كسب الديمقراطيون، بقيادة النائبة نانسى بيلوسى، جولة ساخنة ضد الجمهوريين والرئيس ترامب، حيث قرر الكونجرس الأمريكى بأغلبية الثلثين محاكمة الرئيس ترامب على خلفية استغلال النفوذ وانتهاك الدستور وتعطيل تحقيق الكونجرس حول ممارسات «ترامب»..
والغريب فى التصويت امتناع 30 عضواً من الجمهوريين عن التصويت وتأييد اثنين من الديمقراطيين لـ«ترامب»!! وهو ما ينبئ بأن المحاكمة فى مرحلتها القادمة أمام مجلس الشيوخ ذات الأغلبية الجمهورية سيشهد مفاجآت بالجملة، واهتمام وسائل الإعلام بالقضية فى تصاعد مستمر واستطلاعات الرأى التى قامت بها قنوات فوكس نيوز، المؤيدة لـ«ترامب»، أكدت زيادة عدد من يطلبون تنحيه!!
رأينا كيف يدار صراع سياسى حاد بين مؤسسات السلطة دون تأثير على استقرار الدولة وتقدمها.. واستخدم الديمقراطيون بذكاء الحالة وتزايدت أعداد المنتخبين الديمقراطيين فى انتخابات المحليات التى تجرى حالياً -والمهمة جداً للمواطن الأمريكى- ووصفتهم وسائل الإعلام بالموجة الزرقاء العاتية التى تجتاح الولايات المحسوبة دائماً للجمهوريين وخسروها لصالح الديمقراطيين..
ويجنح المحللون إلى أن محاكمة «ترامب» لن تكتمل بطريقة أو أخرى، ولن يتم عزله، لكنهم يجمعون على أن شعبية الحزب الجمهورى قد تضعضعت وفرص «ترامب» فى تولى الرئاسة القادمة تتراجع باستمرار، ويرى بعض الجمهوريين أن «ترامب» أصبح عبئاً عليهم.. وإن كان فوز الديمقراطيين بالرئاسة القادمة يتطلب جهداً ضخماً واختيار قيادة تتميز بالشعبية القوية.
المشهد بكامله يصب فى تعظيم الديمقراطية واحترام الدستور ودور البرلمان الأمريكى، ما يدعم صورة أمريكا الديمقراطية فى العالم بعد ما نالت الصورة سلبيات عديدة طوال العام الماضى نتيجة الأفعال الرئاسية الترامبية غير المسبوقة أو المألوفة للشعب الأمريكى أو للدول الحليفة لأمريكا والمعادية لها على حد سواء.. والمؤكد أن الديمقراطيين، بقيادة «بيلوسى»، قلبوا المائدة على الجمهوريين فى توقيت صعب، حيث يشهد العام القادم حملات الترشح للرئاسة التى تنشط فيها كل الأحزاب السياسية.. وما زالت التضاغطات السياسية على أشدها بين الجانبين.. وعلى القادة والسياسيين العرب توقع انقلابات حادة فى المواقف الأمريكية تجاه الأحداث العربية خلال العام الجديد، خاصة أن المحللين يتوقعون تراجع أو غياب الرئاسة بـ«واشنطن» عن الأحداث العالمية الساخنة نتيجة تفرغ «ترامب» وحزبه للانتخابات الرئاسية.. والله غالب.