بعض الأحداث لا يمكنك أن تمر بها دون أن تترك بداخلك آثاراً أقوى من أن تنمحى.. الكثير من الفخر الممتزج بالفرحة.. والأكثر من الامتنان الذى تشعر بأنه مستحق لأصحابه دون شك..!
مرة أخرى.. وبحضور أكثر من سبعة آلاف مشارك من كل دول العالم.. يثبت الشباب المصرى المخلص من أبناء البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة أحقيتهم بالحلم الذى يمارسونه منذ عدة سنوات بإخلاص لا ينتهى.. ويقين لا يتزحزح..!.
يُثبت هؤلاء الشباب أنهم جديرون بالثقة التى يمنحها لهم النظام السياسى منذ فترة ليست بالقصيرة.. والتى تزداد يوماً بعد يوم.. فى سياق لا ينفصل عن التأهيل والتدريب المستمر، الذى لا ينقطع أبداً.
مرة أخرى.. ينجح شباب البرنامج الرئاسى من أعضاء اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم فى دورته الثالثة أن يخرج بالحدث فى صورة أكثر إبهاراً من العام المنصرم.. وفى تطور ملحوظ باستخدام التقنيات الحديثة فى التنظيم واللوجيستيات المتاحة.. وفى تناغم أكثر وضوحاً بين الفرق المسئولة عن كل تفاصيل الحدث العالمى.. الذى تمكن من أن يحجز مكانه بين أهم الأحداث العالمية بمجال الإبداع والتنمية..!
الأمر لا يحمل أى مبالغة.. فبالنظر إلى أعداد الشباب الذين شاركوا هذا العام.. وإلى الأعداد المعلنة عن الذين سجّلوا بياناتهم على الموقع الإلكترونى للمنتدى طلباً للحضور، والتى تجاوزت أكثر من ثلاثمائة ألف شاب.. نجد أن المنتدى تحول إلى أحد أهم الأحداث العالمية المتخصّصة فى هذا الشأن.. ونتيقن أن الحدث قد تحول من اجتهاد يستحق الشكر.. إلى ضرورة، بل ومسئولية واجبة على صانعيه.. مسئولية باتت أصعب من أن يتم التخلى عنها أمام الإنسانية كلها..!
الأمر هذا العام كان أشبه باحتفالية كبيرة تتجمّل بها مدينة السلام.. فمنذ اللحظة الأولى التى تطأ فيها قدماك مطار شرم الشيخ، ستجد كل ما حولك يحتفى بك..
شعار المؤتمر فى كل مكان.. بدءاً من أرض المطار الذى شهد تنظيماً دقيقاً يستحق الشكر.. كمٌّ هائل من الطاقة الإيجابية تجدها بين شباب البرنامج الرئاسى المشارك فى لجنة تنظيم منتدى هذا العام.. كمٌّ لو تم توزيعه على الشعب المصرى لكان وجه الوطن قد اختلف كله منذ زمن بعيد..
أكثر من ألف شاب وشابة يتحرّكون بوجوه بشوشة متفائلة بدقة ومهارة من حولك.. يحملون من الأمل بداخلهم ما يكفى أن يصيبك بتلك العدوى الجميلة.. ويؤمنون بأن المستقبل لهم.. فيعملون جاهدين على صناعته بأيديهم.. دون النظر إلى تلك الأصوات التى تعوى لإيقاف القافلة!
المشكلة أن الكثيرين ممن هاجموا الحدث فى مهده الأول منذ ثلاثة أعوام.. وحاولوا تشويهه وإلصاق تهم إهدار المال والوقت والجهد به.. كلهم قد أصابهم الإحباط الممزوج بالحسرة مع نجاحه المتنامى كل عام.. بل وأعرف منهم من حاول المشاركة به هذا العام بشكل ما.. وكأنهم يتنصّلون من كل هجومهم السابق.. ويتنكرون لماضٍ قاتم.. يحاولون التخلص منه بأى شكل..!
لقد نجحت اللجنة المنظمة فى أن تصل برسالتها إلى كل مشارك فى فعاليات المنتدى.. بل إلى كل متابع له على كل وسائل المتابعة والتغطية الإعلامية.. لقد نجحوا فى أن يبعثوا رسالة السلام والإبداع والتنمية إلى عقل كل مسئول على ظهر هذا الكوكب.. وإلى كل مهتم بحال الشباب من كل الأجناس..
الشكر موصول لكل من اجتهد فى تلك الفكرة التى بدأت كالحلم.. واستمرت وتطورت حتى صارت واقعاً نتلمس فيه الإنسانية ذاتها.. والشكر والامتنان لصاحب الفكرة.. التى تحولت إلى حقيقة من النوع الفاخر.. حقيقة مبهجة شابة..!