"فضل الموت معاها".. تحليل نفسية والد فتاة القطار لحظة قفزه لإنقاذها
أب بنقذ ابنته من الدهس تحت عجلات القطار
ببراءة الفتيات الصغار أقدمت نحو قضيبي القطار أملا في انتصار صغير بالعبور للجهة الأخرى، في وقت أسرع من والدتها، مطمئنة بموافقة والدها الذي كان من المقرر أن يلحقها، لكن صافرة القطار كانت أسرع منهما، جعلت الفتاة تخر أرضًا من الفزع، فما كان من الوالد إلا أن ارتمى عليها واحتضنها، ليحميها أن ترفع رأسه فتصطدم بالقطار المار من فوقها.
مغامرة عمرها دقائق معدودة، عاشها أب وابنته، رصدتها عدسة كاميرا أحد الشباب المتواجدين على الرصيف، لتسجل نموذجا مبهرا للأبوة، تجسدت في حضن من القلب، تسبب في سلامة الفتاة.
لحظة قفز والد الفتاة على القضبان، تملكت منه مشاعر متضاربة، بحسب حديث الخبير النفسي الدكتور أحمد ثابت، لافتًا إلى أن هناك مشاعر عديدة سيطرت على الأب حينها، هل يقفز ويضحي بحياته أم يقف وينتظر رحمة الله أن تحن على ابنته، ولكنه سرعان ما هزم خوفه وانتصر لأبوته ولم يهب الموت، وفكر في حماية فَتاته فقط.
وأضاف "ثابت" لـ"الوطن" أن الأب تغلب على مشاعر الخوف التي تنتاب أي شخص طبيعي عند إقدامه على فعل شيء خطير، وأثبت خطأ المثل المعروف بـ"لو جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك"، بل أنه وضع حياته تحت عجلات القطار، وجمد مشاعره السلبية لحظتها.
الحب الفطري غير المشروط هو الشعور الميسطر على الأب لحظة قفزه لاحتضان ابنته، على حد قول الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية، مشيرًا إلى أن الأب لم ينتبه لشىء في ذلك الوقت سوى وجه ابنته التي غابت عن الوعي على القضبان، وكانت على بعد سنتيمترات من الموت.
وأوضح هاني لـ"الوطن" أن الأب تملكت منه حالة من عدم الإدراك دفعته لاتخاذ قرار مفاجئ بطريقة لا شعورية، ليصبح نموذجا للأب العاقل الناضج الذي تحدث عنه علم النفس.
وتابع استشاري الصحة النفسية: "الأب فضل أن يموت معها بدلا منة أن ينتحر عقب رؤيتها أمامه بعد وفاتها على القضبان".