في 12 عاما.. استشارية مخ وأعصاب حولت "المزامير والأمثال" لأشعار
الدكتورة نادية نظير
بين الطب والشعر هكذا تأرجحت استشارية المخ والأعصاب نادية نظير لنحو 12 عاما حولت فيها سفري المزامير والأمثال لنظم شعري لتسهيل حفظه خصوصا بين أوساط الشباب المسيحي والاعتماد على معانيه في حياتهم اليومية.
تقول نادية نظير، استشارية أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي، إنها كانت تهدف عند كتابة إصدارها "المزامير والأمثال" في صيغة شعرية تبسيط السفرين للشباب لحفظهما بسهولة، حيث وجدت أن السفرين كان من الممكن تلحينهما وترنيمهما وحفظهما.
وتابعت استشارية أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي، في حديثها لـ"الوطن" التي يبعد مجالها عن مجال اللغة والشعر تماما، أن والدها القمص شنودة جريس، كان السبب وراء شغفها بالعربية وحبها لنظم الأبيات بها.
وتعود "نادية" لأيام طفولتها حين كان والدها يكافئها وأخواتها عن قراءتها لكل عدد صفحات، فكان يخصص لها نصف ساعة يوميا يسمعها فيهم وهي تقرأ باللغة العربية الفصحى ويصحح لها كل أخطاء القراءة و"لا يفوت صفحة واحدة".
وتتابع أن والدها الذي درس بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وترجم كتاب "كين تعد العظة" للعربية، كان يجعلهم وأخوتها يقرأون كتب عباس العقاد وروايات نجيب محفوظ وعلي باكثير بالإضافة إلى قراءة شيكسبير.
والاستشارية التي لم تترك مجالها استغرقت 12 عاما في نظم أشعار كتابها المقتبس عن سفري الأمثال والمزامير والتي تؤكد دائما أنها حافظ على نحو 95% من كلمات السفرين، معتمدة على أوزان الترانيم الحديثة وشعر التفعيلة في معظم الأشعار.
"خد مني 12 سنة حتى وصل للنسخة النهائية" الكتاب الذي تقسم بين 10 سنوات لنظم المزامير شعرا وعامين لنظم سفر الأمثال، بين بروفات وتصحيح وطباعة وغيرها من الإجراءات حتى استقر بإحدى مكتبات الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، شارحة 12 عاما من السعي وراء حقيق حلم أصبح واقعا.
وتتابع "3 سنين بعمل بروفات وبحتفظ بيها في عربيتي"، الاستشارية التي حملت نسخ الكتاب الأولى في سيارتها طوال 3 سنوات، وبعدها مع بداية نظم عدد كبير من المزامير بدأت تعرضهم على كل من لهم رأيا ونقدا عليه، وهذه المرحلة استغرقت عام ونصف العام تقريبا، وقبل أن تشرع في الطباعة كانت هناك مرحلة تجاوزت الستة أشهر كانت تقدم الكتاب للأساقفة والرهبان لمراجعته.
ورغم ترحيب الأساقفة إلا أن كانت هناك بعض التحفظات من بعض رهبان الأديرة، وأكدت أن الكتاب الذي قدمه الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا مكاري أسقف شبرا الجنوبية ، لم يلاقي الرفض لأنه ليس نصا موازيا للسفرين إنما محاولات لتحوليها لشعر مع الحفاظ بأكبر قد على الكلمات ومعانيها.