أنا وابني والكتاب
أُعاني معاناة شبه يومية، فما أن أعود للبيت بعد يوم طويل من الجهد والتعب والشقاء، حتى أجد البيت ينتظرني بكل ما فيه من أعباء، عندها أتذكرإعلان "سندريلا" طبخ مسح كنس إلا... إلا إيه ؟ إلا ... المذاكرة، وبالطبع في قصة "سندريلا" ظهرت الساحرة لتحل لها مشكلتها وتنقلها للحفل، وفي إعلان سندريلا ظهرت الساحرة أيضًا لتنظف لها البيت و" تخليه فُلة "، لكن في واقعي المرير لم تظهر لي الساحرة!!، بل صفّ طويل من الكتب وإبني يجلس وسطهم وهو ينظر إليّ وفي عينية نظرة تمرّد " يا شرّ اشترّ "، وكأنني صاحبة المشكلة، وكأنني المُلزمة بكل هذا، وكأنني سأرسُب إن لم أذاكر رغم أني والله انتهيت من دراستي المأساوية من سنوات طويلة.
وبسياسة الأمر الواقع أبدأ في "المحايلة والمداعبة والملاعبة والترغيب والترهيب" ثم تبدأ بعدها طبقات صوتي في الارتفاع حتى تبلغ عنان السماء ويُخيل إليّ وقتها أن حنجرتي ستنشق وأعيش بعدها بقيّة حياتي بدون حنجرة ، ووسط كل هذا العناء أجد "المحروس" ابني في قمة البرود، فهو إما يحملق في السقف أو يقضم أظافره أو يتثائب بتملل رهيب أو يبحث عن شكوى جديدة يهرب بها من الواجب اليومي كـ " عايز أدخل الحمّام" أو "أنا جعان"أو "بطني بتوجعني"، وأمام هذه الحيل المتكررة والحالة المأساوية والصداع اليومي والاستفزاز المتكرر أجدني قد خرجت عن شعوري تمامًا ورفعت يدي لأعلى بكل حزم ثم .....ثم نزلت بها بكل قوة على يد أبني لأقبلها بدموع اليأس وأنا أهتف من أعماق قلبي " يا بني ارحمني .. هو انت إيه ... معندكش ولايه " .