الموبايل.. رحلة أول جهاز يزن 5 كيلو جرام حتى الأندرويد والآيفون
أول مكالمة هاتفية عبر الهاتف النقال كانت في الولايات المتحدة
صورة أول هاتف نقال
على الرغم من بدء استخدام الهاتف في مارس عام 1876 على يد ألكسندر جراهام بيل، إلا أن جهود عمل هاتف نقال بدأت بعد نحو 70 عاما من هذا التاريخ وبالتحديد عام 1947، لكن أول مكالمة هاتفية عبر الهاتف النقال كانت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1973، بينما أجريت أول مكالمة عبر هذا الهاتف في المملكة المتحدة في مثل هذا اليوم 1 يناير عام 1985.
وبالمرور على مراحل تطور الهاتف نجد أنه بدأ بالهاتف الشمعدان، ثم الهاتف الدائري ثم هواتف بأزرار، ثم جهاز الرد الآلي، إلى أن تم التوصل للهاتف النقال، وسمي أيضاً بالهاتف اللاسلكي الذي سهل عملية التحدث داخل المنزل فلم يعد الشخص مضطراً للبقاء في مكان تواجد الهاتف بل يمكنه التجول في أي غرفة يشاء مع إجراء المكالمة بشكل طبيعي للغاية.
وما إن حل عام 1973 إلا واستطاعت شركة موتورولا إنتاج أول هاتف محمول الذي يعود تاريخه إلى عام 1947 عندما بدأت شركة لوسنت تكنولوجيز التجارب في معملها بـ"نيو جرسي" ولكنها لم تكن صاحبة أول خلوي محمول بل كان صاحب هذا الإنجاز هو الأمريكي مارتن كوبر الباحث في شركة موتورولا للاتصالات في شيكاغو حيث أجري أول مكالمة به في 3 أبريل عام 1973.
واليوم مرت 34 عاما على أول مكالمة هاتفية بالجوال في بريطانيا، حيث كلم مايكل هاريسون والده إرنيست رئيس مجلس إدارة شركة "فودافون" لدى إطلاق شبكة الاتصالات الجديدة في أوائل يناير 1985 باستخدام هاتف يزن نحو 5 كيلوجرامات، قائلا: "مرحبا والدي، أنا مايك. أتحدث معك من ساحة البرلمان في أول مكالمة من هاتف جوال. كل عام وأنت بخير".
وكان الهاتف يسمح بإجراء المحادثات لمدة 30 دقيقة بعد شحنه لنحو 10 ساعات، وبلغ سعره نحو 2000 جنيه إسترليني، وبعد ذلك بأيام قليلة، قام الكوميدي "إيرني وايز" بإجراء أول مكالمة علنية بجوال باستخدام الجهاز نفسه، حيث أحضرته الشركة على متن عربة بريد من القرن التاسع عشر، للدلالة على انتقال سلطة الاتصالات من الرسائل الورقية إلى المكالمات الهاتفية بالجوال ذات السرعة الفورية، ومن أي مكان، ووصل حجم مبيعات الهواتف الجوالة في عام 1985 إلى نحو 12 ألف هاتف.
وبدأت الألعاب الإلكترونية دخولها إلى هذا المجال في عام 1994 بلعبة "تيترس" Tetris، وتطورت هذه التقنية في عام 1997 لتبدأ عمليات الشراء من الهواتف الجوالة لأول مرة بشراء زجاجة مشروبات غازية من آلة باستخدام الهاتف، وأطلقت تقنية "واي فاي" اللاسلكية على الهواتف الجوالة في عام 2004، لتبدأ ثورة الهواتف الذكية المتصلة بالإنترنت، ويشعلها هاتف "آيفون" في عام 2008، وتلحقها تقنية "الواقع المعزز" Augmented Reality على الهواتف الجوالة وتقنية عقد الاجتماعات بالصوت والصورة عبر الهواتف الجوالة المتصلة بالإنترنت في عام 2009.
وشهد تطور الهواتف المحمولة تغيرات عديدة في فترة زمنية لا تتعدى العشر سنوات بدأت بابتكار الهواتف المزودة بالكاميرات للتصوير وشيئاً فشيئاً يتم زيادة قدرة الكاميرا وإضافة مميزات لها في كل إصدار جديد، ثم ظهرت الهواتف المزودة بلوحة مفاتيح مصغرة لتسهل عملية الكتابة ثم الهواتف التي تعمل باللمس بدلاً من الأزرار والتي تعتبر نقطة فاصلة في تاريخ تطور الهواتف، وربما كان من أكثر العوامل التي ساعدت على تطور الهواتف بتلك السرعة هو تعدد الشركات المختصة بتصنيعها وتوريدها للموزعين مما خلق عملية تنافس فيما بينهم للوصل لأعلى نسبة من المبيعات.
وظهر نظام الأندرويد الذي يوفر خاصية تنزيل الكثير من التطبيقات على الهاتف واستخدامها بكل سهولة كما يتيح للمستخدم تحديث نظام تشغيل الهاتف كل فترة ليستمتع بمميزات جديدة تضاف إلى النسخ الحديثة منه، وأخيرا ظهر الآيفون وهو إصدار الهواتف الذي تختص به شركة آبل وحدها دون غيرها- بعكس نظام الأندرويد الذي توفره أكثر من شركة في الهواتف التي تنتجها- مما جعل هواتف الآيفون الأعلى سعراً حول العالم على الإطلاق.