أسر تتخلى عن أبنائها المعاقين.. ودار إيواء ترحب بهم
"فتحية": "أهاليهم مشيوا وسابوهم وأنا اللي باربيهم"
أحد نزلاء الدار
صغيراً كان أو كبيراً، فأسرهم لا يلتفتون لذلك، المهم أن يتخلصوا منهم ومن ثقل تربيتهم وصعوبة تلبية احتياجاتهم، أهالى تجردوا من كل مشاعر الإنسانية، وألقوا بفلذات أكبادهم فى الشارع، حكايات لأناس وجدوا أنفسهم بلا أب أو أم، ذنبهم الوحيد أنهم من ذوى الإعاقة، احتضنتهم دار إيواء «نور الرحمن» بمدينة العاشر من رمضان.
شاب فى الـ25 من عمره، ألقاه والده فى الشارع للتخلص من مسئوليته، تحكى فتحية يحيى، مديرة الدار: «حد لقاه فى الشارع، كانوا عارفينه، جابهولى وقال لى والده رماه عشان مش قادر يخدمه، حاولنا نوصل لوالده بعد كده ماعرفناش، كل بياناته اتغيرت». يقطن الشاب لدى الدار منذ سنتين، ولم تعد مسئولة الدار تبحث عن أهله، رضيت بما حدث وأخذته.
«عندى طفل والده جابهولى وهو عنده سنتين، كان بيزوره كل فترة، بعد كده قطع الزيارة»، تحكى «فتحية» عن والد طفل سجل عناوين غير صحيحة ورقم هاتف خارج نطاق الخدمة ليهرب من مسئولية ابنه: «دوَّرت عليه كتير بس ماقدرتش أستدل على عنوانه، عملت محضر إثبات حالة، والطفل كبر قدام عينى وعندى لغاية دلوقتى».
حكايات قاسية بين جدران الدار لحالات عديدة التقطتها دار الإيواء، تحكيها «فتحية» بكل أسى: «عندى شاب من 18 سنة، كانت بتجيله زيارات من أهله فى البداية، ومرة أخته جات وقالت لنا اعتبروا إن أبوه مات ومشيت، وفى أهالى رموا ابنهم وهو طفل قدام مستشفى الزقازيق، أخدناه وعملنا له شهادة ميلاد وهو دلوقتى معانا، وفى ولد أبوه اتخلى عنه وجابهولنا ومشى، كلهم بيقولوا إننا مش قادرين نخدمهم».
تقوم الدار على جمع التبرعات لتلبية احتياجات أفرادها من مأكل وملبس ومشرب، تحتاج للعديد من التبرعات للاستمرار فى خدمة ذوى الإعاقة: «إحنا قايمين على التبرعات فى المقام الأول، فى شخص متكفل بالتبرعات دلوقتى وكل فترة شخص بيتبرع لنا». مؤكدة أن الدار تتعثر فى أوقات كثيرة عن سداد احتياجات نزلائها: «التبرعات مش كتيرة زى الأول، وولادنا ناقصهم حاجات كتير، بنوفر لهم اللى نقدر عليه، والباقى نناشد بيه أهل الخير على الفيس بوك».