أستاذ جامعى فى الصباح، وموظف مراسم واستقبال فى دار الأوبرا مساءً، هكذا يعمل الدكتور أيمن السيد، منذ 19 عاماً، يرتدى بدلته السوداء الوقورة، وبابتسامة تُزين وجهه البشوش، يستقبل زوار دار الأوبرا المصرية، ويرافقهم حتى مقاعدهم، يستجيب لمطالبهم، ويجيب عن استفساراتهم طوال فترة الحفل، حتى يغادروا المكان فرحين بالخدمة التى قُدّمت لهم، ثم يعود إلى بيته ليستيقظ فى الصباح لتقديم محاضرات إدارة أعمال بكلية التجارة جامعة عين شمس.
منذ عام 2002، يعمل «السيد» فى دار الأوبرا، وحصل على درجتى الماجستير والدكتوراه وهو بداخلها، حتى أصبح أستاذاً جامعياً لديه طلاب وزملاء يتردّدون على هذا المنبر الثقافى، ويجدونه فى استقبالهم، الأمر الذى يفتخر به رغم طلب مقربين له تركه والاكتفاء بمهمة التدريس: «حبى للأوبرا هو رقم واحد، والمعاملة التى أحظى بها تمنعنى من ترك المكان».
يتعامل «السيد» مع جنسيات مختلفة من زوار الأوبرا، مما جعله يتقن عدة لغات، على رأسها الإنجليزية والفرنسية، ويحكى أنه قبل 19 عاماً كان فى حاجة إلى عمل إضافى «أوفر تايم» فوجد فرصة فى دار الأوبرا ضمن فريق المراسم والاستقبال، تمنحه وقتاً للذهاب إلى عمله الذى يعتز به أيضاً، ومن وقتها لا يجد فى العملين أى تعارض، أو تقليل لشأنه كأستاذ فى الجامعة.
«معيدين ودكاترة وطلاب بييجوا الأوبرا، وباكون فى استقبالهم وفرحان بيهم»، يقولها «السيد»، الذى يروج لفعاليات داخل الأوبرا بين زملائه ومعارفه، بعرض برنامجها الشهرى والسنوى، كما يخطرهم بموعد حضور الفرق العالمية المميزة، لافتاً إلى أن عمله بالأوبرا أضاف له الكثير، وجعله يطلع على ثقافات متنوعة أثرَت فكره وحياته. كثير من موظفى دار الأوبرا حاصلون على درجتى الماجستير والدكتوراه وأساتذة كبار، وفقاً لـ«السيد»، وخلال سنوات عمله الطويلة تعلم فنون التعامل مع الجمهور، والتحلى بالصبر والابتسامة والمرونة، حتى يخرج الزائرون من المكان مقررين العودة له لاحقاً: «بيطلعوا يشكرونا على التنظيم وحسن الاستقبال».
تعليقات الفيسبوك