منذ التاريخ البعيد وقيام مينا العظيم بتوحيد القطرين، حافظ الله على مصر وعلى مدى أكثر من سبعة آلاف عام، ولم تفقد سنتيمتراً واحداً من أرضها أو تعرضت للتفكك وحروب أهلية مثلما حدث لمعظم بلاد العالم، بالرغم من أن مصر تعرضت للغزو والاحتلال ابتداء من الأحباش إلى الليبيين، ثم مجموعة من الإمبراطوريات التاريخية التى تفككت وانتهت بدءاً من الفاطميين والأكراد والعثمانيين والفرس والمغول والرومانيين، ثم الأوروبيين الفرنسيين والإنجليز، ثم الإسرائيليين الملاعين، وخاضت مصر معركة عسكرية كبرى فى 73 لاسترجاع سيناء ومعركة قضائية دولية لاسترجاع كيلومتر واحد من سيناء، وهو طابا «الإسلام جاء لينقذ مصر من الاستعمار الرومانى الغاشم»، ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.
وعندما تعرضت مصر لكارثة هى الأكبر فى تاريخها، وهى استيلاء جماعة الإخوان المسلمين على السلطة وركوبهم ثورة 25 يناير بمساعدة إرهابيين من خارج الوطن وتهديدهم بحكم مصر خمسمائة عام مقبلة، وبدأوا فى الإعداد لتفكيك الوطن باعتبار مصر بلداً إسلامياً يمكن أن توزع أراضيه على الآخرين وليست مصر وكنوزها.
وبدأ التفاوض والتنازل عن سيناء وبعدها التنازل عن جنوب وغرب الوطن، لكن هيأ الله لشخص لم يتوقعه أحد وليس له تاريخ فى العمل الوطنى سوى قيادة المخابرات الحربية، ولقد سألت أحد المسئولين فى مكتب الإرشاد كيف اختاروا عبدالفتاح السيسى وزيراً للدفاع؟ فكانت الإجابة التالية:
إن جماعة الإخوان ليس لها أعضاء أيضاً فى القوات المسلحة ولا قيادات تضمن من خلالهم النجاح فى قيادة الجيش والبوليس، إلا إننا اخترنا «السيسى» من المجلس العسكرى لأنه كان يصلى الفجر فى الجامع، بالرغم من أن قيادات الجيش ممنوع عليهم دخول الجامع فى الصباح (هذا قيل)، وكذلك لأن زوجته محجبة، وقلنا هو أقرب ما يكون للتعاطف معنا - هذا الاختيار لم يكن عشوائياً لكنه كان إرادة الله سبحانه وتعالى، لأن «السيسى» أوكل إليه تخليص مصر من أكبر كارثة فى تاريخها - لقد ذكر «السيسى» فى خطابه المرتجل بمناسبة الاحتفال بمولد النبى أنه تردد فى قبول منصب رئيس الجمهورية وعرض على سيادة المستشار عدلى منصور المنصب ولكنه رفض.
لقد وفق الله شخصية وطنية شريفة لهذا المنصب وخلال فترة وجيزة اكتشف الرئيس الجديد حجم المصيبة التى تواجه الوطن، حيث كان هناك مشروع «الأخونة» للوطن يحضّر 3000 «ثلاثة آلاف» محامٍ من الإخوان لدخول سلك القضاء، و25 ألف طالب من شباب الإخوان لدخول الكليات الحربية والبوليس، وتعيين صغار الموظفين لمناصب قيادية فى الدولة، والسبب كما ذكر المسئول الإخوانى أن الدولة رفضت شرعية الإخوان فى السلك الوظيفى لأكبر من الدرجة الثانية، وبالتالى لا توجد خبرة فى إدارة أمور الدولة.
اطلع عبدالفتاح السيسى على ما يدور من مباحثات تسليم سيناء لاستيعاب المهاجرين الفلسطينيين بدلاً من غزة ومن جنوب لبنان.
هذا الرجل الشجاع، والمدعوم بقدرة الله سبحانه وتعالى، قدم إنذاراً إلى حكومة الإخوان بالرحيل وقبول استفتاء على استمرارهم وكذلك أوحى الله للقيادات الموجودة بتجاهل هذا الإنذار، لأن «السيسى» لا يملك تنظيماً مواجهاً لتنظيمهم، مع استيلائهم على مرافق الدولة واتخذ هذا الرجل قراراً غريباً لم يخطر ببال أحد، حيث طلب تأييد الشعب فى هذا القرار بالنزول للشارع ونزل الشعب بالملايين فى الشارع المصرى فى 30 يونيو، هذا اليوم المبارك وظهرت رغبته فى التخلص من هذه الجماعة التى تريد أن تدمر الوطن بادعاء الثورة الإسلامية، شعارها: «وإيه يعنى مصر، وطظ فى مصر».
كان هذا تصريح أحد قادتهم وقبل الشعب الثقة بالرئيس السيسى الجديد.
هذا رجل من طراز فريد تسلم الوطن وهو على حافة الإفلاس والمفروض أن يتم اتخاذ قرارات مؤلمة للمواطنين متعلقة بتكلفة حياتهم اليومية وضحى الرئيس بما له من شعبية وأن الشعب سيقدر هذه التضحيات وتحرك فى جميع المجالات لبناء البنية الأساسية من محطات كهرباء وطرق وتعليم وصحة والاستثمار فى الزراعة والصناعة ومكافحة الفساد والاجتماع اليومى بالوزراء فى مختلف التخصصات وبحضور الأجهزة الرقابية كان الله فى عون الوزراء الذين يتم متابعتهم يوماً بيوم فضلاً عن مكافحة الإرهاب وتوفير الأمن.
وأتم فى الفترة القصيرة الماضية إنجازاً لم يحلم به أحد ولا يزال الطريق ممتداً مع بشائر بتحسن الحالة الاقتصادية وزيادة الدخل ونقص التضخم وانكماش نسبة البطالة والحركة الدائبة للرئيس فى تحسن العلاقات مع كافة أنحاء العالم وأصبحت مصر يشار إليها أنها أسرع الدول نمواً اقتصادياً، وأنا بكل الأمانة والصدق، حيث لا مطمع لى فى شىء، فلقد أديت واجبى على مدى سنوات طويلة وكنت قريباً من موقع اتخاذ القرار، وأشهد وأقر بأن «السيسى» شخصية تاريخية نادرة فى تاريخ أى أمة وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يرعاه وأن يمد فى عمره لكى يستكمل برنامج التقدم والرقى، ولكى تحصل مصر على ما تستحقه على المستويين المحلى والعالمى.
حفظ الله مصر وحفظ الله الرئيس السيسى ووفّقه على طريق الخير والسداد.