بجوار الكنيسة الكائنة بنفس المنطقة، وأثبت الطب الشرعى أن سبب الوفاة تعاطى كميات زائدة من المواد المخدرة.