رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

فتاة فرشوط تقلب موازين القضية وترفض تنازل والدها: اغتصبوني وشوفت اللي محدش شافه

كتب: آية المليجى -

09:34 م | الأربعاء 18 ديسمبر 2019

اغتصاب فتاة - صورة أرشيفية

ليست قضية عابرة، تتناقل أخبارها وسائل الإعلام كآلاف القضايا التي تنشر يوميا من أروقة المحاكم وغرف التحقيقات، لكن الملابسات التي أحاطت بها خلقت لها خصوصية وتفرّد، خاصة بعدما قلبت "فرحة" موازين ومجريات القضية المنظورة أمام محكمة جنايات نجع حمادي، ورفضت طلب التنازل الذي تقدم به والدها، ما دفع القاضي لرفض التوكيلات وتأكيده أن المجني عليها في تلك القضية "هي وكيلة عن نفسها".

تساؤلات عديدة فجرتها الجلسة الأخيرة للقضية الأحد الماضي، فما الذي يدفع والد فرحة للتنازل عن اتهام (علي وشقيقة محمد) باغتصاب ابنته؟، وما الذي يدفع فرحة للتمسك بما وصفته انه حقها الذي لن تتنازل عنه، وبكلمات واضحة قالت في قاعة المحكمة: " اغتصبوني وشوفت اللي محدش شافه ومش هتنازل عن حقي". أيضا لماذا تركت فرحة وأسرتها فرشوط وذهبوا للعيش في نجع حمادي؟.

كل هذه التساؤلات فجرها موقف "فرحة" الصعيدية ابنة الـ17 عاما، أمام هيئة المحكمة، التي أجلت نظر القضية إلى جلسة 22 يناير المقبل لمناقشة الطب الشرعي. وإن كانت القضية لا تزال منظورة ولم تُحسم حتى الآن، إلا ان كل هذه التساؤلات باتت مشروعة في قضية اغتصاب وقعت في أقصى صعيد مصر.

وتعود أحداث تلك القضية إلى أكتوبر 2018، عندما ضبطت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة فرشوط بمحافظة قنا، "علي.ك.ا"، (21 عامًا)، وشقيقه "محمد"، (19 عامًا)، و"مصطفى.ر.ع"، (22 عامًا)، لاتهامهم بخطف واغتصاب "فرحة.ع.ر"، (17 عامًا - طالبة)، في الزراعات وفي منزل المتهمين الأول والثاني، وإحالة المتهمين للنيابة في القضية رقم 2550 لسنة 2018 إداري مركز شرطة فرشوط.

يكشف إسماعيل سلاوي، محامي "فرحة" بعضا مما ورد في حديثها خلال التحقيقات زاعما أنها وأسرتها تعرضوا لضغوط دفعتهم لترك منزلهم في قرية فرشوط، ودفعت الأب -مغلوبا على أمره- لطلب التنازل عن القضية، ويحكي إن الشقيقان رأيا فرحة في نجع حمادي، وعرضا عليها المساعدة في إيصالها إلى منزلها بفرشوط، فوافقت واستقلت معهما "توك توك"، ثم انحرفا عن الطريق بمساعدة السائق إلى منطقة نائية بين الزراعات واغتصبا الفتاة التي فشلت في مقاومتهما.

يستكمل المحامي رواية المجني عليها فيقول: "ظلت فرحة تقاوم الشقيقين دون فائدة، ولم يكتفيا بذلك فحاولا خنقها للتخلص منها خشية افتضاح أمرهما، وجهزا حفرة لدفنها، وبعدما أصاب الجمود جسدها ظن الشقيقان أنها ماتت وعند دفنها انتفض جسدها، فأدركا انها على قيد الحياة".

لم تنته القصة عند هذا الحد، -والحديث على لسان المحامي- فنقلاها بمساعدة سائق الـ"توك توك" إلى منزل مهجور، وجرداها من ملابسها واغتصباها مرة أخرى وتركاها عارية في المنزل المهجور، وعندما استغاثت ونظرت من نافذة المنزل فوجدت طفلة صغيرة نادت عليها فهرولت وأتت بجدتها، لتتمكن من فتح المنزل وتستر "فرحة"، التي ذهبت بعدها مباشرة إلى قسم الشرطة وحكت إلى ضابط المباحث ما حدث لها، وتبدأ مجريات القضية رقم 2550 لسنة 2018 إداري مركز شرطة فرشوط.

يعود المحامي للحديث عن تحقيقات النيابة فيقول إن سائق الـ"توك توك" اعترف بتفاصيل الواقعة وأرشد عن مكان الواقعة، وعندما انتقل وكيل النيابة للمعاينة عثر بالفعل على الحبال التي وثقوا "فرحة" بها، وعلى الحفرة التي جهزوها لدفنها، وملابس تخص المتهمين والمجني عليها، بينما أنكر الشقيقان تهمة الاغتصاب زاعمين أن كل ما حدث كان برضاها. وأمرت النيابة وقتها بحسب المتهمين الثلاثة على ذمة التحقيقات، ووجهت لهم تهمة الاغتصاب المقترن بالخطف والشروع في القتل. وبحسب ما وصف المحامي ان ضغوطا وشائعات انتشرت حول الفتاة لإرغامها على التنازل ودفعت أسرتها لترك "فرشوط" والإقامة في "نجع حمادي".

أولى جلسات نظر القضية كانت في 15 ديسمبر الجاري، وهي المرة الأولى التي تواجه فيها فرحة المتهمين باغتصابها، وهي أيضا الجلسة التي صرخت فيها في وجه والدها رافضة تنازله، لتظل القضية منظورة أمام القضاء وتبقى التساؤلات تنتظر إجابات في الجلسات المقبلة.