حيثيات حكم «خالد سعيد»: المتهمون استعملوا القوة والتعذيب لقتل المجنى عليه
أودعت محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار عوض خليفة، أمس، حيثيات الحكم بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات مع الشغل والنفاذ الصادر ضد كل من عوض إسماعيل وصلاح محمود أمينى الشرطة المتهمين بقتل الشباب خالد سعيد، بعد ثبوت استعمالهما القسوة والتعذيب الذى أفضى إلى الموت.
وأوضحت حيثيات الحكم أنه فى يوم 6 يونيو 2010، أثناء سير كل من أمينى الشرطة محمود صلاح وعوض إسماعيل التابعين لقوة قسم سيدى جابر بشارع بوبست بمنطقة كليوباترا شرق الإسكندرية، شاهدا المجنى عليه الشاب خالد سعيد، برفقة الشاهد الأول محمد رضوان، وبيده لفافة سوليفانية لم يتبين أى من المتهمين ما بداخلها. وأضافت: استوقف المتهمان المجنى عليه وحاولا انتزاع اللفافة من يده إلا أنه قاوم ورفض، وسارع باللجوء إلى أحد مقاهى الإنترنت بمنطقة كليوباترا، وتبعه المتهمان وحاولا انتزاع اللفافة بالقوة ودفعاه وضرباه إلا أنه قاوم، فتم جره إلى بهو أحد المنازل المجاورة لمقهى الإنترنت وضربه على رأسه بقطعة من الرخام الموجودة به، وتعديا عليه بالضرب.
وأوضحت الحيثيات خنق المتهم الأول المجنى عليه خالد سعيد وإدخال أصابعه بفمه لمحاولة إخراج اللفافة من فمه، فلم يتمكن من إخراجها، فركله المتهم الثانى فى بطنه وجسده، مما أسفر عن إحداث الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعى المرفق فى التحقيقات، وهى عبارة عن 5 سحجات خدشية.
وأشارت إلى أن المتهمين قبضا على المجنى عليه بدون وجه حق، وجاء ذلك تطبيقا للمادة 282 من قانون العقوبات، حيث أصبح الفعل جناية، وادعى المتهمان صدور أمر من الحكومة بالقبض على المجنى عليه، وتم تشديد العقوبة بسبب حصول القبض بالتهديد بالقتل أو التعذيب لشخص خالد سعيد، ولا يشترط فى الإيذاء البدنى درجة معينة من الجسامة.
وانتهت المحكمة إلى بطلان القبض والتفتيش الحاصل من المتهمين على المجنى عليه، وتعديهما بالضرب واستعمال القوة والتعذيب البدنى الذى أفضى إلى الموت على النحو المثبت بتقريرى الطب الشرعى المبدئى والثانى، واطمأنت إلى أدلة الثبوت فى الدعوى.
وأضافت الحيثيات: ثبت بتقرير الطب الشرعى المحرر بمعرفة الشاهد الرابع عشر الطبيب الشرعى الدكتور محمد عبدالعزيز أن الإصابات المشاهدة بجثة المجنى عليه حيوية حديثة، وهى: 5 كدمات رضية بالخد الأيمن مقابل العظم الوجنى وأخرى بأعلى يمين الجبهة وأسفل منبت الشعر وأخرى بالخد الأيسر وأخريان بباطن ووسط الشفة العليا وكذا 5 سحجات رضية احتكاكية بخلفية المرفق الأيمن وأخرى بخلفية المرفق الأيسر وبمقدمة الركبة اليمنى و5 سحجات خدشية ظفرية تقع بأسفل يمين الوجه وأنه لا يمنع من جواز حدوثها نتيجة الضرب.
وجاءت الحيثيات بأن قيام المتهمين بالقبض على المجنى عليه الشاب خالد سعيد، بداعى تنفيذهما أحكاماً غيابية، باطل ولا يقدح فى ذلك دفاعهما بصدور أمر ضبط وإحضار من النيابة، وكان القبض على المجنى عليه بحجة ذلك قد وقع باطلاً ويكون هو القبض المؤثم قانوناً بموجب المادة 280 عقوبات.