سعيد رمضان.. مارس دوره كأحد أبرز كوادر جماعة الإخوان الإرهابية خارج البلاد ووسيط بينها وبين أجهزة المخابرات العالمية فى أوروبا وأمريكا.
انضم سعيد رمضان فجأة لجماعة الإخوان فى أوائل الأربعينات من القرن العشرين، وتمكن من الزواج من ابنة حسن البنا، وبعدها فرض نفسه على كل تصرفات المرشد الأول والتنظيم (الإخوان المسلمين) وصار الحقوقى سعيد رمضان سكرتيراً ومستشاراً وقائماً بأعمال حسن البنا فى كل ما يتعلق بقيادة الجماعة.
فى تلك الفترة كان التنظيم القيادى لجماعة الإخوان المسلمين فى أسوأ حالاته، بسبب خلافاته الداخلية وتقلص التمويل الخارجى، وضغط الشرطة.
فى تلك الفترة قررت الجماعة تأسيس النظام الخاص داخل الجماعة التى لم يعلم أعضاؤها عدده أو عتاده أو أهدافه البعيدة.
من قلب النظام الخاص قام المحامى محمود العيسوى باغتيال رئيس الوزراء الأسبق أحمد ماهر باشا فى 24 فبراير 1945، وكان «ماهر» من قادة النضال المسلح ضد عملاء الاستعمار البريطانى فى الثلاثينات، وفى ديسمبر 1946 فجّر التنظيم قنابله فى بعض مراكز الشرطة المصرية فى القاهرة، ثم فى 22 مارس 1948 قام حسن عبدالحافظ ومحمود زينهم، عضوا التنظيم الخاص، باغتيال القاضى أحمد الخازندار، رئيس محكمة استئناف القاهرة، بتسع رصاصات، وقام طالب الطب عبدالمجيد أحمد باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى فى 28 ديسمبر 1948، بسب قراره بحل الجماعة وتصديه لجرائمها كوزير داخلية، بالإضافة لتصادمه مع بريطانيا -الاستعمار- وما لا يعرفه الكثيرون أن الشيخ يوسف القرضاوى أثنى على القاتل وأظهر شماتته فى المقتول شعراً آنذاك:
عبدالمجيد تحية وسلام
أبشر فإنك للشباب إمام
سممت كلباً جاء كلب بعده
ولكل كلب عندنا سمام
هذا هو «القرضاوى» كما ترونه إرهابياً من عشرات السنين.
التنظيم الخاص فى جريمة قتل أحد كوادره وهو المهندس سيد فايز بعد انتقاده -مجرد الانتقاد- لعشوائية الاغتيالات والتفجيرات.
كل هذا النشاط الدموى للتخلص من القيادات الوطنية فى مصر فى أول سنوات نمو التنظيم الخاص، كان مصاحباً لبروز دور سعيد رمضان داخل الجماعة الإرهابية وتنظيماتها، ورغم حداثة سنه، وبسبب نشاطه وتنوع اتصالاته، انتدبته المخابرات البريطانية ندباً غامضاً إلى فلسطين عام 1948 رفقة أستاذه اليهودى ليوبولد فايس (محمد أسد) ثم إلى الشام وعمان وبغداد حيث تأزمت فيها الأمور بين أصدقاء الاستعمار البريطانى وأعدائه، فأخرجته بريطانيا من صدامات العراق الدموية بين الموالين لها والثائرين عليها، كما أرسلت ليوبولد فايس إلى باكستان قبل فصلها عن الهند، وذهب «رمضان» إلى باكستان أيضاً وأشرفا معاً على تأسيس برامج ثقافية للجماعة الإسلامية فى باكستان (جماعة إسلامية) وترتيب أمورها فى المدارس والجامعات والقرى، وهى الجماعة المعروفة إلى الآن كصنيعة وموالية للاستعمار البريطانى ومخططاته.
بهذه الانتدابات لسعيد رمضان فى أقل من 3 شهور فى فلسطين والعراق والهند وباكستان، أخرجته المخابرات البريطانية من شبهة التورط فى قضايا الاغتيالات فى مصر وخلافات الجهاز السرى والجهاز القيادى للجماعة.