تشيلينجهام "Chillingham"، قلعة من العصور الوسطى، تقع في قرية تحمل نفس الاسم، في الجزء الشمالي من مقاطعة "نورثامبرلاند" الإنجليزية، وعلى الرغم من طرازها المعماري الفريد والجميل، فإن اسم القلعة دائما ما يرتبط في الأذهان بالرعب والتوجس، على الأقل بالنسبة لمن قرأ أو سمع عن ماضيها.
كانت القلعة في الأصل ديرًا في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، إلا أنه عام 1298، نزل بها الملك "إدوارد الأول"، ملك بريطانيا، أثناء قيادته للجيش إلى مواجهة المرتفعات الشمالية لمواجهة الجيش الاسكتلندي، بقيادة ويليام والاس، ليتحول المبنى بعد ذلك إلى مركز عسكري هام، ويشهد العديد من الإضافات الهادفة لزيادة تحصيناته، خاصة لقربه من اسكتلندا، وتعرضه بعد ذلك لغارات القوات الاسكتلندية، وفقا لما نشره موقع (Atlas Obscura) الإلكتروني.
بداية من القرن التاسع عشر، عاش العديد من اللوردات الإنجليز في القلعة، واستمرت القلعة منزلا لعدد من النبلاء في القرن العشرين، حتى تم تجديدها بالكامل وتحويلها إلى فندق ومزار سياحي، يمكن زيارته أو النزول بأحد غرفه، لاكتشاف مدى مصداقية حكايات الأشباح المتعلقة بالقلعة التاريخية.
إضافة لوظيفتها الدينية في القرن الثاني عشر الميلادي، وأهميتها العسكرية الاستراتيجية في القرون التالية، فإن القلعة حاليا تعتبر مزارا سياحيا هاما، خاصة بعد السمعة التي اكتسبتها كواحدة من أكثر القلاع والأماكن المرعبة في القارة الأوروبية والعالم، وهو شيء يتماشى مع تاريخها الدموي القاسي، الذي لم يخل لقرون طويلة من إراقة للدماء وإزهاق للأرواح.
يرى البعض أنه من الطبيعي أن يعج مكان مثل قلعة "تشيللينجهام"، بالأشباح، فالعديد من الأرواح التي تم إزهاقها على أرض القلعة ربما تكون قد استقرت في ذلك المكان، لما يمثله لها من أهمية أو قيمة كبيرة، أو لرغبتها في الانتقام لموتها، حتى لو كان الانتقام موجها لأناس آخرين غير الذين قتلوها، أو ربما لتخويف الناس من الأحياء، لتنقل لهم بعضا من الألم والخوف الذي عاشته في القلعة.
أشباح قلعة "تشيللينجهام" كثيرة العدد، لكن أشهرهم وأكثرهم ظهورا أو تعرضا للبشر هو شبح الساحرة الغجرية الإسبانية العجوز، التي يقال إنها ألقت لعنة على المكان قديما، تسببت في إصابة جميع اللصوص الذين سرقوا أشياء من القلعة بالكآبة والخوف والحظ السيء، والتي مازال البعض يروي رؤيته لشبحها وهمساتها بكلمات إسبانية في بعض الليالي.
شبح السيدة ماري بيركلي، يعتبر من أشهر أشباح القرية وأكثرها نشاطا، فالعديد من الزوار حكوا عن رؤيتهم لسيدة في منتصف العمر تلبس فستانا تمرق في ردهات القلعة، أو سماعهم لحفيف فستان يوحي بمشي شخص بالقرب منهم، بينما لم يكن أحد موجودا معهم في نفس الكان.
من أكثر الأشباح إثارة للخوف في القلعة شبح "الطفل الأزرق"، الذي حكى الكثير من زوار القلعة عن رؤيتهم له في الظلام، والذي لم تعرف قصته بشكل كامل، ويمكن سماع صوت بكائه أو صراخه بعد منتصف الليل في أغلب الليالي، ويقال إن صوت البكاء ينبعث من غرفة تسمى "الغرفة الوردية"، والتي قال من ناموا فيها من قبل إنهم شاهدوا طيفا لطفل يلبس ثيابا زرقاء، وهي أوصاف تنطبق على هيكل عظمي تم العثور عليه سابقا مدفونا في أحد حوائط القلعة.
تعليقات الفيسبوك