مطروح: الحدائق العامة.. من أوكار للمخدرات والرذيلة إلى مراكز ترفيه مربحة
الحدائق والمتنزهات أصبحت تدر دخلاً للمحافظة
على مدار نحو 8 سنوات، شكّلت الحدائق العامة الواقعة فى مطروح عبئاً على المحافظة والأجهزة الأمنية، بعد أن تحول معظمها إلى أوكار للخارجين على القانون من عصابات المخدرات وممارسة الرذيلة، وبعد سرقة معظم محتوياتها فى غيبة من القانون، خاصةً فى أعقاب أحداث «ثورة 25 يناير» 2011، إلى أن جاء قرار محافظ مطروح، اللواء مجدى الغرابلى، بتطوير هذه الحدائق، وتحويلها إلى مشروعات سياحية ترفيهية، تكون متنفساً للأهالى، سواء من أهالى المحافظة أو الوافدين من المحافظات الأخرى، وبما يساعد على تنمية موارد المحافظة. وفور توليه مسئولية المحافظة، قرر «الغرابلى» تشكيل لجنة لحصر جميع الأصول الثابتة المملوكة لمحافظة مطروح، والتى تعانى من الإهمال، وجاء فى مقدمتها 3 حدائق عامة، تُعد الأكبر من نوعها فى المحافظة، وهى حديقة «مركز كليوباترا الترفيهى»، وحديقة «الغزالة»، وحديقة «العوام»، وأمر المحافظ بإعداد خطة عاجلة للاستفادة من هذه الحدائق من خلال البدء فى أعمال التطوير بها، وإعادة فتحها للمواطنين مرة أخرى، مقابل رسم دخول بقيمة 5 جنيهات، بالإضافة إلى إقامة الحفلات، وتأجير الملاعب الرياضية وصالات الأفراح.
"الغرابلى" يأمر بحصر الأصول المهملة وإعادة فتح متنزهات الكورنيش بعد تطويرها
المهندس أحمد عبدالجواد رحيل، المسئول عن تنفيذ مشروع تطوير حديقة «الغزالة»، تحدث لـ«الوطن» قائلاً إنه تسلم الحديقة فى شهر مارس الماضى، وكانت فى حالة يرثى لها نتيجة الإهمال الذى عانت منه لسنوات طويلة، حتى أصبحت مهجورة تماماً، ولا توجد أى خدمات بها، وأضاف أنه بدأ العمل سريعاً فى تطويرها بإنشاء بعض الشلالات داخل الحديقة، بالإضافة إلى أقفاص للحيوانات والطيور الأليفة، والتى تتضمن أقفاصاً للببغاوات والنسانيس والغزلان، كما تم إنشاء «كافتيريا» على مستوى لخدمة رواد الحديقة.
وأضاف «رحيل» أنه تم أيضاً إنشاء مجموعة من البازارات على سور الحديقة، لتكون بمثابة منافذ لبيع المنتجات البيئية والصناعات اليدوية التى تتميز بها المحافظة، بالإضافة إلى رفع كفاءة المبنى الإدارى، ووضع شاشة عرض عملاقة وسط قاعة متعددة الأغراض، تسع لنحو 300 شخص، لتقديم خدمات متنوعة لرواد الحديقة، وأكد أن الحديقة بدأت بالفعل فى استقبال زائريها، بناءً على توجيهات محافظ مطروح، باعتبارها أحد المشروعات الخدمية التابعة للمحافظة، مشيراً إلى أن حديقة «الغزالة» تتميز بموقعها الحيوى فى قلب مدينة مرسى مطروح، وفى شارع الإسكندرية، أكبر شوارع المدينة، فى مواجهة مبنى ديوان عام المحافظة.
أما حديقة «مركز كليوباترا»، التى تُعد أكبر حديقة فى مطروح، فقد ظلت مهجورة تماماً على مدار السنوات التى تلت أحداث يناير 2011، حيث تعرضت الحديقة لسرقة معظم محتوياتها، وتحولت إلى مأوى للبلطجية والخارجين على القانون، ومرتعاً للأعمال المنافية للآداب، وفق ما أكد المهندس أحمد الشنوانى، المشرف على مشروع تطوير الحديقة، الذى لفت، فى تصريحاته لـ«الوطن»، إلى أنه تسلم الموقع فى حالة «ميئوس منها»، وكانت مهمة تطويرها وإعادة فتحها «شبه مستحيلة»، بمثابة «إعادة إحياء جثة هامدة»، على حد وصفه. وعن أعمال تطوير الحديقة، قال إن البداية كانت بقرار محافظ مطروح، أثناء زيارته الميدانية للحديقة أواخر العام الماضى، بالبدء فى تطويرها على الفور، خاصةً أنها تتميز بموقعها الفريد، كما تمتد على مساحة حوالى 3 أفدنة، ووجه بضرورة الانتهاء من أعمال التطوير فى أسرع وقت، وبالفعل بدأ العمل فى ديسمبر 2018، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى بنسبة 80% فى أول مارس 2019، وتضمنت تحويل قاعة العرض السينمائى القديمة إلى قاعة أفراح على أعلى مستوى، تتسع لما بين 300 و400 فرد، وملحق بها صالة للطعام، ومطبخ مجهز، ومزودة بشبكة للتكييف المركزى، ونظام لإطفاء الحرائق، كما تم تزويدها بشاشة عرض عملاقة.
وأضاف «الشنوانى» أنه تم أيضاً تجهيز 4 مكاتب إدارية، وإنشاء صالة للألعاب الرياضية «جيم»، ملحق بها غرفة لتغيير الملابس، بمساحة إجمالية 270 متراً مربعاً، وإنشاء «سوبر ماركت» على مساحة 200 متر فى الدور الأرضى، وعدد 5 محلات بالدور الأول علوى، وجميعها كاملة التشطيبات، كما تم رفع كفاءة مبنى الكافتيريا والحمامات الملحقة به، وكذلك تطوير مبنى المطعم، كما تم وضع نافورة راقصة تتوسط الحديقة، وإنشاء منطقة مخصصة لألعاب الأطفال، وملعب خماسى بأبعاد 22 متراً عرضاً و42 متراً طولاً، مزود بكشافات إضاءة ليلية، بالإضافة إلى رفع كفاءة المسجد الموجود داخل الحديقة على أعلى مستوى.
أما المشروع الترفيهى الثالث، الذى يتمثل فى حديقة «العوام»، فقد انتهت المحافظة من تطويرها، بإشراف مديرية الإسكان، وتتميز الحديقة بموقعها المتميز الذى يطل على كورنيش مطروح، وقد بدأت أعمال التطوير منتصف شهر أبريل الماضى، وتم الانتهاء منها خلال فترة قصيرة، حتى أصبحت جاهزة للافتتاح مع بداية شهر يونيو، وتضمنت أعمال التطوير إنشاء كافتيريا ومطعم جديدين مجهزين وفق أحدث المواصفات، وإنشاء عدد من المقاعد الرخامية لراحة رواد الحديقة، كما تم إنشاء دورة مياه للرجال وأخرى للسيدات، كما تم مد شبكة إضاءة كاملة بمساحة الحديقة، بالإضافة إلى وضع عدد من «البرجولات» بمواصفات خاصة، بنظام الخشب المضغوط البلاستيكى، مزودة بالمقاعد الخاصة بها.
من جانبه، أكد وكيل وزارة الإسكان بمطروح، المهندس أحمد على، لـ«الوطن» أن فكرة تطوير الحدائق العامة جاءت بتوجيهات من محافظ مطروح، وذلك لعدة أسباب، أهمها إنشاء مشروعات ترفيهية للمواطنين، تكون متنفساً للأهالى والأسر خاصةً فى موسم الشتاء، بعد انتهاء المصيف، بالإضافة إلى حسن استغلال الأصول الثابتة التى تملكها المحافظة، وتطويرها وتشغيلها لتدر عائداً على المحافظة، فضلاً عن تطويرها بشكل جمالى ومتميز يليق بمكانة مطروح كمحافظة سياحية، وأوضح أن جميع أعمال التطوير تولت تنفيذها الشعبة الهندسية للقوات المسلحة بالمنطقة الغربية العسكرية، وتحت إشراف مديرية الإسكان بمطروح.