عندما كنت صغيراً وأسمع هذا النداء السحرى «صلى ع الحبيب قلبك يطيب» فى مساجد وشوارع المحروسة كانت تصعد بسرعة إلى وجهى ابتسامة بشر وسرور، دون أن أفهم معناها أو أتبين بعد ما يتمتم به الناس من كلمات بعد ذكر الحبيب.. ومع الأيام أدركت أن الوصف للنبى المصطفى محمد رسول الله وحبيبه، والتمتمة هى صلوات الناس وسلامهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. وأن الصلاة والسلام على محمد وآله فريضة نكررها فى الأذان والصلوات الخمس وعند الصلاة على المتوفى، ومع كل ذكر لكل اسم من أسماء المصطفى أو أى إشارة له إذا لم يصل السامع ويسلم ويبارك على محمد وآله الكرام فهو بخيل ومحروم من الثواب الكبير، وخالف أمراً واضحاً فى القرآن الكريم ورد فى الآية المباركة «إن الله وملائكته يصلون على النبى. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً»، ولما أدركت المعانى أصبحت الصلاة والسلام على خير الأنام عادة يومية محببة إلى عقلى وقلبى، وسبيلاً واضحاً وناجحاً لتبديل المزاج من الغضب أو القلق أو الملل أو المرض إلى راحة البال.. وقد بحثت طويلاً عن سبب هذا السحر الدائم فى تأثير هذه الكلمات القليلة «الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه» على حالى فى حياتى وأسفارى وتعاملاتى مع مختلف البشر باختلاف ثقافاتهم وأعراقهم وأديانهم وعلمم ولغاتهم.. توجد 122 صيغة مشهورة ابتدعها المؤمنون للصلاة والسلام على الحبيب، إلى جانب الصيغة الأشهر المسماة بالصلاة الإبراهيمية.. وكل صيغة لها جمالها وتأثيرها الفاعل فى النفوس، لكنها جميعاً مضيئة باسم الرسول الكريم.. القوة إذن تنبع من ذكر اسم الرسول مهما اختلفت الصيغ.. وترديد الصلاة والسلام على المصطفى بينك وبين نفسك أو على مسمع من الآخرين يتبعه دائماً تبدل المزاج لك أو أثناء تعاملاتك مع الآخرين، مهما كانت حدة الاختلاف بينكم.. إنه أشبه بسلام هادئ يتسرب إلى القلوب ويقرب بين الناس.. حتى مع من ينتمون لغير الإسلام ديناً.. إنها قوة سلام ووقاية من الشرور ودعم للخير بين الناس.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم فى أيام مولده العظيم.. صلوا.