يهب نفسه لخدمة آل البيت، فيترك عمله كعامل بناء، ويسافر من محافظته أسيوط، متتبعاً الموالد فى المحافظات المختلفة، ليقضى أكثر من 15 يوماً على الأرصفة وفى الطرقات.
قبل حلول مولد السيدة سكينة بنت الحسين، افترش محمد عبدالله، 40 عاماً، رصيفاً مواجهاً لمسجد السيدة زينب، لكنه لم يكن وحيداً، مقرراً تأسيس استراحة طعام لقطط وكلاب الشارع، عبارة عن 10 علب يملأها بالمياه والطعام، بجوار وسادته وبطانيته.
«عبدالله» اعتاد زيارة الموالد منذ أن كان ابن 15 عاماً، ولأنه لا يمتلك بيتاً فى القاهرة، يضطر إلى البقاء فى الشارع طيلة أيام المولد: «بفرش على الرصيف، وأساعد الزوار، وأمسح الجامع، وولاد الحلال بيوزعوا عليّا أكل، بقسمه بينى وبين القطط والكلاب، لأنها روح ومحتاجة اللى يخدمها، خصوصاً فى عز البرد».
علاقة خاصة نشأت بين «محمد» وحيوانات الشارع، بسبب تعامله الرحيم بها، فتأكل من يديه، وتنام بين أحضانه وأحياناً أسفل قدميه: «بندفّا ببطانية واحدة بالليل وننام، اتعودت عليّا بسرعة، جيت السيدة من أسبوع، وعطفت عليها، وحسّت بالأمان معايا».
فور استيقاظ «عبدالله»، يبحث عن طعام لتقديم وجبة الإفطار لحيواناته: «باروح أشترى عيش وكشرى، وأحط لها، والكلاب والقطط بتاكل مع بعض، وقاعدة فى نفس المكان، ولا بتشاكس بعض، لأنى عوّدتها إن الأكل موجود طول الوقت»، ومن أكثر المشاهد المفضلة له، حين يقوم بإطعام الحيوانات، وتلتف من حوله: «الحيوانات عزوتى وأهلى فى القاهرة، لما باجى كل فترة»، أما أصعب لحظاته، فحين يضطر لوداعها للعودة إلى أسيوط.
تعليقات الفيسبوك