سنة أولى "سياسة ومجتمع مدنى": اشتغل بدون مقابل.. يعنى لله والوطن
فتحي
مرحلة المراهقة من أصعب وأثقل المراحل الحياتية، فهى فاصل بين الطفولة والرشد المبكر، وتبدأ من سن 12 حتى 21 عاماً، وتعتبر من الفترات الأكثر حساسية لأى إنسان، ففيها تكثر أحلام اليقظة والأمنيات المتغيرة باستمرار، ورغم أن الشباب المراهقين حالياً لهم رأى آخر فى ممارساتهم لسلوكيات عنيفة وبلطجة على مرأى ومسمع من الجميع، لكن هناك من هم أكثر تفاهماً مع هذه المرحلة بانتمائهم الواضح لوطنهم واستثمار طاقاتهم فى مجالات التطوع السياسية والأعمال الخيرية.
أحمد فتحى، مسئول برنامج المتطوعين بمؤسسة «شباب بتحب مصر»، بدأ عمله التطوعى منذ 2012، وينصب تطوعهم فى مجال حماية البيئة ونظافتها، وأصبحت مؤسسته عضواً مراقباً بالأمم المتحدة للبيئة وعضواً عاملاً للتحالف الأفريقى للعدالة المناخية والبيئية، ورغم أن التطوع البيئى من المجالات الصعبة والمرهقة، لكن هناك 3650 متطوعاً، وخلال آخر 6 شهور زاد عددهم 1750 متطوعاً، منهم 80% من طلبة المدارس والجامعات، وتعتبر نسبة كبيرة جداً مقارنةً بالأعوام السابقة، حيث يقومون بتنظيف مياه النيل من المواد البلاستيك، وكذلك البحران الأحمر والمتوسط، بهدف إنشاء بيئة نظيفة وخالية من التلوث: «بدأت متطوع من صغرى لحد ما نجحت فى المجال وبقيت أنا بستقبل الشباب الصغير ودول بيكونوا فى مرحلة فاصلة لو البيت أو البيئة اللى بيتربى فيها مخدتش بالها منهم هيطلعوا نموذج سيئ جداً زى اللى بنشوفه فى الشارع حالياً»، ويرى «أحمد» فى أعين الشباب الصغير حماساً شديداً للقيام بمهام وأعمال كثيرة، وذلك بسبب إحساسهم بالرغبة فى عمل مستقبل خاص لهم، والتخلص من جملة «انت صغير»، ويولد لدى هؤلاء الشباب الغيرة الإيجابية بمجرد مشاهدتهم لغيرهم يقومون بأعمال تطوعية ويحققون نجاحاً كبيراً.
«طول الإجازة ببقى قاعد فاضى مش بعمل حاجة وحابب إنى أطور من نفسى بدل قعدتى قدام النت، فشاركت فى حملات إطعام للفقراء بالقرى والمحافظات البعيدة»، بحسب مصطفى حسن، 18 عاماً، الذى يتطوع خلال الإجازة وبعض أيام الدراسة ليشارك فى حملات محدودة: «التطوع خلانى أثق فى نفسى أكتر وكمان اتعرفت على ناس كتير وبقى عندى خبرات مختلفة وبقدر أتعامل مع ناس أشكال وألوان»، واختلفت حياته تماماً بعد التطوع إلى الأفضل بسبب احتكاكه المباشر مع فئات وأطياف مختلفة.
"محمد": لو ابنك ماعندوش ثقة انصحه بـ"التطوع"
محمد سعيد، 21 عاماً، بدأ بالعمل التطوعى بمجال ترفيه الأطفال منذ 7 سنوات، وصمم لنفسه طريقاً مختلفاً تحت اسم «صانع السعادة»، بزيارة الأطفال المرضى بالمستشفيات، وهو يرتدى لبس البلياتشو، ليرسم البسمة على وجوههم ومساعدتهم على استكمال رحلة علاجهم: «التطوع بالنسبة لى بدأته بدرى، علمنى أكون صبور جداً وأحترم رأى الصغير قبل الكبير، وفكرة التطوع نفسها بتغير فى ثقة الواحد بتخليه أهدى طول الوقت ومتفاهم ومش عصبى»، كل هذه الصفات الحسنة اكتسبها «محمد» منذ صغره: «لما بشوف حد لسه سنه 12 وأشوف فيه شخصية مهزوزة كل اللى بقوله له جرب تتطوع فى أى حاجة تقضى بها وقتك، لأن التطوع بيساعد جداً فى تنظيم الوقت ويهذب السلوك».