حسن عماد
يأس وألم وقهر، مشاعر ملأت قلبه وعقله لأشهر وأعوام، منذ تعرضه لحادث، وقتها كان في الصف الأول الإعدادي، وتحولت حياته من طفل رياضي اعتاد على النشاط والحيوية وحاصل على أفضل لاعب حارس مرمى في كرة القدم على مستوى محافظته، إلى شخص يعجز الجلوس على كرسي متحرك، حتى دّب الأمل مرة أخرى وعاد إلى حياته الطبيعية ويخوض مسابقات رياضية.
حسن عماد، شاب يبلغ من العمر 22 عامًا، تعرض لحادث سير في عام 2010، أثناء قيادته لدراجته الهوائية، وظل نحو 5 أيام، في غيبوبة، وأصيب بكسر مضاعف في العمود الفقري والقطنية، ما أثر على حركته تماما: "الدكاترة كانوا فقدين الأمل إني أقعد حتى على السرير مش أقف، وكلهم رافضين يعملولي العملية، لحد ما لقيت دكتور قال هيعملها عشان يقدر يقوم حتى من على السرير أو يقدر يقعد"، وفقا لحديث حسن عماد، لـ"الوطن".
"حصلت معجزة" حيث وجد الطبيب الذي أجرى له العملية أن الأمر عكس الإشاعات والتقارير: "اكتشف أن النخاع الشوكي حينما جرى توصيله مرة أخرى بدأ النبض مرة أخرى، وكان ده بعد 10 أيام، دي كانت معجزة"، وظل الشاب العشريني لا يستطيع الحركة من على السرير لأكثر من 6 أشهر، ثم تمكن من الجلوس على كرسي متحرك، واستمر في استخدامه نحو عام، حتى استطاع السير باستخدام عكازين بعد فترة كبيرة من العلاج الطبيعي، والآن يمكنه الاستعانة بعكاز واحد فقط.
حالة إحباط ويأس وامتناع من النزول إلى الشارع، فترة كبيرة عاشها "حسن" خريج معهد الحاسبات والمعلومات، بعد فقدان حياته الطبيعة، فبعد أن كان يلعب في عدد من الرياضات أبرزها كرة القدم في نادي دلفي، وحصل سابقا على أفضل حارس مرمى في الإسكندرية مسقط رأسه، خاصة أنه كان ينوي التقديم في اختبارات نادي الأهلي مع أصدقائه قبل التعرض للحادث: "أصحابي بقوا بيلعبوا في نادي الأهلي، وأنا لأ"، إلا أن أسرته استمرت في تشجيعه للتأقلم على حياته.
ومنذ عام 2015، كانت نقطة التحول في حياة حسن: "ماشي مرة بالصدفة للمعهد، قابلتني بنت كلمتني على لعبة التنس الأرضي كراسي متحركة، وقالتلي تعالى العب معانا، وروحت، ودي اللي غيرت الدنيا معايا، وبقيت عايش حياتي".
واستطاع الشاب العشريني أن يتفوق في لعبة التنس، وحصل على المركز الأول في عام 2019، كما انضم إلى منتخب مصر، وسوف يمثلها الشهر المقبل في التصفيات الأفريقية المؤهلة لأوليمبياد طوكيو 2020.
لم تقتصر حياة "حسن" الجديدة على الرياضة فقط بل أصبح يعمل في أحد محلات الأحذية كـ"كاشير"، كما أنه يقود سيارة خاصة به: "بدل قعدة البيت، وطبعا نفسي ألاقي شغل أفضل، ياريت ألاقي فرصة، ونفسي يكون ليا راعي في التنس، عشان الترتيب بتاعي يعلي وأقدر أسافر ألعب في أكثر من بطولة، وأوصل كأس العالم، وأجيب كرسي متحرك رياضي بدل البدائي اللي معايا".
تعليقات الفيسبوك