سحر وانتحار وطلاق شفوي.. أشهر فتاوى الفضائيات في 2019
الشيخ خالد الجندي
يطلق المشايخ والعلماء من وقت لآخر العديد من الفتاوى أو التصريحات، التي يحتاجها الناس أو يختلفون حولها، كل حسب تقبله لمثل هذه الأمور، لكن في النهاية لا يمكن الاستغناء عن وجود علماء وأئمة يفتون الناس.
ثلاثة أئمة من علماء الأزهر الشريف، اعتاد الناس رؤيتهم في الفضائيات خلال 2019 ومن قبلها، يفتون الناس في أمور دينهم ويبصرونهم بالأحكام الشرعية ويجيبون على تساؤلاتهم، ويتفاعلون مع الأحداث الجارية وقضايا الساعة رابطين إياها بتعاليم الدين الإسلامي.
في التقرير التالي ترصد "الوطن" فتاوى وآراء كل من الشيخ خالد الجندي أحد علماء الأزهر الشريف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومقدم برنامج "لعلهم يفقهون" على فضائية "DMC"، والدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قدم العام الماضي برنامج "وإن أفتوك"، ومستمر هذا العام في الظهور ضيفا دائما على برنامج "الحكاية" على فضائية "إم بي سي مصر"، والشيخ محمد أبو بكر أحد علماء الأزهر الشريف والضيف الدائم على برنامج "وبكرة أحلى" المذاع على قناة "النهار".
خالد الجندي
السحر شماعة الفاشلين للهروب من الأزمات
استنكر الشيخ خالد الجندي، كثرة الحديث عن الجن ووجود السحر وتأثيره على المواطنين في المجتمعات العربية، موضحًا أن السحر شماعة للفاشلين من أجل الهروب من مشكلاتهم وسلبياتهم.
وأضاف: "عمرك سمعت عن واحدة في فرنسا عليها جن، ولا واحدة في أمريكا عاملين لها زار، ولا بلد في بلجيكا بيحرقها الجن، والناس بتجري فى الشوارع، كفاية بقى تغييب للعقول".
وتابع: "واحد قاعد على القهوة 24 ساعة عمال يشيش ويحشش ويرجع البيت لمراته في آخر الليل يقولها أصل أنا مربوط، ولو فيه واحد عاوز يسيب خطيبته وهو مُحرج منها وعاوز يجبها بطريقة لطيفة يقولها أصل أنا بتجيلي حاجات وتخيلات، أصل فيه ناس رشين لي رشة، ومعمولي عمل، متسائلا: "إلى متى نظل نبيع عقولنا لهؤلاء الجهلاء من المشعوذين".
"الصحابة" مش سوبر مان وممكن نبقى أفضل منهم
قال الجندي إن هناك العديد من البرامج التي تسرد قصص عظيمة للسلف الصالح، مازحًا:" السلف الصالح جميل وتقي وطاهر، لكن لماذا لا نصبح سلف صالح مثلهم، العبرة مش بالإشادة بالسلف الصالح بس، يعني نقول عليهم جميل وتقي وطاهر ونجيب أغنية ونقعد نغني بقى".
وتساءل الجندي، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون": "ماذا يمنعنا أن نكون مثل الصحابة؟"، حيث ذكر أن الصحابة ليسوا "سوبر مان"، وإنما بشر عاديون يأكلون ويشربون ويتألمون مثلنا، ومن الممكن أن نكون مثلهم وأفضل، موضحًا أن البعض يتعامل مع حياة الصحابة على أنها مثل ودليل بعد القرآن الكريم مباشرة.
وأشار إلى أن الصحابة كانوا مثاليين في عصرهم، والصحابي في العصر الحالي، هو الموظف الذي لا يرتشي، والسائق الذي يلتزم بقواعد المرور والذي لا يدخن أثناء القيادة، والجندي الذي يقوم بعمله، والمعلم الذي يتحمل الطلاب ويشرح الدروس بأمانه لطلابه، والأب الذي يقوم بدوره تجاه أبناءه، والأم التي لا تقضي أوقاتها على الفيس بوك وتترك أبناءها تلهو بهم الطرقات.
وتابع: "كفاية استغراق في الماضي، إحنا روحنا للسلف نجيب العلم ومرجعناش، والبعض رجع بجلبية قصيرة وماسك عصا في أيده، عندنا نقص لدرجة لما حد يلبس لبس نضيف نشك في علمه".
الصالحون من البشر أفضل من الملائكة
قال الجندي إن الصالحين من البشر أفضل من الملائكة، مشيرًا إلى أن المعروف عن جمهور أهل السنة، أن الصالحين من بني أدم، أفضل من سائر الأجناس، والذين ذهبوا إلى تفضيل الملائكة، هم الفلاسفة ثم المعتزلة، وقليل من أهل السنة.
وأضاف أن الملائكة، يطيعون الله بالإجبار، أما الإنسان يطيع الله باختياره، متابعًا: "طاعة الملائكة بأصل الخلقة، أما طاعة البشر، تكون مع المجاهدة للنفس، وكانت عباداتهم أشق"، مؤكدًا أن عبادة البشر، أصعب من عبادة الملائكة.
وأشار إلى أن البشر لديهم اجتهاد، أما الملائكة، فلا يوجد لديهم اجتهاد، ويفعلون فقط ما يؤمرون به.
الإجهاض.. القانون المصري أخذ برأي المالكية
قال الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، إن الحمل لدى المرأة يجب أن يحترم ويحافظ عليه، وعند المالكية يعتبر أن الجنين في أول ساعة من الحمل رجل محترم، ولم يجيزوا الإجهاض، والقانون المصري أخذ برأي المالكية بمنع الإجهاض تمامًا، موضحًا أن هناك مذاهب قالت إنه يجوز الإجهاض بعد 40 يومًا أو 45 يومًا أو 120 يومًا، والقانون المصري اعتمد المذهب المالكي ومنع الإجهاض كليًا.
وأضاف الجندي خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "رأي عام"، مع الإعلامي عمرو عبدالحميد، المذاع عبر فضائية "ten"، أنه يمكن الإجهاض في حالة واحدة فقط، وهي بعد رأي الطبيب والذي يؤكد أن الحمل فيه خطر على حياة المرأة، وكلام الفقهاء في الإجهاض يجب أن يتوافق مع القانون وإقرار الطبيب.
وتابع: "أنا شخصيًا أرفض الإجهاض بعد 40 يومًا حتى لو رأى الطبيب ذلك، ولا أرى أن تشوه الجنين يسمح لنا بإجهاضه، ومنع حقه في الحياة"، مشيرًا إلى أن الفحص الصحي الحقيقي قبل الزواج يضمن عدم وجود جنين مشوه، والقدرة المالية ليست سببًا للإجهاض.
وأوضح أن 75% من شهادات فحص ما قبل الزواج كلها "مزورة وتايواني"، والإسلام نصح بعدم زواج الأقارب خوفًا من اختلاط الجينات والتأثير على الجنين.
الطلاق الشفوي تلاعب بالدين
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن كل زوجة توافق أن يطلقها زوجها دون وثيقة طلاق لا تلوم إلا نفسها، والطلاق الشفهي يُعد تلاعبًا بالدين.
وأضاف "الجندي"، أن الطلاق يتم عند مأذون كما أمر الإسلام ، لأننا لا نعترف بالطلاق الشفهي، مستطردًا: " ده مش كلامي أنا، الشيخ سعد الهلالي أكد كلامي ده، والشيخ محمد أبو زهرة قاله، والشيخ جاد الحق والشيخ أحمد عمر هاشم قالوه".
سعد الدين الهلالي
من الممكن الوضوء بمنديل
أكد الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، تحريم الإسراف في الماء حتى في الوضوء.
وقال الهلالي إنه يمكن أن يتوضأ المسلم بزجاجة مياه صغيرة، واستخدام منديل نظيف وغمسه في هذه الزجاجة ثم استخدامه في الوضوء.
وأوضح الهلالي أن هناك ثلاث آراء فقهية في الغسل منها، قول أبويوسف والأوزعي بأنه يمكن الغسل بتمرير قطعة ثلج على الجسم، مشيرا إلى أن الشافعي اشترط حدوث بلل في الغسل وجمهور الفقاء اشترط إسالة الماء.
وشدد الهلالي على أن هذه أحكام فقهية للغسل وليست للنظافة والتعود الشخصي على الاستحمام، مؤكدا أنه يمكن لكبار السن وذوي الظروف الخاصة أن يغتسلوا بفوطة مبللة دون الحاجة لإسالة المياه على أجسادهم.
حكم الانتحار في الشرع
علق الهلالي على انتشار حالات الانتحار خلال الفترة الأخيرة، رافضا أن يكون التدين هو المعيار الحقيقي لمنع الانتحار، مشيرًا إلى أن مسألة الانتحار ابتلاء إنساني يصاب به المؤمن وغير المؤمن والمتدين وغير المتدين، مشددًا على ضرورة أن يكون الخطاب الديني من نسيج المجتمع.
وشرح الهلالي الحديث النبوي الذي يدور حول رفض النبي الصلاة على المنتحر، قائلا إن النبي فعل ذلك تأدبًا من أجل أن يمنع الأمة من فكرة الإقدام على الانتحار، مشددًا على أن النبي لم يتهم المنتحر في دينه.
وأشار الهلالي إلى أن الانتحار له أسباب منها الخيانة وخيانة النفس كمن يدخل مغامرات وهو ليس أهلًا لها ويلقي بنفسه إلى التهلكة.
ولفت الهلالي إلى أن هناك رأيا يقول إن آخر عهدنا بالمنتحر الإيمان ولا نعرف وضعه لحظة الانتحار، وأن هذا الرأي يوجب الصلاة عليه وتغسيله وأنه ليس كافرًا، وهذا رأي جمهور العلماء من الأربعة مذاهب والمذهب الظاهري، مشيرًا إلى أن المنتحر سيحاسب أمام الله كما يحاسب غيره.
يمكن الحج بقميص وبنطلون
أكد الهلالي، أن ملابس الإحرام في الحج من واجبات الحج وليس من أركانه، مضيفا أن الإحرام يبدأ بالنية وليس بارتداء الملابس، مشددا على أن عدم ارتداء ملابس الإحرام يعتبر مخالفة ولها هدي مذبوح.
ولفت الهلالي إلى أن الحاج يمكنه آداء الحج بملابس الحل، وهي الملابس العادية مثل البنطال والجلباب وغيرها من الملابس.
وشدد الهلالي على أنه لا يوجد أي فقه أفتى أن ملابس الإحرام ركن ولكن الإجماع أنها واجب من واجبات الحج، مشيرا إلى أن الشخص يمكنه الحج مرتديًا قميص وبنطلون ولكنه يكون قد خالف واجب من واجبات الحج وعليه أن يذبح هدي لذلك.
وأوضح الهلالي أن الحج في هذه الحالة صحيح لكن مع ذبح الهدي، مؤكدا أن هذا هو إجماع العلماء بأن ركن الحج هو الإحرام بالنية ولكن ملابس الإحرام هي واجب من واجبات الحج ومخالفتها توجب الهدي.
محمد أبو بكر
عدم رضا الزوجة عن زوجها: الملائكة تلعنه
أجاب الشيخ محمد أبو بكر، أحد علماء الأزهر الشريف، عن سؤال مُتصلة تشكو من تعامل زوجها معها بشكل سيئ، ويوجه لها السباب والدعاء عليها، رغم طاعتها له في كل الأوامر، وذلك خلال حواره في برنامج "بكرة أحلى"، مع الإعلامية لمياء فهمي، على فضائية "النهار".
وقال "أبو بكر" إن الزوج مُحاسب على اللفظ الذي يقوله لزوجته، كما أن أي زوج لن يدخل الجنة إلا إذا رضيت عنه الزوجة في خُلقه، وإذا باتت المرأة غاضبة عن زوجها فالملائكة باتت تلعنه، ويجب على كل الرجال أن يعلموا أن زوجاتهن هي باب دخولهم الجنة.
ووجَّه العالم الأزهري حديثه للأزواج: "الزوجة اللي أخذتها من بيت والدها ليست خادمة أو جارية عندك، إن أكرمتها صرت من الكرماء، وإن أهنتها صرت من أهل الخبث والدناءة"