"أردوغان في مواجهة أردوغان": لم نوجه قوات إلى ليبيا.. أرسلنا 35 جنديا
أردوغان
التخبطات والتناقضات أصبحت سمة أساسية في سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد تصريحات عديدة لوح فيها ببدء إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا ضمن مشروعه التوسعى السياسي والعسكري، إلا أنه خرج اليوم وبعد ساعات قليلة من مؤتمر برلين حول ليبيا، ليقول إن تركيا لم ترسل قوات إلى ليبيا حتى الآن، وإنما أرسلت مستشارين ومدربين فقط.
بعد الأزمة الدولية التي أثارها اتفاق ترسيم الحدود بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية، التى وصفها العالم بـ"الخارجة عن الشرعية الدولية"، مرر البرلمان التركي مشروع قانون يخدم الأهداف التركية بالتدخل في الشأن الليبي، بداية يناير الجاري، حيث أجاز إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لدعم الميليشيات الداعمة لحكومة الإخوان الإرهابية، للحيلولة دون مزيد من التقدم للجيش الوطني الليبي، وفي الـ 8 من يناير الجاري كان الإعلان الأول لـ "أردوغان" عن إرسال 35 جنديا إلى ليبيا دعما لحكومة طرابلس.
أكد أردوغان للمرة الثانية على إرسال قوات إلى ليبيا، خلال كلمة ألقاها في اجتماع بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، قبل أيام من انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا، ليضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط، قائلا: "إن تركيا ستواصل استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية والعسكرية لضمان الاستقرار على حدودها الجنوبية البرية أو البحرية".
كشف الرئيس التركي أطماعه في الأراضي الليبية بشكل صريح أمام الجميع، في الكلمة التي ألقاها أمام كتلته النيابية في البرلمان، قائلا: "ليبيا كانت لعصور طويلة جزءا مهما من الدولة العثمانية، لذلك لا يمكن لتركيا أن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري هناك".
ووسط الغضب الدولي الرافض للتدخل العسكري في ليبيا، وقال مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي لوكالة "سبوتنيك"، إن تركيا لا تنوي الانسحاب من ليبيا ولا تعتبر وجودها احتلالا.
وبرر أردوغان تواجده في ليبيا بحفظ السلام وتحقيق التوازن داخل البلد، قائلا: "سنقوم بتدريب قوات الأمن الليبية والمساهمة في قتالها ضد الإرهاب والاتجار بالبشر، إذا سقطت حكومة فايز السراج ستجد داعش والقاعدة أرضا خصبة في ليبيا للعودة مجددا".
وبخلاف التصريحات العلنية كانت الإدارة التركية تعمل في الخفاء على إدخال أسلحة وجنود إلى ليبيا، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن نحو 260 مقاتلا بينهم ضابط برتبة نقيب من الفصائل الموالية لتركيا، توجهوا إلى ليبيا للقتال إلى جانب صفوف قوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة من جانب تركيا، وتلجأ تركيا إلى منح هؤلاء المرتزقة جوازات سفر تركية، إضافة إلى المغريات والراتب الشهري الذي يصل لـ2000 دولار أمريكي، وفقا للمرصد، وكشف المرصد عن وصول عدد المرتزقة السوريين إلى 3660 فردا.