رمضان صانع البهجة.. ببيع مؤلفاتي في الإشارات زي المناديل
رمضان محمد إبراهيم
بابتسامة تخفي وراءها رحلة طويلة من المعاناة، يتجول رمضان محمد إبراهيم، بين ندوات وأجنحة معرض الكتاب ممسكا بيده آخر كتاب له، الجندى الذي يحمل سلاحه حتى سنحت له الفرصة للتحدث بإحدى الندوات، بعينين لامعتين تختفيان وراء نظارته، وقف رمضان الشاب الثلاثيني، يروى رحلة كفاحه، منذ مجيئه للحياه، وحتى اليوم.
فرغم كل الصعوبات والتحديات التي كانت تقف في طريقه، إلا أن رمضان صاحب الـ32 عاما، لم يستسلم لها ووقف محاربا عن حلمه، في أن يصبح كاتبا ومؤلفا، فهو من أبناء محافظة الإسكندرية، مواليد 1987، كل ما يعرفه عن طفولته التي لم يشعر بها، أنه تربى في ملجأ بعد أن قامت والدته بإلقائه بأحد صناديق القمامة، حسبما روتها له مديرة الملجأ التى أنقذت حياته، وحملته إلى الملجأ: "وهما بيرموني جت خبطة في دماغي عملتلى إعاقة ذهنية، في عصب المخ مأثرة عليا لحد النهارده، وعندي انفصام في الشخصية وتوحد".
يقول رمضان في حديثه لـ "الوطن" إنه عند سن الـ 21، وجد نفسه مشردا بلا مأوى بعد أن قام الملجأ بالتخلى عنه لبلوغه السن القانونية لبقائه بالملجأ، فاتخذ من الشارع بيتا له ومن عربات الخردة مأوى له في الليل، ولم يستسلم للظروف التي تكاتفت جميعها ضده، فبدأ بالبحث عن عمل ليأمن قوت يومه.
بنظرة فخر تبعتها تنهيدة استكمل الشاب حديثه أنه عندما ترك الملجأ قرر أن يصنع لنفسه مستقبلا طالما حلم به، فكان كل ما يتمناه أن يصبح كاتب ومؤلفا، فاتجه للعمل بالمقاهي والمطاعم في النهار وبيع المناديل بالإشارات آخر اليوم: "قعدت 10 سنين متشرد بلا مأوى، كنت بنام في الشارع على سكة القطر في العربيات الخردة، كنت ممكن أنحرف وأضيع لقيت حواليا ناس بتشد كولا وناس بتسرق، واللي بيشرب مخدرات".
كان يعمل في النهار ويظل ساهرا طوال الليل يقرأ الكتب والروايات، حتى انتهى من قراءة الأعمال الكاملة لكلا من نجيب محفوظ، العقاد، توفيق الحكيم، جبران خليل جبران، إيليا أبو ماضي، محمود درويش، أمل دنقل، وجمع كل الأموال التي كان يحصل عليها مقابل عمله طوال اليوم، وأخذ ورش في النحو والصرف، ثم بدأ يضع أولى خطواته في الكتابة، التي بدأها بكتابة الفلسفي "الصراع النفسي.. كيف تواجه نفسك وذاتك".
تابع رمضان حديثه بأنه ألف 5 كتب، ويتمنى أن يأتي إلى المعرض في العام المقبل ليقيم حفل توقيع كتابا له، وليس مجرد زائرا: "أول مبلغ قدرت أحوشه كان 2000 جنيه، وألفت خمس كتب، وكنت ببيعهم في إشارات المرور كأنهم مناديل، والمترو، والقطر، وبعد كدا بدأت أبيع على البحر، أحط يافطة كدا وأكتب عليها، من فضلك أنا مؤلف هذا الكتاب ممكن تقرأ كتابي، أهم أعمالى ديوان شعر عن المرأة، رمضان بائع البهجة يغوص في أعماق المرأة، الصراع النفسي كيف تواجه نفسك وذاتك، مشاعر الأطفال مجموعة قصصية للأطفال، خدعتنى رواية حب لم يكتمل، والخامس رواية عن السيرة الذاتية رمضان فوق البركان".