مع دق جرس انتهاء اليوم الدراسى، انطلق الطلاب إلى الشوارع للعودة إلى منازلهم، وشراء الحلوى وركوب الدراجات، أما «عادل ويوسف وزياد»، فكانت لهم وجهة أخرى، صوب مقهى شعبى بمنطقة المطرية، لممارسة رغبتهم المفضّلة «دومينو».
عادل ضياء، ويوسف أسامة، وزياد عبدالحميد، لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً، يحرصون على الذهاب إلى المقهى للتنافس على «فورة دومينو»، وبطولات ودية ينظمونها لتمضية وقت حماسى ممتع، والفائز يحصل على حلوى، لا تتعدّى قيمتها الـ3 جنيهات، قاموا بجمعها مسبقاً قبل البدء فى اللعب: «بابا علمنى الدومينو، وأنا علمتها لأصحابى، وبنيجى نقعد على القهوة كل يومين ونلعب فورة، وأحياناً كل يوم علشان بابا فاتح كشك جنب القهوة، وباقعد جنبه قبل ما أروح البيت»، حسب «عادل»، قائدهم باللعبة، والأكثر فوزاً بها، باعتباره أول من مارسها بين أصدقائه.
عام مضى على تعلم «عادل» لعبة الدومينو، التى كان والده يعشقها أيضاً ويلعبها أمامه، لذا انتقل إليه الشغف، وقرّر الإلمام بكل تفاصيلها: «عارف أنها لعبة كبار، بس أنا حبيتها، وبقيت أعرف ألعبها، ولأن ماعنديش دومينو فى البيت، بقيت لازم آجى أقعد على القهوة مع أصحابى، مش بنطلب مشاريب بس بنحاسب على لعب الدومينو، وعلشان صاحب القهوة عارفنا، بيخلينى ألعب الساعة بـ5 جنيه».
لا يكترث الأصدقاء الثلاثة بلعب كرة القدم مثل باقى أصدقائهم فى المدرسة، ويفضّلون الجلوس على المقهى: «أصحاب لينا بيقولوا لنا تعالوا نلعب مع بعض كورة بعد المدرسة، بنقول لهم هنخلص فورة الدومينو ونحصلكم»، حسب «زياد»، الذى احترف هو الآخر لعب الدومينو، وأصبحت جزءاً أساسياً من يومه، دون أن تؤثر على مراجعته لدروسه، فيلتقى بأصحابه مساءً للمذاكرة: «الدومينو بتخلينا نفكر كتير وعندنا صبر، ودى أول حاجة اتعلمناها من قعدة القهوة».
تعليقات الفيسبوك