«الحاجة نونا» : «الجيران بيجيبولى هدايا عيد الأم.. لأنى معنديش أولاد»
«ست الحبايب يا حبيبة، يا أغلى من روحى ودمى»، حينما تشدو بها الفنانة العظيمة فايزة أحمد، تتساقط دموع الحاجة نونا السيدة السبعينية؛ ألماً على وحدتها، راضية بقضاء الله الذى لم يهبها نعمة الإنجاب. «أبكى لما بسمع الأغنية، لأنى كان نفسى أسمعها من أولادى لكنى تزوجت وطُلقت ولم أنجب، وتمر السنين والدموع تملأ عينى فى كل يوم عيد أم، أتذكر أمى، لكن بنات جيرانى بيقولولى كل سنة وانتى طيبة، وهى دى هديتى فى عيد الأم». بحرية محمد سعد، الشهيرة بالحاجة «نونا»، مقيمة بمنطقة الزلابية، التابعة لحى جنوب أسوان، حين سألناها عن عمرها ارتسمت على وجهها ابتسامة رقيقة محملة بنفحات الزمن الجميل قائلة: «أنا عايشة من زمان هو انتو هتودونى الجهادية». الحاجة نونا نوبية سبعينية، تسكن بمفردها، بعد وفاة شقيقتها وأمها منذ عشرات السنوات، فى منزل مبنى من الطوب اللبن.
تقول الحاجة نونا لـ«الوطن»: «أنا كنت زمان بجيب هدية بسيطة لأمى وهى بتشوفها حاجة كبيرة، كانت الناس أيام زمان غلابة، وبيسألوا على بعض لكن دلوقتى المعيشة بقت صعبة وقليل الناس اللى بتقدر تسأل عننا، لأن الحنية محدش بيشتريها»، وأضافت: «نفسى الأسعار ترخص ونرجع زى زمان، والإرهابيين يبعدوا عننا، ومصر هتفضل البلد الطيبة الآمنة مهما حاولوا إنهم يخربوها محدش هيقدر». وأنهت «نونا» حديثها لـ«الوطن» أنا برسل رسالة لكل الناس فى عيد الأم: «الحنية موجودة فى قلوب المصريين، ياريت الكل يقلع عباءة السياسة وانتماءاتهم، ويرجعوا لأصلهم المصرى الطيب».