حرب نشطاء انطلقت مؤخراً فى مصر عبر موقعى «تويتر» و«فيس بوك» حول «هاشتاج*» متعلق بالانتخابات الرئاسية، فما بين معارضين أطلقوا «هاشتاج» مسيئاً وآخرين مؤيدين أطلقوا «هاشتاج» للرد عليه، تجاوز عدد المهتمين بهذا الأمر على صفحات الإنترنت -وفقاً لتقديرات بعض التقارير- الملايين.
ويبقى السؤال: هل يستحق هذا الـ«هاشتاج» كل هذا الكم من الاهتمام؟ فبدلاً من أن نهتم ببرنامج كل مرشح ومدى أهميته لخدمة البلاد المهلهلة على جميع الأصعدة، وجهنا اهتمامنا إلى حرب غير مفيدة عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
الغريب أن نفس الأمر تكرر رياضياً، فمع إعلان مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، نيته التوجه إلى النادى الأهلى لدعم العلاقة الطيبة بين مجلس إدارة الناديين، انتشر «هاشتاج» باسم «#مرتضى - ميدخلش - الأهلى» فى اعتراض واضح وصريح من جماهير «القلعة الحمراء» على وجود رئيس الزمالك الجديد بسبب سابق إهانته لناديهم، على حد وصفهم، كل ذلك ومجلس الأهلى لم يحرك ساكناً، وجاء الرد من «منصور» بأنه لن يتوجه إلى مقر الأهلى قبل اعتذار الإدارة الحمراء عن تصرفات جماهيرها.
وهنا الجميع نسى أمراً مهماً جداً، أن من أطلقوا «الهاشتاج» ضد «منصور» غالبيتهم ليسوا أعضاء فى النادى الأهلى، وبالتالى فرئيس الزمالك مخطئ فى عدم توجهه إلى النادى الأهلى لتنفيذ مبادرته التى أراها ملائمة، حتى لا نرى مجزرة بورسعيد ثانية فى ملاعب مصر، وثانياً فجماهير الأهلى الذين أطلقوا تلك الدعوة تناسوا أن يعلقوا على موقف إدارة ناديهم التى توجهت لمنزل السفير السعودى فى القاهرة لتحتفل معه بفوزها فى الانتخابات، وهو ما اعتبره القليل منهم توجهاً للحصول على دعم، أو بمعناه الدارج «شحاتة» لإنقاذ النادى الأهلى من أزمته المالية.
البعض هنا سيعتقد أننى أهاجم الأهلى فقط لمصلحة الزمالك، لكن الغريب أن مجلس مرتضى منصور نفسه أعلن هو الآخر التوجه لمنزل سفير السعودية للاحتفال معه بفوز مجلس الزمالك.
فى حال ثبت حصول ناديى الأهلى والزمالك على هذا الدعم فإن ذلك يعد إهانة لأكبر الأندية المصرية، فأين إذن مشروعات إنقاذ الأندية مادياً التى طرحتموها خلال حملاتكم الانتخابية؟ هل هذا ما تملكون تقديمه لجمعياتكم العمومية؟
والسؤال الأهم: هل هذا سيكون حال مصر مستقبلاً؟ هل سنستمر فى حربنا الكلامية على مواقع التواصل فى عوالم افتراضية دون أن نشاهد برنامجاً حقيقياً على أرض الواقع لأى مرشح؟
الأمر يحتاج إلى إعادة تقييم من الجمعيات العمومية فى الناديين لاختياراتهم إذا كان هذا هو حال إداراتهم، هل نحتاج إلى من يملكون برنامجاً قادراً على التنمية، أم آخر لديه القدرة على أن يجعلكم تعيشون على المسكنات والدعم من الخارج طوال عمركم، الاختيار لكم.
■ تعريف الهاشتاج: هو مصطلح مكون من جزأين «هاش» وهو علامة # و«تاج - Tag» وتعنى هوية أو بطاقة، و«هاشتاج» هو مصطلح برمجى لوصف التقنية التى يمكن من خلالها عنونة وأرشفة كل ما يُكتب على شبكة من شبكات الإنترنت حول موضوع ما، حيث يتم وضع كلمة أو عدة كلمات بعد علامة #، فتتحول الكلمة أو الكلمات إلى مفتاح لغرفة رقمية تحوى كل ما تحمله الشبكة من موضوعات حول نفس موضوع البحث، بهدف العودة إلى كل ما هو مكتوب فى أى وقت، مع إمكانية إيجاد إحصائيات عن كمّ المشاركات.