انتحار "شهد" وجرائم متنوعة.. الجاني "وسواس"
الطالبة شهد أحمد كمال
شغلت قصة الطالبة شهد أحمد كمال، التى اختفت من الإسماعيلية وظهرت غارقة فى نيل الجيزة، حيزاً كبيراً من اهتمامات المصريين على السوشيال ميديا وبرامج التوك شو، وتوصلت تحقيقات النيابة العامة إلى أن الفتاة كانت مصابة بالقاتل الصامت «الوسواس القهرى»، وسبقته عدة أزمات نفسية قادتها للانتحار غرقاً. واقعة انتحار «شهد» كشفت فيها التحقيقات عن معاناتها من أزمة نفسية خلال أوقات متقطعة بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، وقبل وفاتها بشهر واحد عادت إليها الأزمة النفسية وسببت لها أرقاً منعها من النوم أكثر من ساعتين يومياً، وبسبب استمرار معاناتها، اتصلت بوالدتها قبل وفاتها بأسبوع وطلبت منها الحضور إليها، فانتقلت للإقامة معها، وعرضتها على طبيب نفسى بمدينة الإسماعيلية يوم 5 نوفمبر 2019، وخلال كشف الطبيب عليها أخبرته أن أفكاراً سيئة تراودها وأن من هذه الأفكار أنها ستموت، وانتهى إلى معاناتها من الوسواس القهرى.
النيابة سألت والدتها للتأكد من المرض، فأكدت ظهور أعراضه عليها منذ المرحلة الإعدادية وتغاضيها عن الأمر ظناً أنه من آثار ضغوط الدراسة، وفى نهاية التحقيقات قررت النيابة بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية؛ لانتفاء الشبهة الجنائية فى الواقعة. «شهد» لم تكن أول قصة بطلها الخفى «الوسواس القهرى» فقد سبقها آخرون، قتلوا ضحاياهم بدافع الاضطراب النفسى المسيطر عليهم؛ ففى نوفمبر 2013، قتل مواطن حفيده فى منطقة بولاق الدكرور، بعد أن سدد له طعنات فى الظهر والبطن، وسلّم نفسه إلى قسم الشرطة، وأفادت التحريات أن المتهم يعانى من مرض «الوسواس القهرى».
جد يطعن حفيده وعامل يقتل شقيقه وآخر يذبح زوجته
وشرحت التحقيقات والتحريات كيفية تنفيذ الجريمة، حيث استغل الجد المتهم نوم ابنته، واستدرج نجلها، صاحب الـ7 سنوات، فوق سطح العقار، وسدد له طعنات بالظهر والبطن وخنقه بيده حتى لفظ أنفاسه، وبعد تسليم نفسه، توصلت الأجهزة الأمنية لسابقة احتجازه فى أحد مستشفيات الأمراض العقلية، وقال فى التحقيقات إن المجنى عليه هدده بالقتل، من قبل، مستخدماً نفس السكين الذى قتله به، فأحيل للنيابة العامة التى باشرت التحقيقات مع المتهم وسجلت اعترافاته بالجريمة. وفى يونيو 2015، وتحديداً فى محافظة بنى سويف، قتل عامل زراعى زوجته أثناء إعدادها الطعام، حيث انقض عليها وسدد لها طعنات فى أنحاء متفرقة بجسدها، وبعدها تخلص من جثتها فى أحد المصارف، ثم توجه إلى قسم الشرطة وأبلغ عن اختفاء زوجته. وانتقلت قوة من الشرطة إلى مكان المنزل، وسألت جيران المجنى عليها عن آخر مشاهدة لها، فأجابوا عن مشاهدتها قبل ساعات من بلاغ الزوج، وهى تودع شقيقها، وبعد ساعات تلقت مديرية الأمن بلاغاً بالعثور على جثة المجنى عليها فى أحد المصارف، وبتضييق الخناق على الزوج، اعترف بارتكاب جريمة قتلها، معللاً ذلك بإصابته بالوسواس القهرى، وأنه كان دائم الشك فيها.
وأكدت أقوال جيران المجنى عليها حسن سمعتها، وتحرر محضر بالواقعة وأحيل للنيابة العامة التى باشرت التحقيقات واستمعت لاعترافات مفصلة من القاتل وأيضاً أجرت المعاينة التصويرية للجريمة شرح خلالها المتهم كيفية ارتكابه للواقعة.
وفى سبتمبر الماضى، قتل عامل شقيقه فى منزل الأسرة بمدينة أرمنت، التابعة لمحافظة الأقصر، حيث وجّه له عدة ضربات على رأسه مستخدماً فأساً حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وباشرت الأجهزة الأمنية والقضائية تحقيقات موسعة فى الواقعة، وتبين أن المتهم مريض نفسى ويعانى من الوسواس القهرى، وأفادت التحريات أنه استغل وجودهما بمفردهما داخل المنزل، فضرب شقيقه على رأسه حتى تأكد من وفاته، ولاذ بالفرار، وتم تحديد مكان وجوده وأُلقى القبض عليه، وأسندت له النيابة العامة تهمة القتل العمد، وأمرت بحبسه احتياطياً على ذمة القضية.