التفوق الدراسي وتبادل الخبرات وشغف التعرف على ما يدور بين أوساط الشباب، أهداف يضعها على أولوياته، محاولا التوفيق بينهم في آن واحد، بعد أن تغيرت نظرته التقليدية نحو مستقبله بالعمل بالشهادة العلمية التي سيتحصل عليها، ما دفعه لإجراء حساباته الخاصة، كي يقف على أجندته اليومية للعشرة أيام القادمة، ليجد صراع بين السفر إلى منتدى شباب العالم وتأدية الامتحانات، بعد أن احتلا نفس الأيام من أجندته، فسعى بين أساتذة الجامعة كي يؤجل امتحاناته، حتى لا ينتابه شعور الأسف كما حدث العام الماضي، حين تم قبوله للمشاركة في المنتدى وقرر أن يترك السفينة تسير إلى المرسى التقليدي، دون محاولة الجمع بين الاثنين معا، كما فعل هذا العام.
"عمر" محب لتطوير نفسه وسافر من أسيوط للقاهرة بشكل يومي للمشاركة في تنظيم أمم أفريقيا
فرحة شديدة غمرت عمر عماد المليجي، الطالب بالفرقة الثانية بكلية التربية جامعة الأزهر في أسيوط، حين استلم بريد إلكتروني بقبوله لحضور منتدى شباب العالم، لكن اليأس تسرب إليه حين تصادفت أيام الامتحانات العملية مع بعض أيام المنتدى، ليقرر أن يبذل كل جهده في اقناع أساتذة تلك المواد بإمكانية تأجيل الامتحانات "السنة اللي فاتت اتقبلت في المنتدى وكان نفسي أحضر الورش والفعاليات لكن يئست بسرعة من غير ما أشوف حل، لكن السنة دي نظرتي اتغيرت وحصلت حاجات كتير زي مشاركتي في تنظيم أمم أفريقيا وكل يوم أسافر من أسيوط للقاهرة غيرت نظرتي إني ممكن أطور نفسي علشان أشتغل شغل غير تقليدي بتاع المعامل والمدارس وإني ممكن أكون رائد أعمال".
عمر: نفسي أحضر ورش منتدى شباب العالم علشان تفيدني والجامعة وافقة على طلبي
تعاون من أعضاء هيئة التدريس بقسم البيولوجي، الملتحق به عمر، فكثير منهم وافق على تأجيله الامتحانات لحين العودة، لكن البعض رفض أن يتم ذلك بدون مستند رسمي مسبقا، والذي لن يستطيع "عمر" الحصول عليه سوى بعد العودة، فكان تدخل إدارة الجامعة والكلية بالموافقة على تأجيل امتحاناته العملية لحين عودته، وذلك بحسب عمر في حديثه لـ"الوطن"، مضيفا أنه يجمعة دائما علاقة طيبة بكثير من أساتذته وزملائه، حيث دائما ما يشارك في تنظيم فعاليات داخل الجامعة والكلية "السنة اللي فاتت كنت تايه ومهتم بس بالشهادة، لكن دلوقتي اتغيرت وحضوري للمنتدى وورش التعليم هتزود خبرتي في مجالي وتفتح لي سكك جديدة وعندي شغف اتعرف على الحاجات المتعلقة بالتكنولوجيا.. سجلت في 7 ورش علشان أحضرهم".
بحقيبة ممتلئة بالكتب الدراسية، سافر عمر المليجي من أسيوط إلى شرم الشيخ أمس، مخططا المذاكرة في أوقات فراغه حين لا توجد فعاليات في المنتدى، وبدعم من وأساتذته ووالدته، التي في وقت ما اقترحت عليه أن تتأجل امتحاناته للعام القادم "قالت لي روح المنتدى حتى لو الامتحانات ماتأجلتش لبعد ما ترجع.. كانت زعلانة لما ماقدرتش أروح السنة اللي فاتت وخافت السنة الجاية ماتقبلش أو تحصل حاجة ووصتني أخلي بالي من مستقبلي والحاجات اللي عايز اتعلمها والمذاكرة".
تعليقات الفيسبوك