أولياء الأمور: يعني إيه حصة موسيقي؟
هند
أكد عدد من أولياء الأمور، وطلاب بالمراحل الدراسية المختلفة، أن المدارس الحكومية تتجاهل تدريس مادة التربية الموسيقية، وتركز على المواد الأساسية فقط، وأبدوا حزنهم الشديد من عدم اهتمام إدارات تلك المدارس بتنمية مواهب الطلاب منذ الصغر، بدعم الأنشطة المختلفة، وفى مقدمتها الموسيقى.
"هند": ولادي عمرهم ما درسوها
هند شاهين، 39 عاماً، مُدرسة فلسفة، ولية أمر طالبة بالصف الثانى الإعدادى، وآخر فى الخامس الابتدائى، تسكن بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، تقول إن المدارس الحكومية لم تعد تهتم بالأنشطة، وتحديداً مادة التربية الموسيقية، على الرغم من أهمية تعليم طلاب المراحل التعليمية المختلفة الموسيقى، مضيفة: «أهم حاجة بتركز عليها المدارس الحكومية دلوقتى هى حشو أكبر قدر من المعلومات جوه دماغ الطلاب وبس».
تدريس مادة التربية الموسيقية سيُنمى القدرات والمواهب الموسيقية لدى الطلبة، وفقاً لـ«هند»، موضحة: «للأسف لا ابنى ولا بنتى بيدرسوا موسيقى فى المدرسة خالص، وإحنا مفتقدينها جداًً، لأنها بتخفف عن الطالب ضغط المذاكرة والامتحانات والمواد العلمية».
وتشير إلى أن أبناءها يتمنون تعلم العزف على الآلات الموسيقية، لكن المدارس الحكومية مفيهاش أى إمكانيات، موضحة: «يمكن ولادنا عندهم الموهبة دى ومش عارفين، وده دور المدرسة فى اكتشاف وتنمية المواهب».
تتذكر «هند» عندما كانت طالبة، كان الطلاب يقدمون عروضاً أمام مديرة المدرسة وهى تشجعهم، موضحة أنه إذا أراد ولى الأمر تنمية موهبة ابنه عليه اللجوء إلى المراكز وأكاديميات الموسيقى الخاصة، وهناك كثير من المعاهد التى تم افتتاحها لتعليم الأطفال.
"هنا": اخترتها عشان أتعلم "أورج" لكن المعلمة منعتني ألمسه
هنا محمد، طالبة بالصف الثانى الثانوى فى مدرسة حكومية بمنطقة الزيتون، اختارت التربية الموسيقية كمادة نشاط، عندما كانت فى الصف الأول الثانوى، وتقول: «اللى بنختاره فى أولى ثانوى بيكمل معانا فى السنة اللى بعدها، وأنا اخترت الموسيقى عشان من وأنا صغيرة بلعب بيانو وخدت فيه تدريب قبل كده بره، وكنت محتاجة أنمى مواهبى فى العزف على الآلات الموسيقية فى المدرسة»، مؤكدة أنها طلبت من مُدرسة التربية الموسيقية تعليمها العزف على الأورج، لكن المدرسة أبلغتها بأنه من غير المسموح أن يستخدم أحد سواها الأورج، ولا يمكن أن يخرج من حجرة الموسيقى إلا فى الحفلات: «مدرسة الموسيقى منعتنى من الاقتراب منه».
الأورج، والكمان، والطبلة، والأكورديون، 4 آلات موسيقية موجودة داخل مدرسة «هنا»، يستخدم منها الأكورديون والطبلة فى الطابور الصباحى، والباقى للحفلات فقط، وتوضح: «حصة الموسيقى مش بنعمل فيها أى حاجة، وبنفضل نقعد ناكل ونشرب، والمدرسة تفضل قاعدة مع زمايلها»،
كانت «هنا» تتمنى تعلم الأساسيات فى الموسيقى والنوتة، مؤكدة أنها لم تتعلم سوى السلم الموسيقى على مدار العام الدراسى بأكمله.
"رغدة": بنتى نفسها تلعب "جيتار" لكن ده مش موجود
رغدة ناجى، 30 عاماً، ربة منزل، ولية أمر طالبة بالمرحلة الابتدائية بإحدى المدارس الحكومية بمنطقة العاشر من رمضان، توضح أن جدول الحصص يتضمن حصة موسيقى، لكن الأمر لا يطبق على أرض الواقع، مضيفة: «بنتى نفسها تلعب جيتار أو بيانو، لكن ده للأسف مش موجود فى المدارس الحكومية، على الرغم من إنها مهمة جداًً، ولو موجودة هتخلى الطلاب يحبوا المدرسة أكتر، بس هما بينزلوا الحوش فى وقت حصة الموسيقى»، وتؤكد أنها تنوى حجز كورس موسيقى فى إحدى الأكاديميات الخاصة لابنتها، خلال فترة الإجازة الصيفية.
مصطفى أحمد، طالب بالصف الثالث الإعدادى، بمنطقة شبرا الخيمة، يوضح أنه كان يتمنى تعلم الموسيقى منذ الصغر، لكن المدرسة لم تُساعده على ذلك سواء الابتدائية أو الإعدادية، ويقول «مخدتش خالص حصص موسيقى فى المدرسة، واللى بناخده حصص ألعاب ورسم وكمبيوتر بس، ومنعرفش أى حاجة عن مدرسين الموسيقى، ولو كانت موجودة أكيد كنت هبقى أول واحد يتعلمها».