«المؤلفة قلوبهم»، كمصطلح فى الدين الإسلامى، هم الذين يأخذون من أموال الزكاة فى سبيل تأليف قلوبهم، وترغيبهم فى الإسلام؛ كالكافر الذى يُطمع فى إسلامه، أو المسلم لتقوية إيمانه، أو الشرير لدفع شره عن المسلمين، أو ما شابه ذلك، بحيث يكون فيه مصلحة للإسلام والمسلمين.
ويُطلق على مستحقى الزكاة اسم مصارف الزكاة، وهم ثمانية أصنافٍ ورد ذكرهم فى قول الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِى الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفى سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ).
وقيل المؤلفة فى اللغة جمع مؤلَّف وهو اسم مفعول من الألفة، يقال: ألفت بينهم تأليفاً إذا جمعت بينهم بعد تفرق، والمراد بتأليف قلوبهم استمالة قلوبهم بالإحسان والمودّة. والمؤلفة قلوبهم فى الاصطلاح: هم الّذين يراد تأليف قلوبهم بالاستمالة إلى الإسلام.
جماعة الإخوان الإرهابية كعادتها منذ تأسيسها على يد مدرس الابتدائية مرشدها الأول حسن البنا، وهى تتلاعب بصحيح الدين لتحقيق أغراض سياسية لخدمة الاستعمار، صار هذا منهجها منذ عام 1928 حتى الآن.
وبعد سقوط حكم المرشد بأمر ملايين المصريين ممن خرجوا عليهم فى ثورة 30 يونيو العظيمة، لم تجد الجماعة سبيلاً للانتقام إلا التلاعب بصحيح الدين، وتأويل مصطلحاته لتحقيق أغراضها الخبيثة.
الجماعة الإرهابية تلاعبت بمصطلح المؤلفة قلوبهم، واعتمدت مصطلحاً آخر هو المؤلفة جيوبهم، لتستميل من خلاله ضعاف النفوس سواء كانوا أعضاء بالجماعة أو من غير أعضائها، مصريين أو من جنسيات أخرى، أغرتهم بالمال القطرى والتركى، وما أكثره، للهجوم على الدولة المصرية بكل ما أوتوا من سفالة وخسة وندالة، والحساب مفتوح.. المهم تحقيق الهدف.
الأمثلة كثيرة ومفضوحة، من بينها ما أثارته تغريدة لداعية كويتى (محسوب على الجماعة) من جدل بعد مبالغته فى مدح الأسرة الحاكمة فى قطر، الممول الرئيسى وولى النعم، إلى حد تأكيده على وصايا الرسول، صلى الله عليه وسلم، بآل تميم وذكرهم فى الأحاديث النبوية.
وقال الداعية فى مقطع فيديو صوّره خلال وجوده فى تونس فى شهر سبتمبر من العام الماضى: «من تونس الخضراء أهديكم هذه الفائدة، عُرف لبنى تميم دولتان عبر التاريخ؛ الأولى دولة الأغالبة هنا فى تونس، والثانية دولة آل ثانى هناك فى قطر».
وأضاف: «تذكرت بهذا قول النبى، صلى الله عليه وسلم، أشد أمتى على الدجال بنو تميم، وتذكرت أيضاً قول القائل إذا غضب عليك بنو تميم حسبت الناس كلهم غضابا».
لهذا الحد وصل الكفر بهؤلاء بالافتئات على الرسول الكريم الذى لا ينطق عن الهوى.
وعن المؤلفة قلوبهم من العاملين والمذيعين فى القنوات الفضائية الإخوانية لا تسل، رواتبهم تُظهر حجم التمويلات التى تتلقاها تلك القنوات، ملايين الدولارات شهرياً يتم إنفاقها على برامجها المشبوهة للمتاجرة بالقضايا الوطنية وإثارة البلبلة فى الشارع المصرى.
معتز مطر، الذى لم يمل من إنكار علاقته بالجماعة لسنوات وقت أن كان يعمل فى مصر، يحصل على ملايين الدولارات سنوياً بواقع 3 آلاف دولار فى الحلقة الواحدة ليتطاول على مصر، ويلوى الحقائق بلا منطق سوى الانتقام من الشعب المصرى لحساب الجماعة، ومثله الممثل هشام عبدالحميد، صاحب السيرة الأخلاقية المشبوهة والمعروفة فى الوسط الفنى منذ دخل هذا المجال، ومثلهما أحمد عطوان، المذيع بقناة الشرق، وهيثم أبوخليل، ودعاء حسن، ويحصل عمر الشال، مسئول السوشيال ميديا فى القناة، على 25 ألف دولار، وسامى كمال الدين يحصل على 18 ألف دولار، وهناك المدعو سلامة عبدالقوى، أحد شيوخ الفتنة، الذى يصدر الفتاوى بناء على رغبة جماعة الإخوان الإرهابية، يتقاضى راتباً شهرياً 7 آلاف دولار.
مرتبات هؤلاء المؤلفة جيوبهم يتم تقديرها وصرفها بأوامر مباشرة من هاكان فيدان، رئيس أجهزة الاستخبارات التركية، كل حسب قدرته وتفانيه فى الهجوم على الدولة المصرية، وتشويه الإنجازات وتحويل النجاح إلى فشل ومحاولة تأليب المصريين على القيادة السياسية.
قبل تأسيس الجماعة الإرهابية بخمس سنوات فقط، فى عام 1923، أسس فنان الشعب عميد المسرح العربى يوسف وهبى مسرح رمسيس متخذاً له شعار «وما الدنيا إلا مسرح كبير»، وكأنما وجد «البنا» ضالته فى الشعار ليتخذه منهاجاً لجماعته، وشعاراً يمكن تطويعه فى كل الأوقات، وفى الداخل والخارج، وراح مرشد وجاء مرشدون والجماعة كما هى تكذب وتخدع وتتلاعب بالدين، وستلاحقهم اللعنة أينما كانوا ومهما أنفقوا.