طلاب سعوديون يحيون ذكرى معلم مصري في المملكة: ردوا الجميل وكرموه
المعلم المصري يسري زيدان مع طلابه
لم ينس هؤلاء الشباب السعوديين معلمهم المصري الذي بث فيهم قيما إنسانية لا تزال تحاوط حياتهم، فتخطوا حاجز سنوات طويلة حالت دون تواصلهم معه، فأتوا خصيصا إلى القاهرة للبحث عنه، ورد جزء من جميله.
الشاب السعودي سطام مشهور، البالغ من العمر 49 عاما، يروي لـ"الوطن"، أن الأستاذ يسري زيدان كان معلما له في المرحلة الثانوية، فكان يدرس له مادتي الفيزياء والكيمياء، خلال إحدى مدارس تبوك، وترك أثرا طيبا في نفسه وباقي زملائه.
ذلك الأثر الطيب الذي تركه المعلم المصري كان دافعا أن يستغل زياته إلى مصر لمحاولة البحث عن معلمه الذي غاب عنه في فترة قاربت الـ26 عاما، "كان معايا عنوان بسيط لمحل سكنه في محافظة الإسكندرية، وظللت أبحث عنه مدة يومين حتى وصلت لمكان سكنه".
عقب عودة "سطام"، إلى المملكة تحدث مع أصدقاء المدرسة عن نجاحه في الوصل إلى المعلم، الذي استرجع معه ذكرياته في التدريس لهم، "بعدين جاءت فكرة التشارك لإرسال دعوة إلى الأستاذ المصري ونتكفل بزيارته كاملة تكريما له"، حسب الشاب السعودي.
مميزات عديدة جعلت الطلاب السعوديون يتعلقون بمعلمهم المصري، ومنها أسلوبه المميز في الشرح حيث كان يتبع الأساليب المصرية الجميلة في الشرح، والتي منها النكات والغناء، "كان يعاملنا كأخ له وصديق لنا، فكان يحكي معنا عن أحوالنا سواء بالدراسة وخارجها".
المعلم المصري: شعرت بسعادة بالغة باستقبال طلابي في المطار
"حاسس أني أنا في حلم"، هكذا وصف المعلم المصري يسري زيدان، البالغ من العمر 62 عاما، لـ"الوطن"، استقبال تلاميذه في مطار تبوك، بوصوله منذ 3 أيام، حيث كان استقبالا حافلا حضر قرابة الـ5 أشخاص ممن كان يدرس لهم خلال فترة عمله بالسعودية.
لم يقتصر الاحتفال بـ"يسري"، على طلابه فقط، بل حرص على تكريمه أيضا مدير تعليم منطقة تبوك الدكتور إبراهيم العمري، كما حرص أمير منطقة تبوك فهد بن سلطان، على تحديد موعد للقاء المعلم المصري غدا لتكريمه تقديرا لجهوده.
ودرس يسري مادتي الكيماء والفيزياء ففي مدرسة حالة عمار بتوك، خلال الفترة من 1989، وحتى عام 1993، كان حينها يبلغ من العمر 33 عاما، حرص خلالها على معاملة الطلاب السعوديين كأصدقائه واشقائه، ويحرص على أن يكونوا من المتفوقين في حياتهم.
سعادة كبيرة انتابت المعلم المصري عند وصوله المملكة العربية السعودية، وعلمه بأن طلابه أصبحوا في مكانة مرموقة في المجتمع السعودي، "فيه منهم دكاترة وفنانين ورجال أعمال، حسيت أن مجهودي وتعبي معاهم ربنا كمله بالنجاح ليهم في حياتهم".