هنا نكتشف المواهب.. "ساقية القاضي" صالون يفتح أبوابه للجميع بالمنيا
حمزه طفل كفيف يلقي شعر بصالون ساقية القاضي
"حمزة وليد" طفل كفيف، حُرم من نور البصر لينعم بضياء البصيره، إذ يمتلك موهبة إلقاء شعر الفصحى، اعتلى تلميذ الصف الثالث الابتدائي بمدرسة النور للمكفوفين، ويبلغ من العمر نحو 9 أعوام المنصة وأخذ يلقي أبيات قصائد بعنوان "بما تفكر"، "ما لون ثوبي"، "زي الحديد"، فهز التصفيق الحار أرجاء القاعة التي تقام بداخلها فعاليات صالون "ساقية القاضي" الثقافي على ضفاف نيل المنيا، وهو الأول في المحافظة، الذي يفتح أبوابه أمام الجميع، من مبدعين وهواة وأطفال وشباب لاكتشاف المواهب منهم ودعمهم.
قبل فترة نظم محمد فاروق القاضي، 48 عاما، مسابقة ثقافية، اكتشف خلالها أن المنيا مليئة بالمواهب والإبداعات الفنية المتنوعه، التي تحتاج إلى الانطلاق خارج دولاب العمل الحكومي الذي تسيطر عليه القيود والروتين، فدفعه عشقه للغة العربية التي درسها في كلية الآداب قبل أن يتجه إلي الأعمال الحرة، إلي التفكير جديا في تأسيس أول صالون ثقافي خاص سماه "ساقية القاضي".
"معنديش مجاملات وصالوني مفتوح للجميع"، قالها مؤسس وراعي الفكرة، مؤكدا أن رواد الساقية من أدباء وشعراء وفنانين، يأتون من جميع أرجاء المنيا ومحافظات أخرى بالصعيد، وهم يحضرون بشكل منتظم وفي تزايد مستمر، لكنه يركز بشكل أكبر علي اكتشاف ودعم ورعاية المواهب الشابه المبدعة التي تجيد فنون الأدب ودروبه المتنوعة، وتبحث عن فرصة للانطلاق، لافتا إلى أن الساقية سبق واستضافت العام الماضي مؤتمرا لأقليم وسط الصعيد الثقافي الذي يضم 4 محافظات هي: المنيا، الوادي الجديد، أسيوط، سوهاج.
الشاعر ياسر محمود خليل، عضو مجلس إدارة نادي أدب المنيا، ومنسق الصالون الثقافي، قال إن ساقية القاضي يشارك في فعالياتها كل أطياف أندية الأدب، وجميع المسؤولين عنها من الناحية الإدارية نخبة من المتخصصين أبرزهم مديرها الأديب عصام السنوسي، رئيس مجلس إدارة نادي أدب المنيا، لافتا إلى أن الثقافة الجماهيرية منتشره بشكل كبير، وتحتاج لتضافر الجهود للبحث عن الموهوبين والمتميزين خاصة في محافظات الصعيد التي خرج منها عملاقة الأدب والشعر والفن.
أشادت الشاعرة انتصار شاهين، بساقية القاضي، وقالت إنها تجربة فريدة في الصعيد حققت عديدا من النجاحات كان أهمها إصدار كتاب بعنوان "صوت المكان" يتضمن 50 عمل لشعر فصحي وعاميه وقصص قصيره لمجموعة من الشعراء بينهم أعضاء إتحاد كُتاب، منهم رجب لقي وأحمد قنديل، وكان الشرط الوحيد للنشر بالكتاب الحضور ولو لمره واحده فعاليات الصالون الثقافي الذي ينعقد كل شهر تقريبا، كما أن نشاط ساقية القاضي إمتد لخارجها إذ جرى تنظيم أمسيات ثقافية وفنية لأطفال معهد الأورام، والاحتفال بيوم اليتيم، وتكريم طلاب بالمركز الاستكشافي التابع للتعليم كنواة لاكتشاف موهوبين في مجال الأدب والثقافة.