من أجمل المشاعر واللحظات التى نحياها وتسعدنا جميعاً صغاراً وكباراً الأعياد واحتفالاتها، والاستعدادات الخاصة بها، تطربنا أغانيها بجميع اللغات واللهجات، ونرددها، وتذاع فى لياليها كل عام، وكأنها تخرج للنور لأول مرة، وننتظرها بشوق حقيقى، وكأننا نستدعى معها الأيام والذكريات والأحبة، وتسعدنا ملابسها الجديدة وعطورها وهداياها، ونختارها بعناية فائقة، ونحرص على اقتنائها، ونستمتع بإعداد الحلوى الخاصة بها، وتزيين المنازل والطرقات والمبانى والأشجار بالأضواء الملونة التى تملأها، ومع هذا الكم المبهج من السعادة، تفتح خزائن الاقتصاد العالمى فى الأعياد أبوابها، وتؤكد الإحصائيات أن العالم كله ينفق بسخاء، وتخرج الأموال بكل أريحية، ومعها الإبداعات والفنون والابتكارات بجميع أنواعها، وتنطلق القطارات والطائرات فى اتجاهات متقاطعة ومتوازية فى سباق محموم لجمع الأحبة.
وتلملم الأيام ما تبقى منها فى اللحظات الأخيرة، وكأنها تتعجل الرحيل، وإن أحسسنا جميعاً عكس ذلك فقد مرت بطيئة ثقيلة أغلب الوقت، ولكن لا يمكن الادعاء بعدم تضمنها بعض الأفراح والضحكات والنجاحات والآمال والرقصات والألحان والأغانى التى تحكى قصصنا، ونشعر كما لو كانت كُتبت من أجلنا وحدنا، لتربت على قلوبنا وتلمس وتضمد الجراح. وتجمع وسط أوراقها الكثير من ليالينا التى انتظرنا فيها عودة مَن لا يجىء، وحاولنا القضاء على ذلك الحنين دون فائدة.
ولأننى من محبى تلك الأيام وطقوسها، فإننى أخلق عالماً خاصاً بى وحدى، أعد فيه تقريراً عن أجمل وأسوأ وأندر وأغلى اللحظات التى عشتها، وأصعب وأدق القرارات التى اتخذتها اختيارياً أو كرهاً، وأحاول أن أتقدم بطلب استجواب رسمى لتلك التى تستعد للهروب بصحبة أحلام لم تتحقق، ولقاءات تأجلت، وكلمات تلعثم أصحابها فأجّلوها للفرصة القادمة، فأجد أن أمامى ٢٠٢٠ سؤالاً ومثلها تماماً قصص حب، ومن بينهما صور لا تنسى وكلمات حُفرت داخل النفس والقلب، وآلام ما زالت حية، وأُخرى انتهت وتركت وراءها ندوباً شوَّهت الملمس والمشهد، وفشل أطباء التجميل فى القضاء عليها أو إخفائها، وكأنما تحاول فرض نفسها علينا بأى وسيلة.
ولأننى لا أخفى داخلى شيئاً، واعتدت الثرثرة على أوراقى، فقد وجدت وتأكدت أننى منحتكم تصريحاً مؤكداًَ موثقاً ممهوراً بإمضائى، لتعرفوا أن لدىّ «تقويم العشق والهوى»، وأننى أحيا بمبدأ «أسعد تسعد»، ولا أحبذ فكرة «قرض عاطفى»، كما أعيش دائماً فى «جزيرة الأشواق»، وأحاول أن أتخلص من «بصمات مهنية»، وأخفى «قلبى ومفتاحه» عن العيون، وأبحث دائماً عن «دفء القلوب»، وأخشى «تسرب الأحباب»، فألجأ إلى «جهاز قياس الحب» و«دفتر أحوال الحب» و«شاحن القلوب»، وأبتعد تماماً عن «نفوس آيلة للسقوط» و«صور غير شرعية» تجنباً لـ«نغزات الندم» أو «علاقات موجعة» أو «الانسحاب»، لأننى أتمنى دائماً أن أعيش وفق «خريطة القلوب» التى تحكى «حكاية العمر كله»، وتهمس لنا «لما الطب يقول بالأحضان نحيا» و«بلاش تبوسنى فى عينيّا» و«مد إيدك يا حبيبى وخد سلامى» و«خدوا عينى شوفوا بيها»، لأن الحقيقة أننى فى «حالة انبهار» من «هلة وطلة» لقيت فيهم «نديم شكواه»، فكان الحل المثالى لرحلة الكلمات والاعترافات والنصائح أن أعيش مع أشخاص هم «فرز أول» بلا منازع، ليحفظوا كل شىء داخل «خزانة الأسرار» تنفيذاً لـ«اتفاقية أمان»، تؤكد أن هناك «سحر اللمسات» الذى يوصف ويقسم أنك «وحيى وإلهامى» بعيداً عن «المناصب والمقاعد والملامح»، فلتستقبل معى عاماً جديداً يمكن أن أكتب فيه ٢٠٢٠ قصة حب.