رداً على مقال سابق، جاءنى من أحدهم الآتى: «الدكتور أبوالغار شخصية لها ثقلها ولديه أفكار ورؤى.. لكن الدولة لا تقبل المعارضة».
انتهت الرسالة.. ويبقى كلام.
معنى الرسالة أن الهجوم على أبوالغار والذين مثل الدكتور أبوالغار له أسباب أخرى.. ليس منها أنهم أهل للكلام والملام. إن جيت للحق.. لا هؤلاء معارضون.. ولا هو صحيح أن الدولة لا تقبل المعارضين. الصحيح أن الدول لا تُبنى إلا بالمعارضين، لكن لم يذكر صاحب الرسالة ما يفهمه عن المعارضة.. ولا عن حقيقتها.. ولا قال ما الذى دعاه لحسبان الدكتور أبوالغار على المعارضة؟
فى الديمقراطيات للمعارضين شكل.. ومضمون. المعارضة ليست «كلام والسلام».. ليست حديث هوى.. ولا هى نظريات فى الهواء تقال فى مجالس المساء.. ثم يطلع عليه النهار يسيح.
لا المعارضة تجاهل إيجابيات.. ولا هى غض الطرف عن طفرات حلول فى مشاكل موروثة من زمن فات عملت عليها الدولة بأيديها وأسنانها.. والعينة بينة.
معلوم.. لكن بعد 2011 انفجرت ماسورة «رموز يناير» الذين نظَّروا بالهرى فى الفاضى والمليان، فطرحوا أفكاراً لا قبلها ولا بعدها، بعدما تحججوا بنظام سابق أغلق الطريق فى وجوههم ككوادر فكرية.. ورؤساء أحزاب.. ورموز ساسة وسياسة.
طيب.. ما الذى فعله هؤلاء بعد 2011؟ الإجابة: أتوا بالإخوان عام 2013.
بعد 2011 أسس أبوالغار حزباً.. كما أسس رموز يناير كيانات ظلت تحت التأسيس.. حتى الآن!
بعضهم وصل إلى مواقع مسئولية.. وبعضهم تولى مناصب صنع قرار. ماذا حدث؟ الذى حدث أنه تبين أنه لا كان لهؤلاء أفكار.. ولا كان لهم قرار.. ولا حتى قدرة على القرار!
تبين أن أفكارهم كانت مجرد كلام.. وأن نظرياتهم نزلت على أرض الواقع هباءً منثوراً.
أثبت الواقع أنهم «معارضة على ما تفرج».. أدمنوا أحاديث براقة فى جلسات الأصحاب، وتداولوا كلاماً ملفوفاً بسوليفان فى الأمسيات الأسبوعية.
اذكر عندك فى الكتاب لما تولى من رموز يناير الوزارات على أكتاف المتظاهرين.. كانوا هم أول من خرج من أبواب الوزارات الخلفية.. خوفاً من الجماهير!
أبوالغار نفسه أسس حزباً، ولى فيه أقارب فى مناصب سياسية، وزرع أولاد العمومة.. وبنات الأخ وبنات الأخت بؤراً جماهيرية.. ترتيباً لانتصارات سياسية.. وتحضيراً لانتخابات برلمانية.. ثم ماذا؟
ثم لا عرف أبوالغار الجماهير.. ولا علمت عنه شيئاً الجماهير!
ليس أبوالغار وحده، لكن سقط مثله.. وأتخن منه. سقط أبوالغار سياسياً.. وحزبياً.. بينما ظل على صفحات الجرائد منظراً. سقط مع من سقطوا.. لكنه ظل كاتباً مكرساً للإحباط.. ومشيعاً للتشكيك.. وصاحب حلول.
يا نهار أبيض.. أبوالغار صاحب حلول؟
لا تصدق.. لا هو مفكر.. ولا هو سياسى.. ولا لدى هؤلاء حلول. بعضهم طلع قبانى.. وسمسار مراكب.. وفى المثل الدارج: كان نفع نفسه!