معاناة يومية يجدها مع أقل مجهود يبذله، مظهر خارجي سبب له الكثير من السخرية من قبل بعض الناس، حرم من أقل متعه التي مارسها أقرانه، فكان ينعزل كثيرا عن ما حوله، ولكن كل ذلك كان في صالحه، فأراد الشاب مروان محمد، أن يصنع لنفسه نموذج ناجحا يحتذي به الناس ويحقق نجاحات في المجال الذي يحبه.
لم توقفه معاناته عن الاجتهاد، فولد "مروان" بضمور في عضلات جسده سبب له عدم زيادة الوزن، "دا سبب رفعي وكمان دراعاتي مش بتتفرد للآخر وكانت بتتفرد وأنا صغير بس لما طولت مبقاش في عضلة تفرد الدراع للآخر"، كما لا يستطيع أن ينام على جانبه أو يتناول الطعام كالأشخاص الطبيعين "مثلا مبقاش طايل الأكل وأنا قاعد باكل مع أهلي.. وللأسف أي مجهود جسدي بيتعبني وأي حمل زيادة على العضلة فيها خطر".
ما أصيب به مروان لا يحدث إلا لحالة من مليون شخص حول العالم، وهي ماحرمته من فعل كثير من الأشياء البسيطة في حياته "ماكنتش بعرف انزل بريك أيام المدرسة ولا ألعب رياضة زي صحابي ولا أروح الجامعة كل يوم"، ليستمر في دوامة أخبره عنها الأطباء أن لا علاج لها، "كل الدكاترة اللي بتابع معاهم من وأنا صغير قالوا إن مفيش علاج وكانوا بيدوني ڤيتامينات بس، لكن بطلت أخدها عشان مش حاسس أي فرق"، حيث لا يزيد وزنه عن 54 كيلو في حين يبلغ طوله 195 سم تقريبا.
لم ييأس مروان وأحب الحياة رغم ما وجده فيها من ألم، فمن رحم المعاناة ولد النجاح، ومع صغر سنه (20) عامًا، طور من نفسه ومهاراته في مجال علوم الكمبيوتر ودخل مجال العمل في سن صغيرة "زي ماربنا حرمني من الصحة الجسدية لكن كان دايما قدامها حاجة في دماغي، والحمد لله أخدت كورس تبع وزارة الاتصالات، بقيت بستعمل الكمبيوتر وأنشأت كثير من المواقع لمؤسسات تجارية"، كما شارك الشاب في "إيفنتات تابعة للجامعة الأمريكية والبريطانية للتعلم.
وأطلق مروان بعض الفيديوهات عبر حسابه على "فيس بوك" يوضح فيها للناس خبراته، كما يتواصل معهم للمزيد من الاستفسارات، ولكنه تلقى في بعض الأوقات تعليقات سلبية "مرة واحد قالي هي المجاعة زارت مصر"، واحد تاني بصلي وقال الحمد لله، فقلتله "يرحمكم الله"، حيث دائما ما يحاول مروان أن يتعامل مع الأمر بالمزاح، "نفسي أخد منحة في جامعة أجنبية وأدرس علوم الكمبيوتر باستفاضة وطموحي مش بيقف عند حد معين".
تعليقات الفيسبوك