أين تكمن قوة إيران؟
سؤال مباشر يحتاج -أيضاً- إجابة مباشرة لذلك يمكن تحديد مقومات القوة عند إيران على النحو التالى:
1 - النفط والغاز.
2 - الموقع الاستراتيجى الحاكم لمضيق هرمز.
3 - المذهب الطائفى الذى يتم به التأثير السياسى فى الداخل والخارج.
4 - تعداد السكان الذى يوفر قدرة لتجييش جيش نظامى، حرس ثورى، فيلق القدس.
5 - قدرة بحث علمى من كوادر بشرية وصلت إلى مراحل متقدمة فى أبحاث الصناعة والزراعة وتطوير الأسلحة والتخصيب النووى.
6 - شبكة حلفاء تستخدم كأذرع لفرض سياسات طهران الإقليمية فى كل من اليمن والعراق وسوريا وغزة ولبنان بشكل مؤثر وأماكن أخرى بشكل متنامٍ.
من هنا كانت سياسة العقوبات المالية والاقتصادية الضاغطة والمؤلمة التى فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على إيران ذات أثر فعال على علاقة طهران بحلفائها، العنصر السادس من عناصر القوة الإيرانية، أو بشكل أدق هو العنصر الأهم المؤثر فى كيفية ممارسة طهران لمشروعها الإقليمى.
ومنذ ساعات أصدر المعهد الاستراتيجى فى لندن تقريراً مهماً يقع فى 217 صفحة تحت عنوان: «شبكات نفوذ إيران فى الشرق الأوسط» يشرح فيه تفصيلياً صورة هذا العامل المؤثر فى تحقيق امتدادات إيران فى المنطقة.
وتأتى فلسفة ممارسة القوى لدى إيران فى المنطقة كما جاء فى هذا التقرير: «أن طهران تقوم بمواجهة القوى العظمى بعمليات نفوذ عبر طرف ثالث».
أحياناً يكون الطرف الثالث محلياً داخل الدولة المستهدفة، ولكن برعاية لوجستية ومالية وعسكرية وتدريبية من خلال ما يعرف باسم «فيلق القدس» الذى يعتبر الجناح العسكرى للحرس الثورى الإيرانى.
ومن هنا يبرز -دائماً- اسم الجنرال قاسم سليمانى قائد هذا الفيلق، الذى يعتبر فعلياً قائد عمليات تصدير الثورة الإيرانية على الأرض فى دول المنطقة.
ومن هنا أيضاً ليس غريباً أن ترى الجنرال سليمانى منذ أسبوع فى غرفة عمليات مواجهة مظاهرات الثوار العراقيين فى بغداد، وليس غريباً أن تجده فى معسكر تدريب وتأهيل لقوات الحوثيين قرب صنعاء، أو فى الضاحية الجنوبية ببيروت أو فى مركز قيادة للحشد الشعبى فى قاعدة قرب درعا بسوريا.
لذلك ليس مستغرباً أن يبرز اسم هذا الجنرال الذى يتمتع بشعبية كبرى فى إيران وبعض دول المنطقة كمرشح قوى للرئاسة المقبلة للجمهورية الإسلامية بإيران.
وفى حال حدوث هذا الأمر، فإن ثنائية «المرشد الأعلى والجنرال الثورى» سوف تلقى بظلالها على السلوك السياسى الإيرانى بقوة شديدة.
ويذكر تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية بلندن أن جاك سترو، وزير خارجية بريطانيا الأسبق، الذى زار إيران عدة مرات، ويتمتع بخبرة عميقة فى الملف الإيرانى، قال: «إن سليمانى يتمتع بسلطات ونفوذ يفوقان أى جنرال تقليدى فى إيران كلها».
وأضاف جاك سترو: «إن سليمانى يدير السياسة الخارجية فى المنطقة عبر الحلفاء الذين تدعمهم قوة إيران».
حينما تتأمل التقرير وتحاول فهم حقائق المشروع الإيرانى المأزوم حالياً عليك أن تتعامل مع هذا الملف بشكل موضوعى ومحايد وعلمى بعيد عن أى انحيازات طائفية أو عنصرية أو قومية وتقول: «إن إيران حقيقة واقعة تشكل خطراً على المشروع العربى المعتدل قد تمرض -كما هو حادث الآن- لكنها لن تموت».